لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الشارع لقاعات الأفراح.. فريسكا "أحمد" تنشر السعادة

09:29 م الثلاثاء 07 يناير 2020

الفريسكا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

في منتصف شارع سعد زغلول بمحطة الرمل، توجد عربات الفريسكا التي ينهل الناس، لكن البائع تلك المرة لم يميزه صندوق زجاجي بل عربة صغيرة تتكدس عليها طبقات الفريسكا في أكياس يتلقفها المارة، لتظل التسالي المميزة لمحطة الرمل بغرب الإسكندرية.

"من 8 سنين كنت بشتغل في مصنع حلويات وقررت أعمل العربية عشان تزود دخلي و بعد فترة قليلة سيبت المصنع عشان اتفرغ للعربية".. مثل العديد من العمال لم يكفِ المرتب الصغير "أحمد"، فمنذ أكثر من ثمان سنوات قرر تغيير مصدر رزقه، ليكفي لبناء أسرة وتربية أطفال، سنة بعد أخرى اكتسب "أحمد" سمعة جعلته من علامات الشارع المميزة،ي أتي له الناس بشكل خاص ويحفظون مكانه الذي يستميت في الدفاع عنه بين حملات الإزالة ومشاكل الباعة الجائلين من حوله.

الكثير من الزبائن مروا على "أحمد". يتذكر منهم طبيبة أسنان اعتادت الشراء وقبل زفافها طلبت منه عمل أعداد تكفي المدعوين لتوزيعها بشكل مختلف في الزفاف.

قضى "أحمد" ليلة طويلة ليصنع فيها حوالي 800 واحدة من الفريسكا لتسليمها قبل الفرح، ونالت إعجاب المدعوين الذين توافدوا على "أحمد" في مناسباتهم ليطلبون الفريسكا بشكل خاص لمناسباتهم كتقليد جديد اتبعوه.

من زفاف لآخر اعتاد تحضير كميات كبيرة من الفريسكا، لكنه يرفض دائماً الحضور بعربته حيث دعي مرة لحفلة بها مكاناً مخصوصاً له فلم يتحمس كثيراً "كرهت الزحمة و الدوشة في الحفلات و قررت مكررهاش تاني ".

مع كثرة المشاكل التي يعاني منها أحمد، يفكر في البحث عن عمل آخر يشعره بالأمان، ومع عدم إكماله لتعليمه يعلم أن اختياراته في الحياة ضيقة فالعمل في المصانع منعدم وإذا وجد لا يسد المرتب رمق عائلته "نفسي أعلم ولادي لحد الجامعة لأني مش عايزهم يفضلوا زيي معندهمش اختيارات".

في أيام شتاء المدينة الباردة وحينما يشتد المطر، يخرج "أحمد" المشمع الشفاف ليغطي عربته مستظلاً بها ومنتظراً المارة القلة ليدفئهم طعم البسكويت، ومع اشتداد زخات المطر تخلو الشوارع من المارة ويرحل "أحمد" بعربته بجيوب خاوية منتظراً انحسار المياه عن الشوارع وعودة الحركة.

فيديو قد يعجبك: