لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشجعون على الطريق.. سائقون يروون خططهم لمشاهدة مباراة الأهلي والزمالك

02:31 م الجمعة 27 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت- دعاء الفولي:

دائما هُناك طريقة لمتابعة الفريق المُفضل، هذا ما علمه مصطفى الفار، الذي يعمل سائقا للنقل الثقيل منذ 18 عاما. لم يُفوت مباراة لفريق الزمالك، ينقل بضائع من مصر للسودان، تستمر الرحلة الواحدة 30 يوما "بس ببقى مخطط هكون فين في الغالب وإما أسمع الماتش أو أشوفه على الطريق"، فيما لن يختلف الحال مع مباراة اليوم، التي يتنافس فيها الأهلي والزمالك على بطولة القارة الإفريقية.

الكُرة في حياة الفار ليست مجرد تسلية "سماع الماتشات على أي إذاعة هو صاحبي في الرحلة زي ما بيقولوا"، ورغم أن صاحب الـ38 عاما يفضل المشاهدة بين آخرين من نفس الفريق "بس لو دا مش متاح بنزل في أي استراحة على الطريق أتفرج".

ص-1

لا تتوقف المتابعة لدى الفار عند الإذاعة، زوجته تهتم بمتابعة المباريات أيضا "لو ماتش مهم بتبقى معايا على التليفون، تحكيلي مين عمل ايه ومين لعب إزاي، من كتر قعدتها معايا بقت عارفة كل الللاعيبة بتوع الزمالك رغم إنها أهلاوية"، يخلق الاختلاف حالة من البهجة داخل منزل السائق القاطن بمحافظة الغربية، يتراهن الزوجان على الفريق الفائز طوال الوقت "واللي يكسب الرهان لازم يتحقق له رغبته"، يقولها السائق بضحك، فيما يتذكر أن "الماتش بتاع النهاردة لسة مراهنّاش عليه، بس إن شاء الله الزمالك هيكسب".

مساء اليوم من المفترض أن يكون الفار في مدينة أبوسمبل على حدود مصر، استعدادا للذهاب إلى معبر السودان "ساعتها مش هتحرك، هبات الليلة دي واتفرج على الماتش وسط الناس"، متمنيا أن "الواحد يروح السودان وهو مبسوط بفوز فريقه".

على العكس، لا يشعر أحمد العوّا بالتوتر تجاه مباراة الأهلي والزمالك "انا بشجع الإسماعيلي بس مصرّ أشوف الماتش عشان بحب اللعبة الحلوة بين الفريقين". يعمل العوّا سائقا على خط المرج-الإسماعيلية، تستغرق رحلته من وإلى القاهرة حوالي ساعة ونصف "مش مسافة طويلة بس لو ماتش مهم اشتغل وانا في الطريق ببقى مش على بعضي". يتذكر صاحب الـ47 عاما أحد مباريات الهلي والإسماعيلي في التسعينيات "كانوا متعادلين لحد آخر دقيقتين لما الأهلي دخل جون واتغلبنا"، وقتها كان يقود سيارته "وقفت على جنب من كتر ما كنت متضايق.. كل دقيقتين تليفون من حد يقولي خسرنا واللي يحكلي عن الماتش، مكنتش مستحمل".

رغم عدم انتمائه لأحد الفرقتين "بميل أكتر للزمالك بصراحة لكن بتوقع إن الأهلي ممكن يكسب بس بصعوبة شديدة"، يُتابع السائق أخبار المباراة أولا بأول "فيه لعيبة متصابين ودا عامل توتر ليهم وللمشاهدين".

الجمعة ليس إجازة للعوّا من العمل، يعمل في موقف ميكروباصات المرج ضمن حوالي 300 سائق آخر لنفس الخط "وفيه دور، ممكن اقعد ساعات مستني دوري في التحميل"، يعوّل على ساعات الانتظار "عشان أشوف الماتش في كافتيريا الموقف"، أما في حالة كونه على الطريق "مفيش غير النت او الراديو لو هيقولوا النتايج".

لو لم يضطر العوّا للعمل اليوم "كنت هبقى في البيت بتفرج مع اتنين تلاتة صحابي ونتبسط بالحالة بدل زحمة القهوة"، لا يتوقف اعتراضه على الزحام فقط "بيبقى فيه ناس من الفريقين وممكن يحصل شد أعصاب أو كلام صعب"، لكنها وسيلة بديلة أفضل من عدم المشاهدة على الإطلاق.

أحمد إسماعيل، سائق النقل الثقيل له حكايات أيضا مع المباريات لا تقتصر على مصر فقط "في نهائي أمم إفريقيا مثلا 2010 كنت في السودان". يتذكر إسماعيل ذلك اليوم جيدا.. ظل يسأل ومجموعة من زملائه عن مكان للمشاهدة "عرفنا إن فيه كافتيريا على بعد حوالي 35 كيلو من المكان اللي كنا فيه"، استأجروا سيارة وذهبوا "كنا المصريين الوحيدين اللي قاعدين طبعا"، يضحك السائق مسترجعا التفاصيل "الحمد لله إننا فزنا بعد المغامرات اللي عملناها اليوم دا".

بات لإسماعيل حكايات كثيرة على الطريق، وأصدقائه أيضا، يجمعهم حُب الكُرة على اختلاف توجهاتهم "عندي صاحبي مثلا مركب زي دِش أو طبق صغير فوق العربية بيلقط بيه ساعات المباريات خاصة لو بايتين على المعبر أسبوع أو حاجة".

حينما يسافر إسماعيل تُصبح الوحشة أهدأ "لو معايا سواق زميلي"، لكنه خلال المباراة سيكون قد تحرك من مسقط رأسه بمدينة كفر الزيات متجها للسودان، لن يستطيع التخطيط لمشاهدة المباراة في مقهى "لأن لما بكون لوحدي مش بحب أقف لفترات طويلة وكمان حسب حالة الطريق والجو"، لكنه سيسمع نتائج المباراة عبر إذاعة الشباب والرياضة "ولو الأهلي فاز هحتفل احتفال كبير لما أرجع مصر إن شاء الله".

فيديو قد يعجبك: