بالصور- في ملتقى "أولادنا".. معرض مصور لذوي القدرات الخاصة
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- محمود عبدالناصر:
كانت ترى سلوى جرجس حُب صغيرها أنطون للتصوير، حين يقع الهاتف في يديه يُقرر تصوير أفراد عائلته، في النُزه يلتقط المشاهد ويُخزنها داخل ذاكرة الهاتف المحمول، لم يتجاوز الأمر ذلك، حتى قرأت الأم رسالة على مجموعة خاصة بالواتس آب تحكي عن تنظيم ورشة تصوير لذوي القدرات الخاصة، فشعرت أنها الملاذ لموهبة ابنها.
على مدار قرابة أربعة أشهر، نظّم فريق "أولادنا" ورشة لتعليم التصوير عبر الموبايل، فيما كان نِتاج تلك الفترة، تعليق الصور التي التقطها المشاركون داخل مُلتقى أولادنا لذوي القدرات الخاصة في عامه الثاني، والذي تُشرف عليه عدة وزارات مصرية، بالإضافة لمؤسسة اليونيسيف، ويضم العديد من العروض والمعارض الفنية من 11 محافظة مصرية بالإضافة للمشاركين من 31 دولة أجنبية.
حين انتهت الدورة الأولى من الحدث العام الماضي، كان لسهير عبد القادر مؤسس ومدير الملتقى فلسفة خاصة "إنه مش مجرد مهرجان بقابلهم من سنة للسنة، لأ أنا عاوزة أنمّي قدراتهم ويتغيروا فعلًا"، فنظمت ورش عمل للرسم، تصوير الموبايل، الباليه "التحدي الكبير كان في التصوير، محدش متخيل إن الولاد يقدرو يبقوا شاطرين في مجال زي ده".
على حائط المعرض ارتكزت صورتان لمي محمد من شارع المعز، تحكي والدتها أن فتاتها أحّبت الأمر "بقت عارفة كويس إيه الصورة الصح من الغلط مش مجرد ماسكة التليفون تصور وخلاص"، شاركت مي العام الماضي في الملتقى في فريق الكورال، لكن هذا العام كان حجم تواجدها أكبر "اتعلّمت استعراض نوبي، باليه وتصوير كمان.. الورش اللي خدتها طلّعت مواهب مدفونة محدش مننا في البيت كان واخد باله منها حتى".
منذ عام خاض جلال المسري أولى تجاربه في إقامة ورش تصوير تعليمية لذوي القدرات الخاصة "أهم حاجة كنت بقولهالهم إن في حاجة اسمها موبايل في جيبكم تقدرو تثبتو نفسكم من خلاله". درّبهم المصور المُخضرم على الأساسيات المهمة، اختيار الزوايا، التوقيت المناسب، مراعاة الإضاءة، وكيفية تنفيذ صورة صحيحة.
تمت الورشة على مراحل، بدايتها كان نظريا "وبدأت أطلب منهم واجبات زي إنهم يصوروا فاكهة أو خضار في البيت.. ومن تاني يوم الولاد كانو بيستجيبو ويبعتو صور"، بعدها نظّم المسري جولات ميدانية في أماكن سياحية ليجرب المشاركين تصوير الشارع "الأول كنت بقوله صور قرايب عشان أشيل رهبة إنه يصور ناس، وبعدين ينزل الشارع يجرّب بدون خوف".
لمست والدة معتصم هاشم التغيير على ابنها، أصبح أكثر حرصًا حينما يلتقط صورة "بقى يقولي لا لازم أخلي الشمس في ضهري"، تحكي أن ابنها كان يحب مسبقًا تصوير أشقائه، الصور المُكدّسة داخل هاتفه دللت لها على حُبه للمجال "ولما عرفنا الورشة مكنش حد مصدق، بقوا يقولونا هو تعليم تصوير الموبايل ده محتاج حاجة؟".
لكن الأم كانت تعلم عكس ذلك "أصريت إننا نشارك، حتى أما كان بيبقى عنده مدرسة يوم الورشة، بنفضّل الورشة وبنروحلها"، كذلك يحكي المصور الكبير عن شغف الأمهات ودعمهم لأطفالهم "بيروحوا معاهم في كل حتّة وعندهم إصرار بجد إن يشوفوا ولادهم في مكانة أحسن".
فيديو قد يعجبك: