لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من فصيلة الدم للعمليات الجراحية.. تاريخك المرضي على "كارت"ذكي

01:42 م الخميس 21 نوفمبر 2019

أندرو سعد

كتبت-دعاء الفولي:

ظهر التعب جليا على السيدة العجوز حين وصلت قسم الطوارئ في مستشفى قصر العيني تشكو من مغص بالبطن، سألها الأطباء إذا كانت تتعاطى أي أدوية أخرى فلم تتذكر اسمها "مكنتش حتى فاكرة لون الحبوب"، طلبوا منها اسم الطبيب الذي تتابع معه "ومفتكرتش"، امتلأ الفريق الطبي بالحيرة "كنا خايفين نديها حُقنة يبقى لها أثر جانبي سيء" كما يحكي الطبيب أندرو سعد.

وقتها تعلم سعد درسا مهما؛ أن التاريخ المرضي للشخص قد يُنقذ حياة أحدهم أو يُنهيها، لحسن الحظ اُنقذت السيدة، لكن سعد قرر ألا يترك الأمر للظروف مرة أخرى.

كان ذلك قبل حوالي 3 سنوات، تفتق ذهن سعد عن فكرة جديدة؛ كارت يحمله المريض، يتم ربطه بموقع إلكتروني يحمل التاريخ المرضي للشخص، فصيلة دمه، تفاصيل علاجه، وصور من الآشعة والتحاليل التي أجراها "يقدر يتحرك بيها ويعرضها على أي دكتور في أي وقت".

لم تكن البداية سهلة، أسئلة كثيرة طرأت لذهن سعد "مين اللي هيحدث البيانات؟ ومين اللي هيقع عليه المسئولية القانونية؟ وإزاي هنحمي المريض من أي تلاعب؟".. تفاصيل عديدة تكشّفت أمام الطبيب و10 آخرين يعملون معه في مشروع health tag.

الصورة 1

يقوم المشروع على كارت ذكي بحوزة المريض، يحمل كود يرتبط بتطبيق أو قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت، حيث يتمكن الطبيب المُعالج من تعديل المعلومات الخاصة بالحالة الصحية "ولو المريض غيّر الدكتور بياناته بتفضل على الموقع وبيقولنا فميقدرش أي حد يلعب فيها"، كذلك يُمكن لمراكز التحاليل أن ترفع النتيجة مُباشرة على القاعدة الخاصة بالمريض بإذن منه، فيما يستطيع الطبيب المُعالج أن يتابع النتيجة عبر الإنترنت.

بات للمشروع آلاف المرضى الذين يتعاملون معه "لكن لازم كمان الدكاترة والمستشفيات يبقوا أكثر تعاونا عشان الكارت يتفعل"، لا يقوم فريق "كارت الصحة" على الأطباء فقط، يضم تقنيين ومتخصصين في التسويق أيضا، يحاولون سد تطوير النظام طوال الوقت "عشان كدة لازم أي حاجة تتم بمعرفة المريض نفسه ولو قرر يغير الدكتور فالدكتور مش هيقدر يدخل على السيستم تاني".

"أول مشكلة كانت إزاي نقنع المرضى والدكاترة بفكرتنا".. جاء الرفض الأكبر من مجتمع الأطباء "60 % من المرضى اللي عرضنا عليهم الفكرة وافقوا علطول"، مع الوقت بدأت رقعة المشروع تتسع، حيث تم تطبيقه في محافظة المنوفية وطنطا وأسيوط "الموضوع بقى مُتاح عند حوالي 350 مقدم خدمة صحية و10 معاهد أورام وبعض النوادي والمدارس".

الصورة  2

العوائق المادية كانت موجودة أمام فريق العمل طوال السنوات الماضية "احنا بنتعامل مع جهات بنكية عالية الثقة وبنحاول نوفر أفضل الخدمات وده مكلف"، لا سيما وأن سعر الكارت 40 جنيها "وده شامل خصومات عند بعض معامل التحاليل والدكاترة اللي احنا بنتعامل معاهم".

لكن الأزمة المادية تراجعت بشكل كبير الفترة الماضية، بعد تعاون الفريق مع وزارة الاستثمار "وبقى فيه تعاون مادي بقيمة 300 ألف دولار"، إذ سيفتح لهم ذلك الأفق في مُدن أخرى داخل مثلث الدلتا أو الصعيد، حسبما يقول سعد.

ردود الفعل التي يتلقاها الفريق جيدة "لكن البعض بيقولولنا انتوا واخدينها من دول أجنبية"، ما يقول سعد إنه خطأ؛ ففي الخارج تستطيع أي مستشفى معرفة التاريخ المرضي للشخص شرط تسجيل ذلك التاريخ لديها مسبقا، أما مع المشروع المصري، فالمريض يتنقل بالتاريخ الخاص به من مكان لآخر بسهولة.

هدف المشروع ليس ربحيا بشكل أساسي كما يوضح سعد "لكن المكسب بييجي من نسب بناخدها من بعض المعامل أو الأطباء اللي بنتعامل معاهم وبيروح لهم المريض عن طريقنا"، رغم ذلك ثمة مخاوف يراها القائمون على الفكرة "أهمها إن الورقة والقلم لسة بتنافسنا بشكل ضخم جدا"، بالإضافة لظهور بعض المشاريع الشبيهة في السوق "ومش دي المشكلة.. المشكلة إن ميبقاش فيها نسبة أمان عالية للمريض وبياناته".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان