"هيلدا" تتحدى الإعاقة.. فنانة كاميرونية ترسم بالفم في مُلتقى "أولادنا"
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- محمود عبدالناصر:
داخل مُلتقى "أولادنا" لذوي القدرات الخاصة، كان حضور "هيلدا بي" مختلفًا، جاءت الشابة من بلدتها الكاميرون للمشاركة في الحدث الدولي، تحكي لوحات الرسم خاصتها عن موهبة فذّة، لكن خلف تلك اللوحات قصّة مُلهِمة للفتاة الأفريقية.
تُطبِق هيلدا شفتيها على فرشاة الرسم، تُحكم إمساكها، وبخفّة تكسر الألوان رتابة الورق الأبيض، اعتادت على ذلك منذ عام مضى، حين قررت أن تعود إلى شغفها الأول رغم الضمور الذي أصاب عضلات يديها وقدميها الاثنتين.
لم يكن الأمر سهلًا على هيلدا، تطلّب مجهودا كبيرا للتدرب على ذلك "لكن آمنت أني أستطيع أعمل ذلك ووجدت أصحابا يساعدوني، كل الحكاية إن الفكرة والخيال في عقلي وليس يدي، هي مجرد وسيلة وأنا قمت بتغييرها".
للمرة الأولى تأتي هيلدا إلى مصر، تثمّن تجربة المشاركة بفعاليات ملتقى أولادنا لذوي القدرات الخاصة، والذي تُشرف عليه عدة وزارات مصرية، بالإضافة لمؤسسة اليونيسيف، ويضم العديد من العروض والمعارض الفنية من 11 محافظة مصرية إضافة للمشاركين من 31 دولة أجنبية.
لم تكن تعلم هيلدا عن الملتقى شيئًا، يفصلها عن بلد إقامته آلاف الكيلومترات، لكن تلك المساحة تقلّصت حين رأى صديق لها إعلانا عن الحدث على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحمّست للأمر، أرسلت بعضا من أعمالها وتم قبولها للمشاركة.
بدا الأمر منذ البداية جميلًا بالنسبة للفتاة الكاميرونية "تنظيم مُلتقى يجمع ذوي القدرات الخاصة من أكثر من دولة حدث عظيم، خصوصًا أن الفرص لا تفتح أبوابها لنا"، بينما تثمّن اختلاف الثقافات المُحيطة بها.
"أن أكون وسط فرق دولية من الأردن، فلسطين، بتسوانا، وزيمبابوي، فإنها تجربة تعلُم مُبهرة بالنسبة لي".
أربعة أيام قضتها هيلدا في مصر لكنها استطاعت الانخراط والتعرف على أصدقاء بشكل سريع "تعلّمت بعض العبارات باللغة العربية، اقتربت أكثر من ثقافة المصريين وبالطبع طعامهم الطيّب".
التقدير داخل المُلتقى بقدرات المشاركين ترك أثرًا طيبًا داخل نفس هيلدا، غير أنها تتمنى أن يُفعّل ذلك الاهتمام بشكل آخر "واجهتني صعوبات هنا في مصر لأن الطرق غير ممهدة لمستخدمي الكراسي المتحركة أو المواصلات والمباني المختلفة، مثلما هو الوضع في الكاميرون، الحكومات لديها رغبة في تغيير ذلك لكنه للأسف يكون على نحو بطيء".
بجانب الرسم فإن عمل هيلدا الأساسي هو صحفية داخل إذاعة راديو محليّة بالكاميرون، تواجه صعوبات بسبب الحركة "لا أستطيع تغطية كافة الأحداث بسبب صعوبة التحرك"، لكن ذلك لا ينال من عزيمتها "هدفي تغيير نظرة المجتمعات عنّا.. وهبني الله قدرات خاصّة وأنا أجيد استخدامها، من أجلي ومن أجل تشجيع من مثلي، صحيح أن الأمر ليس سهلًا، لكنني أعلم أنّني قوية وعليّ الاستمرار في ذلك الطريق".
فيديو قد يعجبك: