لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"شباب ثورة 19".. كيف استمر أثر تلك الاحتجاجات الشعبية إلى الآن؟

05:43 م الأربعاء 01 يناير 2020

الاحتفالات بمئوية ثورة 1919

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
كانت واحدة من التعليقات الساخرة التي يقولها الشباب على فيس بوك تهكمًا على تقلد كبار السن للمناصب الحكومية "دول شباب ثورة 19"، اختزل أثر الاحتجاجات في "إفيه" على الساحة الإلكترونية، لكن في الواقع، مردود ثورة 1919 مستمر إلى الآن، حتى بعد مرور مئة عام عليها.

منذ مارس الماضي انطلقت الاحتفالات بمئوية الثورة، عبر فعاليات ثقافية أقامها المجلس الأعلى للثقافة، وحزب الوفد والجامعة الأمريكية ومكتبة الإسكندرية والعديد من المؤسسات الأخرى، وقد احتفلت دار الشروق على طريقتها بإصدار سلسلة كتب تخص مئوية الثورة، كان آخرها كتابين صدرا ضمن سلسلة مئوية الثورة، أحدهما لدكتور عماد أبو غازي "مصطفى النحاس.. مذكرات النفي"، والآخر للدكتور محمد أبو الغار.

1

الرغبة في معرفة أكبر عن ثورة 19 كان واضحًا أيضًا في حديث دكتورة منى أنيس، رئيس التحرير بدار الشروق، والتي أشرفت على سلسلة المئوية الصادر منها إلى الآن 14 كتاب، فقد قامت دكتورة منى بالبحث داخل وثائق عديدة لإعداد أول كتابين في السلسلة؛ "يوميات ملنر في مصر"، و"الرسائل السرية لسعد زغلول وعبد الرحمن فهمي"، وقد وجدت الباحثة العديد من الوثائق التي ساعدتها خارج مصر، لكنها أكدّت أنه لا يوجد جهد مؤسسي للوثائق الخاصة بمصر، وتمنّت أن تتوجه بعثات الباحثين للخارج من المهتمين بالوثائق التاريخية.

هكذا فعل دكتور أبو الغار أيضًا، حينما أثاره الفضول تجاه دور أمريكا خلال ثورة 19، لم يجد إجابة شافية، فقام بالبحث في مكتبة الكونجرس الأمريكية؛ وجد فيها نص محضر العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وتقارير خاصة بالمخابرات الأمريكية والبريطانية وتقارير البوليس المصري، كل ذلك أفاده في الوصول لدور فعلي قامت به أمريكا خلال ثورة 19، حتى أن أغلبية الكونجرس وافقوا على إلغاء الحماية البريطانية على مصر "لكن مش تلتين المجلس"، لذلك لم يتم الإلغاء.
دكتور أبو غازي أيضًا اهتم كثيرًا بثورة 19، وتحديدًا شخصية مصطفى النحاس، الرجل الثاني في حزب الوفد بعد سعد زغلول، حيث عُثر على مذكرات نفي النحاس في منزل فؤاد باشا سراج الدين، مؤسس حزب الوفد، وأرسلت تلك المذكرات لدكتور أبو غازي ليقوم بنشرها، وقد كشفت المذكرات عن جانب اجتماعي مهم بحياة النحاس وعدد من السياسيين المنفيين في جزيرة سيشل.

2

لم يقتصر أثر ثورة 19 على الفترة التاريخية وقتها؛ بل إنه امتدّ حتى الآن، وهذا ما قاله وزير الصناعة الأسبق "منير فخري عبد النور"، أحد ضيوف الندوة، حيث أكّد على ما قدّمته الاحتجاجات الشعبية لمصر، ومنها التأكيد على قيم المواطنة والتحوّل من الفكر الديني للمدني، واصفًا الثورة بأنها "رسالة حداثة"، كما أرست نظام التعددية.

بين الحُضور جلس شباب يستمعون لما يُقال عن الثورة، مُحاولين تغيير انطباعاتهم عن "ثورة 19 حصلت يوم 19 وحضرها 19 شخص"، كما تقول آيات عبد الدايم مُستعينة بإحدى "الإيفيهات" التي قيلت بفيلم "الناظر"، حيث ترى آيات-مواليد1992-أن ذلك الانطباع هو ما وصل لجيلها عن الثورة، فقد تربّت على مناهج تعليمية "مسطحة"، كما تذكر.
كما لم تُضيف إليها السينما كثيرًا، فحتى أفلام الثلاثية "بين القصرين" لم تُمدّها سوى بمشاهد المظاهرات فحسب "هي وثقت لشكل الشارع لكن مأفادتنيش في تفاصيل التاريخ".
خلال تلك الندوة استفادت آيات الكثير، وجدت في المعلومات المُقدمة أكثر بكثير مما تلّقته خلال سنوات شبابها، لكنها تعيب النُخبة الثقافية التي لم تُحاول سدّ ذلك الفراغ بين الأجيال، وترى نتيجة ذلك هو أن مهمّة تثقيف أي شخص داخل مصر هي مسئولية فردية تقع عليه وحده.

3

نفس الانطباع المأخوذ من المناهج التعليمية قد تلّقته زينب البكري، واحدة من الحضور أيضًا، "اللي عرفته إنه مجرد حدث بسيط واتنين طالبوا باستقلال مصر وعدى خلاص"، وحتى حينما دخلت قسم التاريخ بكلية الآداب، فلم تُحاول البحث وراء ثورة 19 أكثر مما قُدّم لها كباقي الشباب، حتى جاءتها الفرصة ذلك العام، وطُلب منها تقديم بحث بمناسبة المئوية، وصدر داخل كتاب باسم "مئة عام عن ثورة 19".

ساعدها البحث والندوة أيضًا في رؤية منظور مختلف عن ثورة 19، فقد آمنت أنها حدث ضخم شارك فيه الشعب المصري بصورة كبيرة "وكانت ثورة منظمة مش مجرد حركة"، وأن نتائجها لم تنتهِ إلى الآن، حتى أن هناك نظرة موجودة داخل الأوساط الأكاديمية التي يضمها كباحثة في التاريخ المعاصر، أن ثورة 25 يناير التي طالب فيها الشعب المصري بالحرية وخلع الرئيس حسني مبارك هي امتداد لثورة 19.

لم تمت ثورة 19 حتى الآن، هذا كان نتاج الندوة النقاشية حول الكتابين، ورغم مرور مئة عام عليها إلا أن البحث حولها لا ينتهي، كما أن شبابها لم يموتوا، فداخل كل فرد يُحاول التجديد فيها يكمن شبابه وشباب تلك الثورة.

فيديو قد يعجبك: