إعلان

بعد احتجاج النساء.. دول ألغت ضرائب على الفوط الصحية (تقرير)

07:58 م الثلاثاء 07 يناير 2020

الفوط الصحية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

الاحتجاجات النسوية لا تتوقف ضد فَرض ضرائب على الفوط الصحية في بلادهن باعتبارها سلعة ضرورية لابد من توفرها بأسعار مناسبة للجميع، أتت تلك الإجراءات ثمارها في عدد من دول العالم، أخرها ما جرى في رواندا التي تقع شرق قارة إفريقيا، إذ أعلنت الحكومة إلغاء 18 % من ضريبة القيمة المضافة على الفوط الصحية لتسهيل الأمر على النساء.

رواندا تنتصر للنساء

واعتبرت وزيرة شؤون المرأة وتعزيز الأسرة برواندا، تلك الخطوة بأنها انتقال في الاتجاه الصحيح، مؤكدة أن إضافة أدوات صحية من بينها "الفوط الصحية" إلى قائمة السلع المعفاة من ضريبة المضافة هي محاولة لتخفيف التكاليف على النساء-وفق تدوينة لها على تويتر، خاصة بعد صدور دراسة عن وزارة التعليم تؤكد أن الفتيات اللاتي يتعرضن لفترات الحيض أكثر عرُضة للتسرب من المدارس بنسبة تصل إلى 8 %.

لم يأتِ قرار الحكومة دون ضغط من الجمعيات النسوية في رواندا التي طالبت بإتخاذ قرارات داعمة للمرأة في بلادهن، تصل إلى إتاحة الفوط الصحية مجانًا، خاصة أن العبوات التي تحتوي على القليل من الفوط الصحية تتكلف نحو 800 فراند رواندي- ما يعادل 87 سنتا أمريكيا، وفق جميعة Dining for Women التي تُقيم مشاريع في رواندا لمكافحة عدم المساواة بين الجنسين، ويعني هذا أن تُنفق السيدات أجر يوم عمل كامل في شراء احتياجهن الضرورية خلال فترات الحيض.

وعانت السيدات والفتيات في رواندا لعقود طويلة لحل أزمة "الفوط الصحية" إذ يضطر البعض منهم لاستخدام أوراق أو جلود الحيوانات أو أقمشة كبديل رخيص، لكنها غير صحية وليست مريحة بالشكل الكافي، فضلًا عن عدم توافر غرف مخصصة لهم في المدارس بداخلها مياه وأحواض للاستحمام وهي مطالب لدى العديد من الطالبات نظرًا لعدم صلاحية المراحيض العادية في تلك الظروف- وفق وزارة الصحة الرواندية.

وفي مقاطعة جيكومبي برواندا، ساعدت "اليونسيف" عدد من المدارس من أجل توفير غرف خاصة للفتيات تُصبح متاحة لهن في فترات الحيض، يمكن الاستحمام داخلها أو غسل الملابس المتسخة أو الأقمشة التي تستعملها الطالبات في فترات الحيض، بالإضافة إلى توفير مكان خاص بحرق الفوط الصحية بعد استخدامها للتخلص منها-كما أكدت اليونسيف في إحدى إصداراتها.

ألمانيا على خطى إيرلندا

في أوروبا يُشجع البرلمان الأوروبي على إلغاء الضرائب على المنتجات، أسوة بإيرلندا التي لا تُخضع السلع الصحية لأية ضرائب، والدول الأخرى التي خفضت النسبة الموضوعة على الفوط الصحية مثل إسبانيا وهولندا وفرنسا، رغم استمرار بلاد ثانية في فَرض الضرائب الأعلى في أوروبا مثل المجر التي تحتل المرتبة الأولى بـضريبة تبلغ 27 %، والسويد بـ 25 % واليونان التي تراجعت عن قرارات التخفيض لترتفع الضرائب إلى 23 %.

خلال نوفمبر الماضي أعلنت ألمانيا عن نيتها لتقليص الضرائب التي تصل إلى 19 % - وهي واحدة من أعلى معدلات الضرائب في الاتحاد الأوروبي- بعد محاولات من ناشطين وجمعيات نسوية من بينها الالتماس الذي قُدم إلى البرلمان الألماني من الناشطان نانا جوزفين رولوف وياسمين كوترا.

وبموجب نظام الضرائب في ألمانيا فإن القيمة المضافة البالغة 19 % تُخصص على سعر السلع الفاخرة، حيث تعتبر الحكومة الألمانية "الفوط الصحية"من بين تلك السلع، بينما تَفرض 7 % على المنتجات الضرورية للمعيشة الأساسية، وهو ما يُثير حفيظة النساء نظرًا لخضوع منتجات غير ضرورية مثل الكافيار والسلمون لضرائب أقل بكثير من الموضوعة على احتياجاتهن الشخصية.

أولاف شولز وزير المالية الألماني، أشار في مؤتمر صحفي، إلى خطط الحكومة لتخفيض الضرائب إلى 7 % فقط على الفوط الصحية وهي الأمنية التي قامت حملات بسببها من النساء في بلاده-بحسب تصريحاته. إذ انتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي دشنها نشطاء باسم "فترات ليست ترفا" تمكنت من الوصول إلى 180 ألف توقيع، ومن المفترض أن يناقش تفاصيل القرار البرلمان الألماني قبل تطبيقه في مطلع عام 2020.

استراليا.. إلغاء ضريبة غير عادلة

"النساء في أنحاء البلاد سعداء الأن بعد إلغاء الضريبة على الفوط الصحية" هكذا صرحت كيلي أودوير، وزيرة شؤون المرأة باستراليا، بعد قرار تاريخي من الحكومة بإلغاء ضريبة بلغت 10 % وُصفت بكونها "غير عادلة" وهو استجابة لحملات عديدة من نشطاء ومنظمات متخصصة في حقوق المرأة لعقود عديدة.

كانت الحكومة الفيدرالية قد فرضت الضريبة على جميع المنتجات الصحية منذ 19 عاما، قبل أن تتراجع عن قرارها في أكتوبر 2018، بعد موافقة حكومات الولايات المختلفة، التي طالما رفضت اتخاذ الخطوة، خوفًا من خسارة العائدات المالية الناتجة عن الضريبة، التي تُقدر بـ 21 مليون دولار أمريكي لكنها رضخت في النهاية كمحاولة لدعم ملايين السيدات في استراليا.

ودعمت سكوت موريسون، رئيس الوزراء الاسترالي القرار، مؤكدة أنه تصحيح لخطأ جرى في عام 2000، خاصة مع توقع الألاف من المواطنين في حملة لإلغاء الضريبة، وانتشار فيديو غنائي على مواقع التواصل الاجتماعي يرفض استمرار الضريبة الباهضة على الفوط الصحية.

الهند.. محاولات جادة

كانت الأمور كارثية في الهند، 70 % من النساء لم يكن لديهن القدرة على شراء الفوط الصحية، بجانب الوصمة التي تطول الفتيات التي تتحدثن عن فترة الحيض وأزماتها علانية، زادت الأوضاع سوءا بفرض 12 % ضرائب على الأدوات الصحية في عام 2017، ليدفع الملايين منهن لاستعمال الأقمشة غير الآمنة ونشارة الخشب والأوراق التي قد تُسفر عن أمراض تناسلية وتُسبب الوفاة-بحسب منظمة الصحة العالمية.

وباتت الفوط الصحية تُشكل أزمة كبيرة في المجتمع الهندي، حتى أن الفتيات اضطرت إلى البقاء في منازلهن وعدم الذهاب إلى المدرسة لعدم وجود مرافق في المدرسة تلجأن إليها لتغير الفوط الصحية أو قطع القماش الخاصة بهن-كما تقول أرشاناب اتكار، مدير برنامج مجلس الأمم المتحدة التعاوني لإمداد الماء والصرف الصحي، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتسربهن من المدارس.

دفع ذلك "أروناكلام مورغانانثام" أحد المواطنين في الهند إلى قضاء نحو 20 عاما في محاولة اختراع ماكينة قادرة على تنفيذ فوط صحية غير مكلفة، بعد اكتشافه للمعاناة التي تعيشها النساء في بلاده من خلال زوجته، حتى نجح في عام 2012 في الوصول لاختراعه، لتتحول قصته إلى فيلم سينمائي بعنوان "باد مان" من بطولة النجم الهندي "كشاي كومار".

تكُلف الماكينة الواحدة نحو ألف دولار، ويُمكنها صناعة فوط صحية بمقابل يعادل 25 % من السعر الذي تبيع به المصانع، كما يمكن العمل على الماكينة من قِبل 4 أشخاص فقط، لذلك وزعت في 23 ولاية هندية، وعدد من الدول الأخرى ليتحول "مورغانانثام" إلى أيقونة في بلاده.

وساعد نجاح العمل السينمائي المستوحى من قصته على وضع القضية على أولوية الحكومة حتى اتخذت قرارها في يوليو 2018 بإلغاء ضريبة الـ 12 % وسط إشادة من المجتمع المدني، فيما تسعى الأمم المتحدة من خلال المنظمات التابعة لها في الهند إلى رفع الوعي بفترة الحيض وإزالة الوصم عن تلك الفترة كما دربت مئات الأفراد على إقامة ورش للنساء في مختلف ولايات الهند على إدارة النظافة الصحية لهن وكيفية التعامل مع الفوط الصحية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان