لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من "بنك الدم" إلى "مشرحة زينهم".. "للخير وجوه كثيرة"

07:03 م الخميس 28 فبراير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود عبدالرحمن:

أمام مشرحة زينهم، جلس أهالي ضحايا حادث حريق محطة مصر، الصمت يلازمهم، الحزن يكسو ملامحهم، نظراتهم معلّقة على باب الخروج المشرحة، علّ يخبرهم شخص بإنهاء إجراءات خروج جثامين ذويهم، في وسط ذلك المشهد القاسي؛ كانت سيدة خمسينية تحمل في يديها شنطة بلاستيكية بيضاء، تمرّ على أهالي الضحايا، وتردد عبارة واحدة "ربنا يصبّركم، حد محتاج كفن".

تسير السيدة بهدوء بين الجالسين، تتمتم بين حين وآخر عبارات من أجل التخفيف على المكلومين، البعض يتحدث إليها ويأخذ منها "كفناً"، والبعض الآخر يكتفي بالنظر إليها، فتتركه وترحل إلى آخر، بعدها اتجهت نحو رجال الأمن الذين اتخذوا جانبًا لتطلب منهم الدخول "أنا يا بنى جاية أعمل خير، ممكن تاخد الحاجات دى مني واللى محتاج ياخد منها"، فيما رفض رجال الأمن، فأعطت ما تبقى معها إلى أحد الجالسين، ورحلت.

بداخل أحد المحلات المجاورة للمشرحة، وقف محمد السباعي، يتابع السيدة، يشرد ذهنه قليلاً قبل أن يقول "وجوه الخير كتير، كذا مرة حد ييجى يساعد أهالى الضحايا فى وقت الحوادث"، فيما يشير إلى الطوابير التي تراصت، أمس الأربعاء، أمام بنك الدم، لنجدة مصابي الحادث، الذي خلف 22 قتيلاً و41 مصابًا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.

فيما وقف عبد الرحمن مصطفى، 25عامًا، بجوار سيارته الزرقاء، يحمل منها عدة أكياس تحوي مخبوزات، يوزعها على الأهالي، كي تعينهم على ساعات الانتظار الطويلة "لازم نقف جنبهم ونساعدهم حتى لو بكلمة ربنا يكون في عونهم"، يقول الشاب.

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يفعلها عبد الرحمن؛ في حوادث متفرقة كان يتجه الطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، الذي يقطن بالمطرية، إلى أماكن تمركز أهالي الضحايا، يراه واجبًا ومسئولية تقع على عاتقه بمجرد علمه بوقوع حادث "اتعودت في كل حادثة أجيب أكل وأوزعه على الناس، لازم نقف جنب بعض ونساعد بعض".

فيديو قد يعجبك: