سنة أولى "جنينة".. فسحة العيد "جنب البيت"
كتبت-إشراق أحمد:
طيلة يومين، ظل معاذ يلح على والديه "عايز أروح الجنينية العب بالعجلة". حصل ذو الثلاثة أعوام على دراجة وليس هناك متسع للعب بها في المنزل، فقرر أبواه الخروج مع ثاني أيام العيد والذهاب إلى حديقة عامة على غير المعتاد.
أسفل شجرة في حديقة عابدين العامة المقابلة للقصر الأثري. انتبذا أحمد عبد الحليم ومنار محمود مع أبنائهما الثلاثة مكانا للجلوس، بعيدا عن قلب المتنزه العام الذي يتخذه المترددون على المكان، افترشت الأسرة ملاءة بسيطة، أخرجت الأم ابنتها ملك ذات الثمانية أشهر من عربة الأطفال واحتضنتها، فيما واصل الأب المرح واللعب مع ابنيه التوأم حازم ومعاذ، يركض وراء الأول حينًا ويشجع الثاني على قيادة الدراجة حينًا آخر.
"قلنا نغير جو والولاد يلاقوا مكان واسع يلعبوا فيه ويفرحوا" تقول منار. لم تعتد السيدة الثلاثينية وزوجها أحمد الخروج في الأعياد إلا لزيارة الأقارب منذ زواجها قبل 10 أعوام، لا يفضل الزوجان الزحام، حتى أنهما تراجعا عن التفكير في الذهاب إلى حديقة الحيوان في الجيزة، ووقع اختيارهم على عابدين "أحنا ساكنين جنب الجنينية هنا في آخر الشارع" تبتسم منار بينما تشير لوجهة منزلهم.
ظروف العمل كموظف في شركة سيارات تعوق أحمد كثيرا للخروج مع أسرته، فالإجازة فرصة للراحة من ضغط الحياة، ولولا رغبة ابنه معاذ ربما مكثوا في المنزل هذا العيد أيضا كما يقول.
يختلف هذا العيد عما ألفته منار "مكنش في حد بيوديني جناين وأنا صغيرة ولما كبرت واشتغلت كان أيام الإجازة في البيت"، لكن بالأمس تبدل الحال بها؛ عمر الأبناء القادمين بعد 6 سنوات دون إنجاب يدفعهم للخروج، لم يعد هناك بدا للتمسك بالبقاء في المنزل.
من الصباح استيقظت منار وجهزت أبنائها الثلاثة للنزهة، أعدت الغذاء والتسالي، واستعدت للمكوث في الحديقة أطول فترة ممكنة، ومن مكان جلوسها اقتسمت مع الصغار فرحتهم بالانطلاق في المكان المفتوح، فيما تبتسم وهي تقول "أهو يوم في الإجازة نشم فيه الهوا قبل ما نرجع للأيام العادية تاني".
فيديو قد يعجبك: