صُنع في سوهاج.."شغل الإيد" باب رزق عزيزة وبنتها "وستات البلد"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- شروق غنيم:
لم تعلم عزيزة عبدالحميد أن الهواية التي شُغِفت بها منذ صغرها ستصبح مصدر رزق لها ولسيدات بلدتها في سوهاج. في البدء لم يتعدَ الأمر مجرد تمضية وقت الفراغ بالمنزل مع غزل الكروشيه والتريكو، لكن قبل خمس سنوات تعرضت الأسرة إلى ضائقة مادية، فأطلقت العنان لموهبتها "خصوصًا إني مجربتش أشتغل قبل كدة ومعنديش فكرة ممكن أشتغل إيه".
وضعت السيدة الأربعينية أمام اختبار مهم؛ كيف تتخطى الأزمة المادية التي تتعرض لها؟ "قررت أبيع الدهب واللي اتبقى فكرت أعمل مشروع صغير"، استعادت موهبتها القديمة بالمشغولات اليدوية "بدأت أعمل إكسسوارات والدنيا مشيت"، لم تتحمل وحدها مشقة الطريق، ساعدتها ابنتها الكبرى، كانت آنذاك في عمر التاسعة "كنا نسهر لبليل عشان نخلص الطلبيات".
في بلدتها بسوهاج نُظمت مسابقة للمشغولات اليدوية، بتردد شاركت عزيزة بتشجيع من ابنتها وجيرانها "واتفاجئت إني خدت الجائزة الأولى"، كانت إشارة كافية للسيدة الأربعينية بأنها تسير على الدرب الصحيح، استغرقت في تعليم تقنيات مختلفة في الحياكة حتى شاركت بمعرض صُنع في سوهاج، كانت البداية لتشارك في معارض أخرى حتى خرجت بصناعتها إلى العاصمة.
مديح كانت تسمعه السيدة الأربعينية حينما تُعرض أعمالها في معارض، لكنها سرعان ما تعيد الفضل لابنتها خديجة العربي، التي صارت في السادسة عشر من عمرها حاليًا "اتعلمت بسرعة وبقت بتدي تدريبات كمان لأصحابها في المدرسة وكمان أمهاتهم".
في سنوات قليلة تغير قدر عزيزة، لا تزال تتذكر وضعها قبل خمس سنوات حينما كانت تتمنى اقتناء ماكينة للخياطة "والظروف المادية كانت صعبة"، فيما حاليًا استطاعت افتتاح مشغل صغير يضم ثلاث ماكينات للخياطة وعشرات الأيادي العاملة من السيدات "خصوصًا اللي ملهمش دخل ومعندهمش فرصة لوظيفة تانية"، بات المشغل مصنع أحلام مصغر لنساء بلدتها.
تحاول عزيزة تطوير مشغولاتها باستمرار، لذا فكرت في مزج تراث سوهاج في منسوجاتها "التُلي ده أهم حاجة عندنا، بنستخدم خيوط فضية عشان نعمله بس المعروف إنه بيتعمل في اللبس بس، أنا قررت أدخله في حاجات تانية زي الشنط والأحذية"، نالت الفكرة استحسان المعارض خارج بلدتها لاسيما المهتمة بتقديم تراث الحرف اليدوية المصرية، وهذا العام شاركت بمشغولاتها في معرض ديارنا المقام في أرض المعارض بمدينة نصر.
لا تزال تحاول عزيزة فتح أبواب أكثر لسيدات بلدتها "لإنهم بيفكروني بنفسي لما مكنش عندي أي مصدر دخل أو فرصة"، تُعلن عن ورش مجانية لتعليم الحرف اليدوية "خصوصًا أمهات ذوي القدرات الخاصة"، تمنحهم أيضًا المواد الخام "وبيبقى عليا مهمة إني أبيعهالهم وأسوقها في معارض"، وبينما تُختتم أيام معرض "ديارنا" اليوم الأربعاء تنتظر السيدة الأربعينية العودة إلى سوهاج سريعًا "عشان أفرح السيدات معايا بالمبيعات، وكمان بحب أجيبلهم هدايا من باقي الأعمال اليدوية المشاركة في المعرض".
فيديو قد يعجبك: