لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد سقوط كوبري "كفر الجمال".. الأهالي: "ما بنعرفش نعدي وربنا يستر من الحوادث"

02:57 م الإثنين 04 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبدالرحمن:

على بعد حوالي نصف كيلومتر من كوبري قرية كفر الجمال، المُنهار، على طريق "مصر- إسكندرية" الزراعي، يقع منزل "أم محمد"، وسط مجموعة منازل مُقامة على مساحة من الأراضي الزراعية، وهو وسيلتها الوحيدة للعبور إلى الناحية الأخرى باتجاه "كفر الجمال"

كان أبناؤها الثلاثة الصغار يصعدون الكوبري بشكل يومي ذهابًا وإيابًا من مدراسهم؛ لذا أصابتها الصدمة حين علمت، مساء السبت الماضي بانهياره، وبات جلّ تفكيرها مصير صغارها وكيف يعبرون.

كانت قرية كفر الجمال- مركز طوخ، التابعة لمحافظة القليوبية، الواقعة على بعد 40 كيلومترًا شمال القاهرة، قد شهدت انهيار كوبري مُشاة بطريق "مصر- إسكندرية" الزراعي، نتيجة اصطدام سيارة نقل ثقيل محملة ببعض المعدات، ما أدى لسقوط الكوبري، دون وقوع خسائر بشرية، حسبما كشف هاني يونس، المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء.

في صباح اليوم التالي للحادثة، أصرّت السيدة الثلاثينية على اصطحاب أولادها إلى مدارسهم، فأمسكت بأيديهم جيدًا، وهم (طفلتان في الصف الثاني الابتدائي، وطفل 11 عاماً)، وعبروا الطريق السريع الذي لا تنقطع حركة السيارات عليه "اتشردنا النهارده بسبب إن مفيش كوبري، والتعدية وحشة والعربيات مش بتقف لنا عشان نعدّي"، فيما مضى كانت تترك السيدة أولادها يذهبون مع رفاقهم، لكن "دلوقتي مفيش أمان وبنخاف على عيالنا".

قضت "أم محمد" يومها أمام باب المدرسة تنتظر خروج أبنائها، أحضرت ما يلزمهم من طعام، تناولوه بعد انتهاء اليوم الدراسي، ليبدأوا رحلتهم مع الدروس وحصص تحفيظ القرآن، التي تنتهي في السادسة مساءً، رحلة معاناة للسيدة وأولادها، تتمنى أن تنتهي في أسرع وقت، دون انتظار أسبوعين أو أكثر "حياة الناس ومصالحها واقفة على الكوبري، طوال 24 ساعة الناس رايحة جاية عليه"، تختتم السيدة كلامها، بينما تمسك بأيدي أبنائها جيداً لعبور الطريق، والذهاب إلى منزلهم بعد يوم شاق.

على الناصية الأخرى من الطريق السريع، استقرت أجزاء الكوبري المنهار، فيما وقف محمد سعيد لأكثر من 5 دقائق ينتظر مرور السيارات حتى يتسنى له العبور إلى مدخل القرية، أرّقه انهيار الكوبري حين علم بالحادثة، يستخدمه يومياً، في طريقه إلى جامعته الخاصة بالقاهرة ، بالنسبة له، المشكلة في كبار السن الذين يعبرون الطريق، والفتيات يأتين في وقت متأخر من الجامعات أو الوظائف.

يضحك الشاب حين يذكر أن أسرته ألحّت عليه بألا يعبر الطريق حين يعود من القاهرة "قالوا لي لازم أكمل لمركز طوخ على بعد 3 كيلو، وأرجع في عربية من هناك من غير ما أعدي طريق عشان يكونوا مطمنين"، فيما هو لم يمتثل لما قالوه "الطريق التاني بعيد وأنا عايز أكسب وقت"، يقول الشاب.

انهيار الكوبري.. أوقف حياة الأهالي

بالنسبة لسكان "كفر الجمال" فإن العبور إلى الناحية الأخرى، عن طريق كوبري مشاة، شيء رئيسي في حياتهم، هناك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخاصة بأهل القرية، على الناحية الأخرى عند قرى دندنة وكفر حسن، والعائدون من القاهرة إلى المنوفية والغربية وصولاً إلى الإسكندرية يمرون بالكوبري الذي أنشئ قبل 10 أعوام تقريباً، بسبب كثرة حوادث الطريق التي كانت تحدث، بحسب عبدالحليم مدبولي، أحد أهالي القرية.

كان الرجل الخمسيني الذي يعمل في تصدير الفواكه والخضروات، يقف بجوار مزلقان السكة الحديد عند مدخل القرية، وينتظر قدوم ابنته من جامعة الأزهر بالقاهرة، حيث تدرس، حتى تعبر الطريق معه "ده طريق سريع واللي بيموت عليه مالوش ديه"، لذا حين وقع الحادث كان همّ الرجل أن يطمئن أولاً على عدم وجود خسائر بشرية، ثم بدأ يفكر ماذا يفعل هو وأولاده الخمسة الذين يستخدمون كوبري المشاة بشكل يومي "الناس كده مصالحها اتعطلت، انهيار الكوبري يعني انهيار حياتنا، وأنا كان عندي شغل في أرضي الناحية التانية لَغِيتُه عشان معايا أنفار وناس كتير"، يقول الرجل بلهجة غاضبة.

أسفل الكوبري المنهار، كان الستيني شوقي حسني، يجمع مصابيح الإضاءة التي تضيء الكوبري، حتى لا تُسرق "محدش بيسأل فينا، إحنا أهالي القرية اللي مركبين الإضاءة وبنغيرها كل شهر بالجهود الذاتية"، وكذلك أجزاء من درجات سلم الكوبري التي انهارت، تحمّل تكلفتها الأهالي.

وتقوم لجنة فنية مشكلة من محافظة القليوبية، بقرار من الدكتورعلاء عبدالحليم مرزوق، محافظ القليوبية، لإعداد تقرير عن حادث انهيار كوبري المشاة، وتقدير الخسائر، والبدء في ترميم وإصلاح الكوبري.

ويستغرق إصلاح الكوبري فترة زمنية لاتقل عن شهرين، ووفقا لبيان صحفي صادر عن الهيئة العامة للطرق والكباري، حيث سيتم إصلاح الأجزاء المعدنية التالفة بالكوبري، خاصة أن التقديرات المبدائية لانشاء كوبري جديد تحتاج إلى توفير ميزانية ضخمة.

فيديو قد يعجبك: