لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الدعاية الانتخابية لنواب بولاق.. "يافطة" لكل مواطن

09:41 م السبت 24 أكتوبر 2020

انتخابات مجلس النواب 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتابة وتصوير-إشراق أحمد:

مع صباح اليوم، دخل الصمت الانتخابي يومه السابع. بدأت انتخابات مجلس النواب، افتتحت المدارس أبوابها أمام الناخبين مرة ثانية في غضون شهر، لكن في منطقة بولاق الدكرور -غرب الجيزة- لم يكن هناك أثر للصمت.

كان الحي الشعبي في أوج مظاهر الدعاية الانتخابية، لا فارق بعد الصمت -حيث يحظر الدعاية لمرشح- عما قبله؛ تنتنشر اللافتات بين سماء البيوت، ورؤوس الأشهاد، وعلى الأرض تتداول الأيدي أوراق بأسماء المرشحين، أينما تذهب تدركك صور وأسماء النواب المحتملين.

1

في بولاق، من الصعب ألا تعرف أن هناك انتخابات حاضرة، تلك القاعدة التي عايشها عمر أبو جهاد، طالما شهدت المنطقة منافسة انتخابية، ورغم ذلك لمس صاحب محل صيانة الأدوات الكهربائية هذه المرة اختلاف "الدعاية زيادة الانتخابات دي.. من شهر الناس بتتكلم واليفط في كل شارع".

قبل عشرة أعوام كان هناك أشخاص بعينها، يحصيهم الرجل صاحب الثلاثة والخمسين ربيعًا على أصابع اليد الواحدة "محدش كان يقدر يقف قدامهم لكن دلوقت ناس كتير بترشح نفسها ومش تبع حزب كمان".

2

٥٤ مرشحًا يتنافسون بالنظام الفردي في دائرة بولاق الدكرور على ثلاثة مقاعد في البرلمان من بين ١٤٢ مقعدًا، لمحافظة الجيزة منها ٢٥. "تقريبًا أحنا ما بين كل شارع والتاني مرشح فطبيعي تكون الدعاية كتير" مبتسمًا يقول تامر المصري، بينما يمسك بأوراق دعاية لأحد المرشحين يوزعها على المارة.
هذا العام، قرر المصري، مهندس الكهرباء، أن يضيف لصفة الناخب دور آخر؛ تطوع الرجل الثلاثيني لدعوة أهالي بولاق إلى انتخاب المرشح الذي أعطاه صوته في الدورة البرلمانية المنقضية "لقيته حد بيخدم المنطقة وفاتح بابه للناس.. مننا بيقعد يشرب الشاي معانا على القهوة.. قلت ليه ما اساعدهوش واخلي الناس تعرفه".

3

لم تعد الدعاية مقتصرة على العاملين مع المرشح كما يقول المصري "الجيران والمعارف بقوا يشاركوا ويوزعوا ورق تعريف بمرشحهم عشان ياخد أصوات".

يمر العابرون في شارع همفرس بمنطقة بولاق الدكرور، يلقي أحدهم كلمة على المصري "وده ببلاش ولا فلوس؟". يوقفه الماسك بأوراق الدعاية نافيًا له أن يكون الانتخاب نظير الأموال سواء له أو أي ناخب، فيما تمتد أيدي أخرين للحصول على إحدى الأوراق من صاحب القميص الأحمر.

وسط الدعاية المباشرة عبر الأشخاص، والتوك توك والسيارات المتنقلة الحاملة للافتة مرشح، يجلس عبد الرحمن أحمد في دكان أبيه، اليوم أصبح بإمكان الشاب أن ينتخب، أتم عبد الرحمن ١٨ عامًا لكنه لن يفعل "اللي شوفته وبشوفه السنين اللي فاتت ما يخلنيش اروح".

4

رغم صغر عمر عبد الرحمن إلا أن تواجده في الشارع للعمل بمحل بيع البقالة كان سببًا في اطلاعه على مشهد الدعاية الانتخابية "ناس كتير بتروح عشان الفلوس شوفت بعنيا الخمسين وال١٠٠ جنيه بتتوزع واللي بيدخل البرلمان بيعمل إيه للناس ولا حاجة"، يشعر طالب كلية التجارة بالغضب من الأجواء حوله، حتى أنه بالأمس ذهب خارج بولاق وحين عاد ورأى كم لافتات المرشحين "حسيت أني مخنوق" كما يصف.
لا يفلت مار من أيدي الداعين لانتخاب المرشحين، من لم يلتق بتامر المصري ومرشحه، يجد أصحاب قمصان بيضاء تحمل اسم مرشح آخر، ومن تجاوزهم استقبلته عايدة صلاح داعية لانتخاب جارها المرشح للمرة الثانية لدخول البرلمان.

5

6

لم يكن للسيدة الستينية اهتمام بالانتخابات قبل المشاركة في دعم جارها منذ الدورة البرلمانية المنقضية "مكنتش بروح انتخب إلا المرة اللي فاتت"، وهذا العام تقف طيلة النهار إلى المغرب مقدمة الأوراق في مشهد لم تفعله أو تراه مسبقًا.

حتى الأطفال وجدوا لهم مكان في مشهد الدعاية في بولاق، باتوا يتنافسون فيما بينهم مَن يجمع أكبر قدر من الأوراق ليوزعها على المارة، ومنهم مَن يذهب إلى الطاولات الموضوعة على جانبي الطريق المزدحم، ويطلب المشاركة في التوزيع، ليزيد وقت التسلية والمرح بين هدير البشر السائر في الطريق.

7

لا يختلف حال الغريب عن أهل بولاق في الشعور أن دعاية انتخابات البرلمان لافتة عن السابق، بكل ركن، خلف كل بائع يوجد ملصق، حتى أن كثرتها في شارع ما تخبر المار أنه مكان مقر أو إقامة المرشح.
ينتظر أحمد عبد الناصر قدوم مشتري لبضاعته من الموز، للمرة الأولى يشهد الشاب العشريني ابن مدينة أسوان الانتخابات في بولاق، بمثل تلك الأوقات يسافر للإدلاء بصوته، إلا أن الظروف أحالت بينه هذه المرة كما يقول، لكنه يجلس ممسكًا هاتفه المحمول ويتابع ما يجرى في إسنا، فيما تدور عيناه على ما يحدث جواره.
يختلف مشهد الدعاية الانتخابية في بلدة عبد الناصر عن بولاق كما يقول "هنا الناس بتسأل والمرشحين بيلموا الناس حواليهم لكن هناك في أسوان عائلات أكتر بنبقى عارفين كل واحد أصله وفصله مجرد يعدوا على البيوت يقولوا شدوا حيلكم معانا".

8

وفيما تضج شوارع بولاق بالدعاية، لا يتمنى أبو جهاد أكثر من يجتمع النواب القادمين في البرلمان لخدمة كافة المناطق في الحي الشعبي وليس الجانب الذي يخصه أو حينما يلح الأهالي في الطلب كما يقول.

فيديو قد يعجبك: