رجل فقد ضحكته.. كيف يواجه "عبدالمالك" النوبي موت زوجته؟ (صور وفيديو)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- محمد مهدي:
تصوير- جلال المسري:
فيديو - ندى عمرو
أيام قاسية يعيشها الرجل الثمانيني "عبد المالك" بعد وفاة زوجته، تركته وحيداً منذ عِدة أشهر، بعد زواج دام لـ 55 عاما في جزيرة "هيسا" بالنوبة، باتت الحياة باهتة، قبل أن يُصبح حديث قريته، فقد الرجل ضحكته المشهورة عنه وصار يتجول في الشوارع ليلاً فراراً من الشوق.
الكثير من الرجال يفقدون زوجاتهم، لكن "عبد المالك" لا يزال يعاني من وطأة الفقد، في الليل يشاهده أهالي النوبة يتجول في أنحاء الجزيرة، يسير حوله بيته، وناحية المقابر أحياناً، بات الأمر طقساً يومياً لا يتخلف عنه "بروح عند دا ودا، مقدرش أرجع البيت إلا بالنهار" لأنه لا يمكنه النوم دون رفقتها.
"الناس هنا اتجننت مني" يقولها عبد المالك بأسى. حين يأتي الجيران لزيارته يجدونه جالساً أمام البيت، لا يدخله إلا ساعات قليلة "كرهت البيت من بعدها" يراها في كُل شيء، ذكرياتهما حاضرة كأن الزمن لم يَمر، اللقاء الأول، رعشة القَلب، الألوان التي ملأت الدنيا "لما بدخل بسمعها وهي بتندهلي، بتعب جدًا".
كانت الليلة الأولى بعد وفاتها قاسية، وحيدًا دلف إلى البيت بخطوات ثقيلة، المكان صار موحشاً، أغلق سريعاً غرفتهما "مابدخلوش من ساعتها، مقدرش دي عِشرة" يذكرها بينما تدمع عيناه. فراقها مُر يؤلمه، رائحتها حوله، أشيائها تُوقد نيران الحنين "وديت كل حاجتها لجمعية خيرية، حتى السرير شيلته من البيت، أي حاجة بتفكرني بيها" يقاوم الحنين قدر إمكانه.
أكثر من نِصف قَرن، المسافات بينهما منعدمة، شريكة حياة مثالية "لا مرة جات قالتلي هات فلوس أو طلبت حاجة، بجيب اللي بقدر عليه وهي راضية" تحترمه كثيراً وهو أمر نادر بين الأزواج-كما يعتقد- كان يسافر لأشهر إلى السد العالي للعمل، وحين يعود يجدها تنتظره بابتسامة "حسيت مع الوقت إنها سَكني".
قبل عام من الوفاة، وتيرة الحياة ملائمة لأعمارهما، هدوء ومحبة وذكريات جميلة يتبادلونها في المساء، واتصالات مع أولادهم الـثلاثة، قبل أن تمرض فجأة "جالها ورم في الحوض" بين المستشفيات تنقلا، يرافقها في كُل خطوة، هو من يمنحها الدواء، تغتسل على يديه فقط "كانت مريضة خالص، بس كفاية إنها موجودة وقدامي" تدهورت حالتها. ذهبا إلى معهد الأورام بالقاهرة، لكنها لم تتحمل.
هرباً من قسوة الغياب، يفَر المرء قدر إمكانه من الذكريات، جَرب "عبد المالك" تلك الطريقة لأيام لكنه لم يقوَ على الاستمرار، بات الحكي عنها هو ملاذه، تذكر ملامحها مصدر بهجته، تخيل قُربها متعته، حتى أنه يحرص على زيارتها كل خميس للحديث معها "بروح على المغربية، جبتلها صبار، وشوية رز عشان أي طير ياكل ويبقى الثواب من نصيبها".
فيديو قد يعجبك: