لعب وفن وحرف يدوية.. كيف صار معرض "ديارنا" مكانًا جاذبًا للأطفال؟

كتب- محمد مهدي:

منذ أسبوعين يتوافد مئات المواطنين إلى معرض "ديارنا" بمدينة نصر في نسخته الـ64 برعاية وزارة التضامن الاجتماعي، لكن تلك المرة قدموا بُصحبة أبنائهم، إذ خصص القائمون على المعرض رُكنًا خاصًا للأطفال من أجل تعليمهم مبادئ الفنون المختلفة، وحضور فاعليات وورش فنية عديدة على أيدي متخصصين، "المكان بقى مصدر بهجة للأطفال، وفيه أسر كتيرة حضرت المعرض لما عرفت إنه فيه ورش فنية لأولادهم" تقولها ضحى مصطفى جبر، المسؤولة عن التجربة.

كانت الفنانة التشكيلية ضحى قد تلقت طلبًا من القائمين على المعرض بتقديم مقترح لوجود رُكن خاص للأطفال، تحمست سريعًا للأمر "قدمت فعلًا وتمت الموافقة عليه وبدأنا نجهز للورش قبل المعرض بفترة" استعانت ضحى بفريق مكون من 7 فنانين هم: "أميرة سعد، إسراء النجار، نشوى إبراهيم، نهال دهب، إنجي عبدالحق، وأسماء الزبير"، رفقة ربيع زين المسؤول عن ورش الحكي خلال المعرض.

أُقيم المعرض المتخصص في عرض الصناعات اليدوية والمنتجات التراثية على مساحة 3 آلاف متر، وتم اختيار مكان مميز لركن الأطفال حتى يسهل الوصول إليه من قِبل الأسر، "نبدأ الورش كل يوم من 10 صباحًا حتى 10 مساءً، وكل يوم يكون عندنا ورشتان يتغيران كل يوم"، أبرز الورش التي استمتع بها الأطفال، هي ورش الطباعة على الأقمشة والتلوين على الفخار، "وعملنا ورشة لإعادة تدوير الأدوات المستهلكة"، فضلًا عن ورش الرسم والتلوين والحكي.

فوجئت ضحى وفريقها بالإقبال الكبير من الصغار على المكان خاصة مع وجود ورش تعليمية تفاعليلة في الوقت نفسه، "عملنا ورشة عن خريطة مصر والتنوع الجغرافي والإنساني فيها، سواء على مستوى الثقافات وتراث كل منطقة"، تحدثوا عن النوبة وسيناء وسيوة ومحافظات الصعيد ووجه بحري، "وخلينا الأولاد يرسموا لوحات تعبر عن كل محافظة زي ما هو شايفها"، شارك أيضًا بعض الأطفال في لوحات جماعية، "والأعمال الفنية زي بطاقات المعايدة، وغيرها ممكن الأطفال يحتفظوا، بيها وهما ماشين من المعرض".

على مدار أيام المعرض كان رُكن الأطفال يستقبل المزيد من الصغار "جالنا زيارات من جمعيات أيتام وذوي الهمم" من بينهم جمعية "نوبة الخير"، التي قدمت رفقة 37 طفلاً من أصحاب القدرات الخاصة، "ويوم تاني كنا سعداء بوصول 44 طفلاً من جمعية بمصر القديمة للأيتام"، شارك الجميع في عدد من الورش الفنية، كانت الابتسامة تعلو الوجوه، ليلة لا تُنسى قضاها الأطفال في صُحبة اللعب والفن.

تنتهي فعاليات معرض "ديارنا" يوم 15 يناير المقبل، فيما تنوي ضحى رفقة فريقها من تنفيذ ورشة تفاعلية "هنعمل جداريات كل الأولاد يرسموا مع بعض"، فضلًا عن معرض يضم كافة الأعمال الفنية التي صنعها الأطفال التي تخطت الـ50 عملاً، "نتمنى في حالة بيعها أن يتم التبرع بالعائد للمستشفيات اللي بتعالج الأطفال"، أو إرسال تلك الأعمال إلى مستشفى أبوالريش للأطفال؛ لعرضها في جدران المكان، "تبقى مهداة من أطفال لأطفال".