لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ديالا عادل السيوي".. حكاية طفلة انتصرت على المرض و"النسب"

03:26 م السبت 23 مارس 2019

عادل السيوي وسماح عبد السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:
بعد 21 يومًا من ولادتها، كانت ديالا على موعد مع مستشفى ميامي بالإسكندرية، حيث أبصرت منها الدنيا لأول مرة، لكن تلك المرة مريضة، بداخل غرفة العناية المركزة، وفشل كلوي يهدد حياتها، كان صراع الطفلة مع القدر محتدمًا، فيما يلاحقها صراع آخر، لم تكن للطفلة أي ذنب فيه؛ فديالا حتى تلك اللحظة غير منسوبة لأب في الأوراق الرسمية.

كان القدر رحيمًا بالطفلة، تجاوزت مرحلة الخطر بعد 12 ساعة، عادت إلى الحياة، لكن بمصير لم تستقر أبعاده بعد، ففي تلك الأثناء، كانت والدتها، سماح إبراهيم، لم تزل تخوض جولات في محاولات نسبها لوالدها، لكن الأب يماطل في الأمر، حسبما تحكي سماح لمصراوي، يتحجج في كل مرة، ليُؤجل كتابة اسمه ملحوقا باسمها، لكن يلتزم بمصاريفهما، وإيجار الشقة التي يسكنانها بالإسكندرية.

منذ البداية، كانت الأوجاع تلاحق ديالا؛ فإلى جانب افتقادها لحضن أبٍ، كانت بحاجة إلى دم ينقل لجسدها، بعد إصابتها بأمراض الدم، في تلك الأيام لم يكن الوالد يزور طفلته، فقط وبحسب رواية الأم، يكلف قريبا له بالسؤال عنها وعن والدتها، وبدفع مصروفات علاج الطفلة، إلى أن قرر الانقطاع عن الأمر تمامًا؛ قطع كل اتصال مع سماح، وطفلتها المسكينة، حتى إن البنت انتقلت إلى مستشفى حكومي، وكان هذا بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادتها، مما دفع الأم للجوء للقضاء في مايو 2017.

لا ذنب للطفلة في كل هذا، هكذا حدثت والدتها نفسها، نظرت إليها، البنت متعلقة بأمها، هي لم تنعم بغير حضنها منذ ولادتها، خُيل إلى سماح أن ديالا تسألها عن سبب توريطها في ذلك، لذا عزمت على أن ترد لها حقها، مهما كلفها ذلك من معاناة، فقررت أن تواصل الطريق إلى المحكمة حتى النهاية، ويكون لقضية البنت النصر في النهاية.

قبل ذلك بقليل، نشرت سماح صورة للطفلة، وهي تحملها، بداخل معرض الفنان التشكيلي عادل السيوي، على صفحتها بفيسبوك، معلقة: "ديالا عادل السيوي في معرض والدها"، المنشور أثار التساؤلات، دار جدل استمر لشهور طويلة حول نسب الطفلة، تخلله تبادل الاتهام بين الأم والأب، جدل لم يكن للطفلة ذنب فيه، ولا تملك إرادة لتغييره، خاصة أن "السيوي" كتب على صفحته: "فتاة مجهولة تزعم الإنجاب مني"، قبل أن يُحرر محضرًا ضد سماح في قسم الشرطة، وقد تواصل مصراوي مع السيوي للرد.. لكنه رفض التعليق تمامًا..!

القضية، أخذت رقم 90 لسنة 2017.. محكمة الأسرة نظرت دعوى النسب التي رفعتها سماح، قبل أن تُقرر رفضها، لكنّ والدة ديالا استأنفت على الحكم، كانت ترهقها مواجهة مع طفلتها، تعلم أن موعدا لها يأتي يومًا ما.

لذا أكملت السير مع القانون حتى النهاية، ليتوج مجهودها لطفلتها، وتقضي محكمة الاستئناف بثبوت نسب الطفلة إلى الفنان التشكيلي عادل السيوي.. كان حكمًا نهائيًا، فبات على الطفلة أن تنتظر باقي حقوقها القانونية، وهي لا تزال طفلة لا تعِي شيئا من الدنيا، وقوانينها الإنسانية.

فيديو قد يعجبك: