بالصور- تسجيلات كفر الدوار.. موسيقى وفن بمدينة تشتاق للثقافة
كتب-محمد مهدي:
مثل مُدن عديدة، لا وجود لمسرح أو دار عرض أو مكتبة في كفر الدوار بمحافظة البحيرة، تخلو المدينة من أشكال الدعم الثقافي "حتى المسرح بتاع قصر الثقافة مقفول من 4 سنين وآيل للسقوط" دفع ذلك الشاب "أحمد يونس" رفقة صديقه "سليمان" في التفكير لكسر تلك الحالة، ومحاولة إيجاد حراك ثقافي في مدينتهم "ومن هنا جات فكرة مشروعنا -تسجيلات كفر الدوار- لدعم الفنانين والموسيقيين وعشان نوصل أعمالهم لأبعد مكان" يقولها يونس بحماس.
لم ينتظرا كثيرًا، مررا الفكرة لمجموعة من الأصدقاء المهتمين بالشأن الثقافي وأصحاب مواهب مختلفة في الموسيقى والتصوير والإخراج "الناس هنا بتحاول تقدم أعمال فنية بس بشكل فردي، فقولنا ليه منتجمعش ونعمل حاجة بخطة واضحة وتعبر عننا" سريعًا صار لفهم فريق لبدء المشروع "سلمان مصور ومخرج، مؤمن سعد مُغني ومهندس صوت، فتحي حواس مصور ومصمم جرافيك، وإبراهيم (إكس) المنتج الفني اللي بيوفرلنا المعدات أو أماكن التصوير وغيرها، وأنا بوزع وبألف موسيقى وبلعب على أكتر من آلة".
ما هو اسم المشروع؟ دارت العديد من النقاشات، وطُرحت أسماء عدة حتى وصلوا في النهاية إلى "تسجيلات كفر الدوار" مُعبرة عن أفكارهم وقضيتهم "لأن كفر الدوار هي النقطة اللي بتجمع المشروع كُله، كلنا من هنا، الموسيقى والتصوير هنا، ولأننا نقول إن عندنا فن حقيقي محتاج يطلع للنور" ورغبتهم الحقيقية في خوض تحدي إتاحة الفُرص للفن لديهم بدون اللجوء إلى المركزية والذهاب إلى القاهرة "وعشان كمان المشروع مقتصر على ولاد المدينة في كفر الدوار"
دون إمكانيات شرع الفريق في المشروع "جلسات عمل كتيرة عشان نعرف إحنا عايزين نعبر عن نفسنا إزاي، وطبعًا نشرنا الموضوع عشان كل المهتمين بالفن في كفر الدوار يشاركوا معانا" انتهت جلساتهم الأولى على إنتاج عملهم الفني الأول، أغنية بعنون "ألو زيوس معايا؟" قاموا بالترتيب جيدًا من أجل إنجازه في أفضل صورة ممكن رغم قلة الموارد وعدم وجود معدات كافية "سجلنا المزيكا في بيت واحد صاحبنا، بمايك بسيط بس قدرنا نطلع بحاجة كويسة" ثم جاءت الخطوة التالية وهو تصوير العمل في محاولة لنشره على أوسع نطاق.
تجربة شاقة خاضها أفراد الفريق في تصوير العمل الأول، حصلوا على كاميرا من خلال صديق لعدم وجود ميزانية "التصوير في الشارع والاحتكاك مع الناس طبعًا كان فيه مشكلة" قاموا بإنجازه بدون معدات إضاءة "بقينا بنعتمد على الشمس، ولو يوم الدنيا غيمت بنعمل فركش، و(حامل الكاميرا) عملناه من مواسير السباكة" أجروا بروفات عديدة قبل التصوير، قاموا بالتصوير في شوارع المدينة وعقارات قيد الإنشاء "كنا حابين نعرف الناس أكتر على كفر الدوار من خلال الغنا وكمان الصورة" ثم جاءت العقبة الثانية خلال عملية المونتاج "اشتغلنا على جهاز مكنش مستحمل الشغل عليه، وسايسنا أمورنا لحد ما الفيديو طلع للنور".
بعد الانتهاء من الأغنية الأولى، دشن الفريق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ثم أطلقوا عملهم لجمهور "السوشيا ميديا"، ساعات وانتشرت الأغنية، فاضت عليهم المشاركات بتعليقات إيجابية "الناس متحمسة للموضوع، وخاصة أهالي كفر الدوار وده المهم عندنا" بات لديهم خطوة يمكن البناء عليها والتقدم نحو أحلامهم أكثر "جالنا عروض إننا إزاي نوسع الدايرة لخروج أعمال أكتر للنور" فيما ينشغلون حاليًا في إنتاج عملهم الثاني "لأننا مش هينفع نقف، لازم نكمل، وصوت الفن في كفر الدوار يتسمع".
فيديو قد يعجبك: