كورونا في الشام واليمن| 30% من الإصابات عربياً.. ودول النزاعات الأكثر تضررا (تفاعلي)
تقرير - مها صلاح الدين
تعد بلاد الشام واليمن هي ثاني أكثر المناطق تضررا من كوفيد 19 عربيًا- بعد دول الخليج؛ حيث سجلت الدول الستة التي تحتوي على ربع سكان الوطن العربي 30% من إصاباته، بعد مرور 8 أشهر على اكتشاف أول إصابة بفيروس"كورونا" في المنطقة أواخر يناير الماضي، وفقًا لما أعلنته الحكومات من أرقام.
يأتي العراق الذي يحتل المرتبة الأعلى عربيًا على رأس قائمة بلاد الشام واليمن التي تحتوي على 6 دول هي "العراق ولبنان وفلسطين والأردن وسوريا واليمن"، وسجلت 567 ألفاً و14 إصابة، من مليون و886 ألفاً و 329 إصابة بجميع الدول العربية.
بينما سجلت بلاد الشام واليمن 37% من حالات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا، من إجمالي ضحايا الوطن العربي، وتحديدًا 12 ألفاً و189 حالة وفاة من 33 ألفاً و124 ضحية في دول الوطن العربي الـ22.
يرصد "مصراوي" في هذا التقرير، من خلال تحليل البيانات والخرائط التفاعلية، كيف مر "كورونا" ببلاد الشام واليمن، ويتتبع حجم الأضرار الواقعة على الدول الستة، وفقًا للأرقام التي وثقتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
كان أول ظهور لفيروس كورونا في بلاد الشام واليمن في لبنان، في 22 فبراير الماضي، لسيدة لبنانية قادمة على متن طائرة من مدينة قم الإيرانية، ومن بعدها بدأ يتوالى ظهور الإصابات في دولة تلو الأخرى في المنطقة.
ثم وصلت بعد حوالي 9 أشهر إلى أكثر من نصف المليون إصابة بالدول الستة، تعافى 76% منهم، بينما يظل 22% إصابات نشطة تحت تأثير المرض، وتوفي منهم 2%.
وسجل العراق ولبنان والأردن 740 حالة حرجة، بنسبة لا تذكر من إجمالي الإصابات، بينما تجاهلت كل من سوريا وفلسطين واليمن ذلك المؤشر، وعلى الرغم من أن ذلك العدد نسبة لا تذكر من إجمالي الإصابات في الدول الستة، لكنه يمثل 27% من إجمالي الحالات الحرجة التي عنيت بتسجيلها دول الوطن العربي الـ22.
سجلت دولة العراق - الأولى عربيًا من حيث عدد الإصابات - 74.1% من إجمالي إصابات بلاد الشام واليمن، بـ420 ألفاً و303 إصابات، بينما جاء الحد الأدنى من إصابات في اليمن التي سجلت 0.4% فقط من الإصابات في المنطقة، حتى صباح الجمعة الماضي.
وجاءت النسبة الكبرى من وفيات بلاد الشام واليمن في دولة العراق، التي سجلت 10 آلاف و142 حالة وفاة، أي 83% من وفيات المنطقة، وتصدرت العراق المؤشرات الخمسة الرئيسية "الإصابات والوفيات والإصابات النشطة والتعافي والحالات الحرجة".
وعلى الرغم من أن دولة اليمن تأتي في المركز الأخير في مؤشر الوفيات، إلا أنها جاءت في المركز الثاني في مؤشر الوفيات بمنطقة بلاد الشام واليمن، بنسبة 5% من إجمالي الوفيات بالمنطقة، الأمر الذي تفسره نسبة الوفيات بين إصابات اليمن نفسها، والتي وصلت إلى 29%، وهو أعلى معدل للوفيات في بلدان الوطن العربي.
لم تَسِرْ منحنيات الإصابة اليومية في البلدان الستة على وتيرة واحدة، إلا إننا عبر تلك المنحنيات التي ترصد وتيرة صعود وهبوط الوباء وتاريخه في كل دولة من تلك الدول، نستطيع أن نتتبع دورة حياة الجائحة على مدار تسعة الأشهر الماضية.
لبنان..
سُجلت أول إصابة في لبنان في 22 فبراير، ومن بعدها بدأت الإصابات تنتشر في الدول بوتيرة شبه منتظمة، حتى شهد المنحنى قفزته الأولى في 13 يوليو؛ حيث تم تسجيل 166 إصابة في يوم واحد، أما ثاني قفزة، فكانت في 20 أغسطس؛ حيث سجلت لبنان 1010 إصابة.
بعدها بدأ منحنى الإصابات اليومية في الانخفاض حتى 8 ديسمبر بمعدل 400 إصابة يومية، ثم عاود الصعود من جديد ليسجل أعلى معدلات الإصابة اليومية في 13 أكتوبر بـ2066 إصابة في يوم واحد.
العراق..
سجل العراق أول إصابة بكورونا في 25 فبرايرالماضي، وبدأت الإصابات تنتشر في أشهر مارس وإبريل ومايو، وشهد العراق أول قفزة في 7 يونيو؛ حيث سجلت 1252 إصابة في يوم واحد، وجاءت القفزة الثانية في 26 يونيو، بعد أن سجل العراق 2605 إصابة في يوم واحد، وتضاعفت الإصابات في 19 أغسطس؛ حيث تم تسجيل 4576 إصابة.
أما في 24 سبتمبر، فقد سجل العراق أعلى معدل للإصابات التي وصلت إلى 5055 إصابة في يوم واحد، ومن بعدها بدأ المؤشر في التذبذب بين الصعود والهبوط حتى الآن.
الأردن..
ظهرت أول إصابة بكورونا في الأردن في 3 مارس، وظلت أعداد الإصابات طفيفة من بعدها وحتى 26 أغسطس، حيث تم تسجيل 77 إصابة في يوم واحد، كانت الأردن من أوائل البلاد العربية التي أعلنت عن تخفيف الإجراءات الاحترازية ورفع الحظر الشامل عن البلاد، لذا بدأت الإصابات بعد ذلك في التصاعد، حتى وصل المنحنى إلى أعلى معدلاته في 16 أكتوبر الحالي؛ بتسجيل 2459 إصابة في يوم واحد.
فلسطين..
ظهر فيروس كورونا في فلسطين في 6 مارس الماضي، بتسجيل 7 حالات في يوم واحد، وشهد المنحنى أول قفزاته في 27 إبريل بتسجيل 153 إصابة، وكانت القفزة التالية في 5 يوليو بتسجيل 561، وشهد المنحنى أعلى معدل للإصابات اليومية في 16 سبتمبر بـ1115 إصابة في يوم واحد، ثم بدأ المؤشر في الهبوط حتى الآن.
سوريا..
ظهرت الإصابة الأولى بكورونا في سوريا في 23 مارس، وشهدت سوريا أول قفزة في 26 مارس، بينما بلغ أعلى معدل للإصابات اليومية في سوريا 163 إصابة في 2 أغسطس الماضي، تم بدأ المنحنى في الهبوط حتى 13 أكتوبر الحالي، حيث سجلت سوريا 101 إصابة في يوم واحد.
اليمن..
كانت اليمن آخر دولة ظهر بها مصابون بفيروس كورونا في منطقة بلاد الشام واليمن، حيث سُجلت أول حالة في 10 إبريل الماضي، وشهدت أول قفزة للمنحنى في 20 مايو، حيث سجلت 37 إصابة، وبلغ أعلى معدل للإصابات اليومية في اليوم 116 حالة، يوم 16 يونيو الماضي، ومن بعدها يظل المنحنى في تذبذب بين الانخفاض والارتفاع الطفيف حتى الآن.
الإصابات.. والاختبارات.. والسكان
أفصحت أربع دول من بلاد الشام واليمن عن عدد اختبارات الـ PCR - الاختبار الوحيد المعترف به من قبل منظمة الصحة العالمية لتشخيص كورونا - هي العراق والأردن وفلسطين ولبنان، بينما لم تفصح كل من سوريا واليمن عن عدد الاختبارات التي أجرتها.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، من قلة أعداد اختبارات PCR في كلتا الدولتين؛ بسبب تردي النظام الصحي بهما نتيجة الحرب، ما يؤدى إلى زيادة نسبة الوفيات، مثلما تجلى في اليمن، حيث توفي 29% من إجمالي الإصابات لديها، كما هو معلن.
وسجلت الدول الأربع التي أعلنت عن أعداد الاختبارات 18% من الاختبارات في الوطن العربي، حيث أجرت 5 ملايين و622 ألفاً و72 اختباراً، من 31 مليوناً و286 ألفاً و449 هي إجمالي الاختبارات التي أجرتها دول الوطن العربي الـ22.
وكما هو مبين في المخطط البياني التالي، كلما ارتفعت أعداد الاختبارات، تتمكن الدول من الكشف وتسجيل أعداد أكثر من الإصابات.
الأمر الذي ينعكس على معدل الإصابات من عدد السكان، ففي الدول التي أفصحت عن أعداد الاختبارات، كلما زاد عدد سكانها، زاد عدد المصابين، على عكس سوريا واليمن، التي لا تتناسب أعداد الإصابات لديهما مع أعداد السكان.
فيديو قد يعجبك: