صلاة فوق الركام.. "انفجار معهد الأورام" لم يمنع المُصلين من التواجد بمسجد "نبي الرحمة"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب - عبدالله عويس ومارينا ميلاد:
لمدة 23 عامًا، اعتاد "أحمد سيد" فتح مسجد "نبي الرحمة" للمصلين، بطاقة كبيرة لا تناسب كبر سنه، غير أنه عاد حزيناً ذلك الصباح، فللمرة الأولى لم يدر مفتاح المسجد في الباب، بعدما أخبره مواطنون أن تفجيرًا وقع الليلة الماضية، في الجهة الأخرى حيث معهد الأورام، أثر على المسجد سواءً مصلى السيدات أو الرجال.
للمسجد مصلى للسيدات وآخر للرجال، وفي الصباح أجر أهالي المنطقة أربع عمال مقابل 200 جنيه، حملوا الزجاج المكسور الذي تناثر على أرضية المسجد والمصاحف، ورفعوا الخشب الذي سقط على الأرض، ولم يتمكنوا من إنجاز المكان الخاص بالسيدات: "حزن كبير لما ألاقي الجامع بتاع ربنا شكله كده، عشان إيه وليه محدش فاهم" يحكي الرجل الذي يصلي على كرسي، ويُعلق على عكازه الطبي ميدالية تضم مفاتيح المسجد: "أنا ومعايا مجموعة تانية بتيجي تفتح الجامع، والفجر متصلاش هنا النهاردة للأسف، وأنا عشان كنت مريض محدش قاللي حاجة ولما نزلت الصبح اكتشفت اللي حصل".
أثناء صلاة العصر، جلست سيدتان على كرسيين للصلاة، ومن حولهما قطع إسمنتية وجير وخشب ملقى على الأرض، والمصاحف يكسوها التراب، ولأن الجزء الخاص بالسيدات مصنوع من الخشب فكان دماره أكبر: "أنا بقالي 10 سنين بصلي هنا، ولما شفت حالة الجامع قلت هصلي برضه، بس زعلت أوي على اللي حصل" قالتها "أم سيد" وهي تشير إلى الدمار الذي لحق المسجد من الداخل والخارج.
"أم أمل" سيدة بلغت من العمر ٦١ عامًا، وتبيع الخضروات في سوق الغمراوي القريب من معهد الأورام، تذهب إلى السوق في السادسة صباحًا وتغادره عند الخامسة مساء، أي قبل ٧ ساعات تقريبًا من الحادث، لذلك لم تعلم عنه شيئا؛ إلا في الصباح عند مرورها على واجهات العقارات المتهشم زجاجها: "بصلي في المسجد كل يوم وحزينة لما جيت ولقيته بالوضع ده، لكن هفضل آجي وأصلي فيه لأني بحبه وبحب الهدوء فيه وهننضفه ونرجعه زي الأول وأحسن".
يدخل أحد الأفراد لمعاينة حجم الضرر الذي لحق بزجاج المسجد، يرى أن تكلفة الإصلاح ستصل إلى أكثر من 3 آلاف جنيه. ولم يخل المسجد من نقاشات بين المصلين، ودعوات الذين توفوا في الحادث، ولعنات على من تسببوا فيه.
وأعلنت وزارة الداخلية، الإثنين، تفاصيل انفجار معهد الأورام. وقالت في بيان رسمي: "الانفجار نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكي بثلاث سيارات أخرى أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه".
ووفقًا لبيان الداخلية؛ تبين أن السيارة المتسببة في الحادث مُبلَّغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، فيما أشار الفحص الفني إلى أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدت لحدوث الانفجار عند التصادم.
فيما أشار بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة إلى ارتفاع عدد ضحايا حادث الانفجار الذي وقع في حي المنيل إلى 20 حالة وفاة، و47 مصابًا.
فيديو قد يعجبك: