لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين مكتبات القدس.. فريق فلسطيني يروي تاريخ الوطن لطلاب المدارس (حوار)

01:11 م الأربعاء 24 أبريل 2019

إحدى المكتبات في القدس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

داخل إحدى مكتبات مدينة القدس، أخذ الصغار يرسمون المباني القديمة، السوق، المسجد الأقصى وأشياءً أخرى، يقضون وقتهم بين المرح ومعرفة الكثير عن مكتبات وطنهم، يتعرفون على محتوياتها، تتسلل إلى أنوفهم رائحة الكتب، يلمسون أوراقها القديمة، يساعدهم المدرسون وفريق خزائن المقدسي، الذي دشّن القائمون عليه مشروعا في ديسمبر الماضي، تحت عنوان "القدس مكتبتي"، يتعاونون فيه مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتعزيز حضور المكتبات في المجتمع، ومساعدة المقدسيين على الصمود من خلال القراءة، وتوثيق العلاقة بين الطالب والكتب والمكتبات.

مصراوي حاور حاتم طحّان، أحد أعضاء مؤسسة خزائن، لمعرفة تفاصيل أكثر عن المشروع.

-في البداية.. كيف جاءت فكرة مشروع "القدس مكتبتي"؟

كان المشروع حاضرًا في رؤية خزائن منذ زمن ولم تكن تملك الأدوات لتنفيذها، وبعد مباحثات مثمرة بيننا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP سعوا لتبني الفكرة ومساعدة خزائن على تحقيقها من خلال تبنيها مادياً بشكل كامل، وذلك بعد طرح المشروع على الممولين الذين كانوا مهتمين جدا ومتشجعين للفكرة، وبعد سلسلة جلسات ومداولات حول المشروع تم اعتماده ودعمه من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج دعم وصمود وتنمية المجتمع في المناطق المسماة "ج" والقدس الشرقية.

-ما الهدف من المشروع؟

نهدف إلى النهوض بالمجتمع الفلسطيني في مدينة القدس وتعزيز صموده وتثبيت هويته الوطنية والثقافية، عبر تفعيل دور المكتبات كمساحة أساسية تمنح المتوجهين إليها بيئة معرفية وجاذبة للقراءة، إضافة لتعزيز القراءة والأطر الثقافية في القدس كأدوات صمود ضرورية، وتوثيق العلاقة بين الطالب المقدسي ومدينته من خلال تعريفه بها وبتاريخها.

الصورة رقم 1

-ما تفاصيل البرنامج الذي يقوم عليه "القدس مكتبتي"؟

يقوم المشروع على ثلاثة قطاعات رئيسية؛ الأول هو المختص بالمكتبات والذي يهدف إلى توفير الاحتياجات اللوجستية، فتم توفير عشرات أجهزة الحاسوب للمكتبات، أجهزة انذار، أجهزة رقابة، وكتب، الخ.

أما القطاع الثاني فكان التربوي، حيث قام فريق خزائن بتطوير منهاج تربوي لتعزيز القراءة مدعوما بسلسلة من الفعاليات التربوية والنشاطات الثقافية والفنية وتنفيذها داخل المكتبات وتمريره لأكثر من ألفي طالب وطالبة في القدس. بهدف تعريف الطلبة من المرحلة الأساسية والإعدادية على المكتبات وتعزيز شغف الطلاب نحو التعلم والقراءة وتقريبهم من عالم المعرفة عبر إثارة الاسئلة وحب الاستكشاف وربط المعرفة بالقراءة الورقية. وبالتالي بناء علاقة معرفية وعلاقة انتماء بين المكتبة والطالب والمدرسة.

أما القطاع الثالث والذي ستطلقه خزائن قريباً فهو العمل مع الجمهور الفلسطيني العام؛ حيث سيتم إطلاق موقع "القدس مكتبتي"، والذي يجمع بيانات مكتبات القدس ويوفر معلومات كافية عنها، إضافة لسلسة أفلام قصيرة للتعريف بالمكتبات، ومطويات باللغتين الانجليزية والعربية وجولات عامة تقتفي تاريخ المكتبات في القدس وتكون متاحة للجمهور العام.

-ماذا عن عدد المكتبات الموجودة في القدس، وكم منها تعاونتم معها؟

يوجد حوالي عشرة مكتبات عامة في القدس تقدم خدماتها للجمهور. نجحنا في العمل مع ست مكتبات؛ ما بين مكتبات تملكها عائلات كالخالدية والبديرية، مكتبات تابعة لمراكز مجتمعية مقدسية كمركز السرايا ومكتبة برج اللقلق، ومكتبة دار إسعاف النشاشيبي التابعة لمؤسسة تعليمية فاعلة في مدينة القدس بالإضافة لأخرى تاريخية كمكتبة المسجد الأقصى المبارك.

ويجب القول إن المكتبات العامة في مدينة القدس محدودة العدد. بسبب الصعوبات والعوائق التي تواجهها من الاحتلال الإسرائيلي وأزمات الدعم والتمويل وما إلى ذلك. كما أن توجه معظم الجمهور للوسائل الإلكترونية أثرا على فعاليتها كثيرا.

الصورة رقم 2

-ما الصعوبات التي تواجهكم خلال العمل مع المدارس والمكتبات المختلفة؟

التنسيق وسلسة اتخاذ القرارات في بعض المدارس كانت من الصعوبات التي واجهتنا. وهي صعوبات بسيطة ومنطقية. لكن بالمجمل لم نواجه مشاكل أو صعوبات مع الشركاء في المكتبات أو إدارات المدارس.

-وهل تواجهون أي مضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي؟

الوضع الأمني في القدس حساس جدا. هناك الكثير من المواجهات اليومية التي تحدث وتؤثر على سير العمل وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك ومحيط البلدة القديمة. نحاول تخطي العقبات بعمل خطط بديلة وسريعة بالإضافة إلى المرونة في تنفيذ الجولات وإتخاذ قرارات ميدانية تساعد على حسن الأداء والتنفيذ المهني والسلس.

الصورة رقم 3

-كم عدد المدارس التي عملتم معها حتى الآن، وعدد الطلاب؟

تم العمل مع ما يقارب من 25 مدرسة وعدد الطلاب والطالبات المشاركين والمشاركات ما يقارب 2000.

-وما ردود الفعل التي تأتي للباحثين والقائمين على المبادرة من قبل الطُلاب؟

كان هنالك العديد من الأسئلة التي طرحها المشاركون من الأطفال عن إمكانية استعارة الكتب من المكتبة وزيارتها. كنا نكتشف مهارات وإبداعات عظيمة من خلال رسوماتهم وكتاباتهم وأسلوب الخطابة لديهم عند قراءة ما كتبوه. بالنسبة لنا كقائمين على المشروع عند رؤية هكذا نتائج وحب وشغف من المشاركين تجاه معالم تاريخية مهمة في مدينة القدس، كان يبعث فينا طاقة كبيرة جداً لتقديم أفضل ما لدينا.

-وهل اكتشفتم أشياءً جديدة عن القدس أو مكتباتها خلال العمل؟

طبعا.. الجميع اكتشف وجود كنوز معرفية ووثائق تاريخية ومعلومات مخفية تحتضنها مكتبات مدينة القدس. تاريخ حضاري ومعرفي كبير يربط القدس ومكتباتها. بتاريخها وأهلها وهويتها.

صورة رقم 4

-مشروع "باحثو المستقبل" هو جزء من "القدس مكتبتي".. ما حكايته؟

هو برنامج يهدف لترسيخ الهوية الوطنية والثقافية لطلاب المرحلة الثانوية، حيث تمت مشاركة ما يقارب 100 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية من عدة مدارس في مدينة القدس بمحاضرات توعوية تُكسب الطالب مهارات البحث العلمي الأكاديمي، وإعداد بحث مجتمعي مرتبط بالهوية العربية الفلسطينية. أردنا منذ بداية "القدس مكتبتي" التوجه لكل المراحل الدراسية؛ فتم تطوير منهاج تربوي يستهدف المرحلة الأساسية وتطوير آخر يستهدف المرحلة الإعدادية، ويتناسب في التواصل مع كل مرحلة عمرية بالإضافة إلى استهداف طلاب المرحلة الثانوية بتنفيذ بحث مجتمعي يعزز من الهوية العربية والانتماء للقدس ومكتباتها وتاريخها.

صورة رقم 5

-أعط لنا نبذة عن مؤسسة خزائن؟

هي مؤسسة مستقلة مركزها مدينة القدس، بدأت بشكل رسمي في أكتوبر 2016، تسعى لبناء أرشيف عربي يوثق التاريخ المجتمعي من الحياة اليومية وقصص الناس. من خلال جمع مادة الأفيمرا وهي عينة البحث والتوثيق الرئيسية لخزائن. و"الأفيمرا" هي المواد قصير المدى مثل: الملصقات، المناشير، الإعلانات التجارية والثقافية، أمسيات فنية منشورات المؤسسات والجمعيات والأحزاب.

وكل المواد التي لا تقع ضمن دائرة اهتمام الأرشيفات التقليدية الكلاسيكية والرسمية. حيث نسعى لجمع هذه المواد من كافة أماكن التواجد العربي مع التركيز على القضية الفلسطينية والمواد العربية في أماكن الصراع، آملين أن نحمي وننقذ قدر ما يمكن إنقاذه من المواد والمنشورات العربية التي تُلقى وتتلف كل يوم دون أن تجد جهة تحفظها. نطمح إلى اعادة الاعتبار للتاريخ المجتمعي والمحلي، وطرح مضامين ومواد تحوي خطاب الإنسان البسيط، حكايات البسطاء، المسحوقين، العائلات، وقصص القرى والأحياء والأزقة.

فيديو قد يعجبك: