ماس كهربائي في "البرادعة".. بدأ بمصرع حمارين وانتهى بتعويض

كتبت- إشراق أحمد:

قبيل عصر الأربعاء الماضي، الثاني من مايو، كان علي سيد طه رواش، في طريق عودته من الأرض الزراعية، يسوق عربة "كارو" يقودها حماران، فيما تجلس زوجته على جوالات محملة بالخضروات.

يبدو المشهد تقليديًا في قرية البرادعة- مركز القناطر الخيرية بالقليوبية- ذلك قبل أن يخطو الحماران في بقعة مياه طفحت في شارع المستشفى بالقرية، وفي ثوانٍ سقطا ونفقا في الحال.

ماس كهربائي وقع في المحيط، هو ما تسبب في نفوق الحمارين، غير أن الرجل الثلاثيني وزوجته نَجَوَا من الموت، فما إن رأت السيدة مصرع الحمارين حتى قفزت من فوق العربة، ورغم أن رواش مسه شيء من الكهرباء لكنه لحق بزوجته، وسقط الاثنان على الأرض، وأخذا يبكيان من الصدمة، بينما تجمهر سكان الشارع حسبما يروي محمد عادل ابن عمة زوجة رواش، الذي يسكن في الشارع ذاته، وكان شاهدًا على ما حدث.

في صباح ذلك اليوم، تواجد "لودر"- آلة تسوية الأرض- لتنظيف خط الصرف الصحي المقام حديثًا "نزل مرتين أو تلاتة على الأقل"، بعد رحيله وقبل ساعتين من وقوع الحادث شهد أحد الجيران أجزاء من الكابل الأرضي مكشوفًا فقام بردمه، واتصل بشركة الكهرباء التي أعلمته بقدوم الصيانة في أسرع وقت، كما يقول عادل.

لم تأتِ صيانة الكهرباء سريعًا، بينما حدث طفح مائي ملأ مساحة واسعة، ووقعت الواقعة، وما إن سمع سكان شارع المستشفى الصراخ والارتطام حتى تجمهر العديد، من بينهم عادل، الذي يسكن على بعد نحو 400 متر من مكان الحادث "لما سمعت هوجة خرجت أشوف فيه إيه"، لم يعلم الشاب العشريني إلا بعد نصف ساعة، أن قريبته في قلب الحدث "كنت واقف بشوف اللي حاصل ومعرفتش غير لما لقيت عمتي جاية".

اتصل الأهالي بعامل كهرباء يسكن في الشارع، تولى فصل الكابل الرئيسي بعد ربع ساعة، حتى يتمكنوا من إزالة الحمارين والعربة الصفيح عن الطريق. التزم الزوجان الصمت، فيما منع سكان المكان موظفي شركة الكهرباء اللذين جاءا بعد الواقعة، من مباشرة أي عمل إلا بعد قدوم النيابة لتحرير محضر، وهددوا: "الناس قالت لهم لو محصلش حاجة، هناخد نفسنا في عربيات وهنطلع نقفل الطريق".

عادت الزوجة لمنزلها أولا، بينما بقى رواش وسط الأهالي في حالة إعياء من الصدمة "مكنش قادر يروح وبيقول لنا سيبوني شوية".

بعد ثلاث ساعات حضر أمين شرطة، حاول مع عدد من الأهالي تهدئة الوضع بكلمات "الحمد لله فدا عيالك وقدر الله ما شاء فعل". ضغط كبير ألقى على رواش، خاصة أن أغلب الحاضرين يرفضون التنازل: "قلنا له لأ مينفعش تتنازل عشان ميحصلش ده مع حد تاني لازم الشركة تيجي تظبط الخط كله"، تشكك سكان المنطقة من بقاء الخطر إذا لم يتم فحص المحيط كاملاً.

لم ينفض جمع سكان شارع المستشفى حتى الحادية عشرة مساءً بحسب عادل، إلا بعدما حضرت النيابة، وحررت محضرا بالواقعة، وكذلك رئيس شركة الكهرباء واعدًا بتعويض رواش عن الضرر الذي أصابه، وعم الاطمئنان عقب الشروع في صيانة المشكلة، حتى اليوم التالي، وعودة الكهرباء إلى المناطق التي انقطعت عنها، وبحسب قول عادل، قريب رواش، لايزال الرجل يسعى في إجراءات صرف التعويض، المقدر بـ10 آلاف جنيه وفقًا لقرار محافظ القليوبية محمود عشماوي.