لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما بعد الانتخابات الرئاسية.. "لم الشمل" أمل أخير للسوريين في مصر (تقرير)

04:26 م الثلاثاء 03 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- فايزة أحمد:

منتصف شهر يناير المُنصرم، تلقت السيدة السورية "منال" المٌقيمة بالسعودية، اتصالًا هاتفيًا من قِبل ابنتها التي تدرس الطب في جامعة القاهرة، تُخبرها بإمكانية إعادة تقديم طلبًا إلى السفارة لاستقدامها إلى القاهرة للإقامة معها، وذلك عقب تأكيدات القائم بأعمال السفارة المصرية لدى دمشق محمد ثروت سليم، بأن مصر فتحت تأشيرات لم الشمل للسوريين الموجودين هناك نهاية شهر ديسمبر الماضي، لكن فرحة السيدة السورية وابنتها تأجلت "قالوا لها بعد الانتخابات الرئاسية تعالي قدمي".

من مدينة جدة السعودية، باتت منال تهتم بكافة التفاصيل المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، عقب انقطاعها عن متابعة الأخبار السياسية بوجه عام، منذ أن رحلت عن مصر قبل ست سنوات، متجهه صوب المملكة العربية رفقة زوجها وأبنائها، إلى أن قررت أن تُلحق ابنتها الكبيرة بجامعة القاهرة عام 2015، عقب حصولها على تأشيرة دراسية من السفارة المصرية، لتأتي بمفردها إلى القاهرة "ما قدرت أنزل معها لأنه ما عم يعطوني تأشيرة".

كانت مصر فرضت تأشيرة دخول على السوريين الراغبين في المجيء إليها نهاية عام 2013، وهو ما جعل منال تعلق أملها الأخير على "لم الشمل"، فتقدمت ابنتها بطلب إلى إدارة الهجرة والجوازات المصرية للم شملهما وذلك قُبيل بدء امتحاناتها "كنت مشتهية أنزل أكون معاها وقت الامتحانات أساعدها"، إلاّ أن هذا الطلب لم يستجب له أحدًا حتى الآن.

المحامي طارق العوضي، يبرر الأمر بأن أي دولة من حقها رفض أي قيود أمنية على الداخلين إليها أو الخارجين منها، لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية الحالية، مشيرًا إلى أن قانون "لم الشمل" غير متوقف على الانتخابات الرئاسية في مصر، إذ أنه من الناحية القانونية لم يُقر قانونًا بذلك حتى الآن، بحسب تعبيره لـ"مصراوي".

شعرت التي ولدت في مدينة اللاذقية السورية، بأنه كُتب عليها ألا تكون بجانب ابنتها طيلة فترة دراستها، فاستسلمت للأمر إلى أن حدث ما لم تكن تتوقعها أبدًا مطلع العام الماضي، وأثناء عودة ابنتها إجازة نهاية العام "وقفوها بالمطار 5 ساعات، ودخلت للأمن القومي لوحدها"، لتخضع لبعض الأسئلة المتعلقة بإقامتها في مصر ومدى قانونية تأشيرتها.

كان لهذا الموقف أن يُجبرها على التقدم إلى السفارة المصرية بالسعودية للحصول على تأشيرة سياحية باهظة الثمن لزيارة مصر شهر واحد فقط، وذلك لكونها حاصلة على إقامة داخل دولة خليجية " لازم أدفع فلوس عشان حد في السفارة يجيبها"، لكن الانصياع لهذه الإجراءات لم يساعدها في الحصول على التأشيرة السياحية " قالوا لازم موافقة أمنية من مصر، وهي واقفة لبعد الانتخابات الرئاسية".

ما قيل للسيدة السورية في جدة، قِيل لأم زوجة عبد الرحمن نور الدين، في السفارة بدمشق؛ حيث طلبت الذهاب إلى ابنتها في المُقيمة في القاهرة رفقة زوجها منذ أربعة أعوام، لتكون بجانبها أثناء الولادة الشهر المُقبل " خضعت لمقابلة وقالوا هنرد بعد 3 أسابيع وما حدا رد".

اتخذ "نور الدين" زمام المبادرة عقب التأخير في الرد، فقرر الذهاب إلى مجمع التحرير للسؤال عن إمكانية تقديم طلب من جانبه لاستقدام والدة زوجته، إلاّ أنه قوبل بالرفض مرة أخرى "عم يقولوا قدم مرة تانية بعد الانتخابات"، تلك التي لم تُشكل اهتمامًا كبيرًا لديه، لكونه يرفض إقحام حاله في السياسة "بكفي إحباط".

داخل مجمع التحرير لم يكن نور الدين السوري الوحيد الذي يسعى للسؤال عن احتمالية تفعيل قانون الشمل، إذ يصطف العشرات من السوريين في الطابق الثاني، للانتهاء من أوراقهم الخاصة بإقامتهم في مصر، والسؤال من آن للآخر عن "لم الشمل" في الشباك المجاور، ذاك يتوافد عليه البعض لكنهم يعودون أدراجهم لعدم وجود من يسألونه، فما كان منا سوى السؤال مررًا عن الموظف المسئول عن هذا الشباك، إلى أن ظهر فجأة معلنا: "لم الشمل بعد الانتخابات بقى"، ومن ثم انصرف مسرعًا.

منذ ست أعوام جاء "عبد الله عموري" إلى مصر للالتحاق بكلية التجارة، وما أن تخرج فيها حاول إنشاء إحدى الشركات، لكن لم يستطع بفعل القوانين المصرية التي تحذر على السوريين افتتاح أي أعمال حرة بالبلاد، فما كان منه سوى العمل في إحدى المحلات بمنطقة العبور، لكنة ذهنه كان منشغلًا بوضع أسرته القابعة في سوريا، طارقًا جميع الأبواب من أجل إيجاد حلًا "روحت على المفوضية هنا لكن ما حدا بيحل شي".

رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين في مصر، تيسير النجار، قال لـ"مصراوي"، إن المفوضية ليس بيديها أي حلول للسوريين بمصر بخصوص قانون لم الشمل؛ نظرًا لأنها تعاني مشكلات داخلية كثيرة، تمنعها من حل المشكلات المتعلقة بتوفير المأكل والملبس للسوريين المتعثرة أحوالهم هنا.

ويعلق السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن هذا الأمر ليس من اختصاص وزارة الخارجية من الأساس، بحسب تصريحاته لـ"مصراوي".

ما أن ظهر موظف الشباك الذي يحمل رقم (3) حاول عبد الله عموري الاقتراب، عله يسمع ما يُمنى نفسه به "بدى أجيب أمي وأخواتي من سوريا لمصر.. لكن لم الشمل معطل من فترة"، لكنه انفرجت أساريره بسماع كلمات الموظف المقتضب "يعني بعد الانتخابات فيني أجيب أهلي على مصر!"، لكنه لم يجد الموظف مرة أخرى.

فيديو قد يعجبك: