لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ثورة 1919 في رواية أخرى.. الدريني وسعيد يكشفان كواليس "وثائقي جديد"

04:43 م الجمعة 26 أبريل 2019

بيت الأمة

كتبت - مها صلاح الدين:

"ربما لا يعرف أحدهم عن ثورة 1919 سوى بعض الهتافات التي شاهدها في فيلم بين القصرين"، كان هذا سببًا ومحركًا أساسيًا لفريق وحدة الأفلام الوثائقية بشبكة قنوات DMC، الذي جعلهم ينتجون فيلمًا وثائقيًا تعريفيًا عن هذه الثورة، بعد مرور 100 سنة عليها، من المخطط عرضه غدًا في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، على شاشة القناة.

"مصر 1919" فيلم أعده الحسين يحيى، وتولت شيماء العزب أمر كتابة "الإسكريبت" الخاص به، وجمع وثائقه أيمن عثمان، وأنتجه فنيًا أحمد صفوت، وأخرجه أحمد فايز، كشف تفاصيله لـ "مصراوي" أحمد الدريني مدير وحدة الأفلام الوثائقية بشبكة قنوات DMC، وشريف سعيد، المدير التنفيذي للوحدة، اللذان أشرفا على الفيلم فنيًا وتحريريًا.

صورة 1

أُضيأت فكرة الفيلم منذ ديسمبر الماضي، وبدأت تمر بعدة مراحل، أولها اختيار الزاوية "كانت إشكاليتنا هي الإجابة عن سؤال من أين سنبدأ ومتى سننتهي؟".. يقول أحمد الدريني، مدير وحدة الأفلام الوثائقية، ومن خلال البحث وجد فريق العمل أنه ثمة عدة أحداث منذ عام 1915، وتحديدًا منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، تراكمت وتبلورت وأدت إلى اندلاع الثورة في النهاية.. وهنا كانت البداية.

ولأن لكل محطة من محطات العمل إشكالية، وقف الدريني وفريقه أمام سؤال "كيف سنسرد القصة؟"، هل من خلال الساسة والمؤرخين؟ أم أن هناك طريقة أخرى للحكي؟.. فأجمع فريق العمل على الرجوع إلى روايات أبناء وأحفاد قادة ثورة 1919، إلى جانب السرد التاريخي، ليتحدثوا عن كواليس الغرف المغلقة للثورة.

صورة 2

أما المكان، فكان بالطبع "بيت الأمة"، منزل زعيم الثورة سعد زغلول، لم يكتف فريق العمل فقط بتصوير مقتنياته، ولكن صوروا جميع اللقاءات داخل أروقته أيضًا.

ولكن هذا ليس كل شيء، كشف المدير التنفيذي لوحدة الأفلام الوثائقية شريف سعيد، أنه تم التصوير أيضًا داخل البدروم السري لمنزل "عبدالرحمن فهمي"، الذراع الخشنة للثورة، كما أطلق عليه سعيد، والذي كان يتم التخطيط للعمليات العنيفة ضد المحتل البريطاني بداخله، إضافة إلى التصوير داخل الجامع الأزهر، والكنيسة، حيث التحام الهلال مع الصليب.

صورة 3

وكشف سعيد أيضًا عن الأبطال الرئيسيين في الفيلم، وهم حفيد الشيخ القاياتي الذي خطب داخل الكنيسة، وحفيد القمص سرجيوس الذي اعتلى منبر الجامع الأزهر، حفيد حمد الباسل، زعيم عربان الفيوم، ابنه مكرم عبيد، وابن عبدالرحمن فهمي.

صورة 4

كان عبدالرحمن فهمي، الزعيم الميداني لثورة 1919، أو "قائد الظل" وفقًا للدريني، حيث كان سعد زغلول منفيًا وقتها، وكان هو من يعمل على الأرض، لكن قوة شخصية وتأثير الزعيم سعد زغلول، الذي كانت قصته جزءًا لا يتجزأ من قصة الثورة، لم تترك متسعًا من الضوء لقصة أي قائد آخر للثورة، لذا ركز فيلم "مصر 1919" على دور عبدالرحمن فهمي في الثورة، وفق تعبير رئيس وحدة الأفلام الوثائقية بـ DMC.

صورة 5

وجد الدريني وفريق العمل أنفسهم أمام فيلم تاريخي، شديد التقنية، لذا لم يكن هناك غنى عن مستشار تاريخي تقني للفيلم، فاستعانوا بالدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، لتدقيق الحقائق التاريخية، فمن أكثر من 400 حقيقة تاريخية، أدرج صناع الفيلم حوالي 20 أو 30 حقيقة، تم تدقيقها والتأكد من صحتها.

وكشف شريف السعيد المدير التنفيذي، أن فريق العمل عقد أكثر من جلسة مع المستشار التاريخي للفيلم، مع كل مرحلة، لمراجعة تلك الحقائق، ووضعها في سياقها.

صورة 6

وللتعبير عن تلك الحقبة الزمنية البعيدة، كان لا بد من الاستعانة بصوت رخيم وأصيل يستطيع التعبير عنها بجدارة، لذا اختار الدريني وسعيد وصناع الفيلم الفنان القدير عبد العزيز مخيون، الذين نجحوا في استغلال صوته الحكيم المميز، ليكون هذا التعليق الصوتي آخر أعمال مخيون، قبل إجرائه عملية قلب مفتوح منذ فترة قريبة.

واستعرض الدريني نقاط القوة داخل الفيلم، التي تركزت في عملية البحث داخل أرشيف الصحف والكتب النادرة، وغير المنتشرة، كما تفاجأ الدريني وشريف، حينما وجدا صناع الفيلم استطاعوا الحصول على مشاهد متحركة لسعد زغلول، وشخصيات أخرى من النادر الحصول على لقطات فوتوغرافية لهم في هذه الحقبة.

صورة 7

وبالعودة إلى الصحف الإنجليزية الأصلية خلال هذه الفترة، استطاع رئيس وحدة الأفلام الوثائقية أحمد الدريني رسم مواصفات شخصية الجنرالات التي كانت ترسلهم بريطانيا إلى مصر للتفاوض مع سعد زغلول، فيقول: "كان الإنجليز يرسلون إلى مصر في تلك الفترة جنرالات يحملون شخصية جزارين، لهم تاريخ من المجازر في الحرب العالمية الأولى مثل السير وينجد، الذي استطاع تحدي رغبة الخارجية البريطانية في إقالته بعد فشله في مصر".

صورة 8

المدير التنفيذي للوحدة، شريف السعيد، وجد في الفيلم، وفي ثورة 1919 بعدًا تاريخيًا يفسر التعليقات السلبية الدائمة لليمين المتطرف –جماعة الإخوان- وغيرهم من الجماعات الإرهابية، على ثورة 1919، والزعيم سعد زغلول، وهو أن هذه الثورة اندلعت قبل أن تولد تلك الجماعة عام 1928، ولم يستطيعوا المشاركة بها، فكانت ثورة قومية علمانية بحق، لا تميز بين رجل وامرأة، أو بين مسلم ومسيحي، لذا فهي بعيدة كل البعد عن جوهر معتقدات المتطرفين والإرهابيين وأدبياتهم.

صورة 9

فيلم "مصر 1919" هو ثالث فيلم من إنتاج وحدة الأفلام الوثائقية بقناة DMC، فالوحدة سبق وأنتجت فيلمين آخرين هم "أمير الدم"، "جذور".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان