لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مكتبة "وسط البلد".. "قهوة" العابرين أثناء الصيام

02:11 م الأحد 20 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد زكريا:

في ساحة موجودة بشارع الألفي وسط القاهرة، كان محمد سعيد يبحث عن مكان يستريح فيه من أثر الصيام، الشمس تُسخن الجو، وقدرته على السير ضعفت، كل المقاهي مغلقة في النهار، لكن أخيرًا وجد الشاب ضالته؛ مقاعد خشبية تجاور مكتبة عنوانها "ضع كتابًا وخذ كتابًا"، جلس عليها يستنشق هواءً باردًا، قبل أن يُكمل المشوار.

في شارع الألفي، توجد مكتبتان، صُنعت لتحوي صنوفًا من الكتب، وفكرتها أن يحصل كل فرد على كتاب لم يقرأه من قبل في مقابل وضع آخر قرأه، ومن ثم يستفيد الجميع من المبادرة، لكن ما تريده شيئًا والواقع شيئًا آخر كما تعرف أنت، رفوف المكتبتين فارغة الآن، ولا يوجد بها إلا نسخًا قليلة جدًا من مجلات.

على مقعد خشبي يجاور المكتبة الصغيرة، جلس جمال محمد في سكينة، ابتعدت الشمس عن تلك المساحة، خيرًا ما فعلت، يضع قدمه اليمنى فوق اليسرى، ينظر إلى السماء، وينفث هواء من فمه الساخن، ليحصل على آخر يُثلج صدره.

صور 1

كل صباح يذهب جمال إلى عمله بمنطقة العتبة، يبيع الأجهزة كهربائية، لكن في الفترة الأخيرة قل الطلب على منتجاته، "الأسعار نار" كما يقول، وجاء رمضان ليجفف حركة البيع في النهار، فتكون هي فرصته لاختلاس ساعات قليلة بشارع الألفي.

بجانب المكتبة يجلس صاحب الـ43 عامًا حتى موعد الإفطار، لا للقراءة، ولكن لاستنشاق الهواء الذي يغيب عن الميدان المكتظ بالعابرين.

على الجانب الآخر من المكتبة، كان معاذ حسن يتناقش مع زميله حول أمور الدراسة، "ساعة العصاري" مناسبة لالتقاط الأنفاس بعد يوم امتحان، يا الله، راحة بعد عثرة.

على المنضدة الخشبية جلس الشابان في هدوء، اعتادوا عليه في مقهى يقترب من المكتبة، لكنه الآن مغلق.

في نهار شهر رمضان، تُغلق أغلب المقاهي أبوابها أمام الزبائن، واحد من الأسباب هو قلة الطلب على خدماتها، كما يقول صاحب أحدها، لكن سببًا آخر احتل النقاش في الأعوام الماضية، بعد أن هاجمت السلطات بعض المقاهي وطالبتها بالتوقف عن العمل حتى انتهاء ساعات الصيام.

أمام المكتبة، وقف عابر يبحث عن كتاب، لم يجد غير نسخًا قليلة من مجلة، أمسك صفحاتها الملونة، لكن لم يقرأ منها، أعادها حيثما تناثرت، وولى وجهه عكس الرفوف، ربما كان ينوي الجلوس والتصفح في كتاب، لم يجد أي واحد، فكان قراره أن يرحل هو الآخر.

لا يزال سعيد يجلس على الخشب، الآن ارتاح بعد يوم عمل شاق، وجاء الدور على الرحيل، يريد هو شراء بعض المعدات التي تساعده في أعمال الصيانة التي يهواها، في اتجاه شارع الأزهر تقدم، وترك ساحة شارع الألفي تعج بالعابرين لالتقاط نسيم خلفته الكتب.

فيديو قد يعجبك: