لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- الطريق إلى روسيا يبدأ ببطولة "بلاي ستيشن" (معايشة)

11:21 ص الأحد 22 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير-محمود بكار:

حُلم واحد جمّع ثمانية شباب من أربع محافظات مختلفة، انطلقوا صباح الجمعة الماضية، نحو مول "صن سيتي" بمدينة نصر، هُناك من رافقه أصدقائه، ومن اصطحب أسرته، لتشجيعه للفوز بنهائي بطولة "بلاي ستيشن ecopa"، وهي الفُرصة الذهبية للسفر إلى روسيا، لحضور مباريات المنتخب المصري في مونديال روسيا.

نظمت شركة كوكاكولا بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، الجمعة الماضية، بطولة للبلاي ستيشن، للمنافسة على حجز تذكرتين لحضور مباريات المنتخب المصري، وحمل علم مصر في مونديال روسيا، المقرر يونيو المقبل.

1

في الثانية عصرًا بدأ نهائي البطولة، "بانر" كبير وُضع بصالة السينما مكتوب عليه "احنا اللي هنرفع علم مصر في روسيا"، وكأي مُباراة لها مُشجعون ومُعلق رياضي، بدأ خالد عليش، المُذيع المصري، التعليق بحماس بالغ داخل قاعة سينما بالمول.

أولى المباريات بدأت بين القاهرة والإسكندرية، يتكون فريق العاصمة من الأخين "سيف" و"أحمد"، الذي رافقتهما الأسرة، أما فريق الإسكندرية فتكون من طارق عبد المؤمن وياسين محمود، اختارت القاهرة اللعب بفريق ريال مدريد الأسباني، أما الإسكندرية فاختار فريق بايرن ميونيخ الألماني.

انطلقت البطولة يوم 20 فبراير، كما يقول عمرو عبد الغني، أحد المنظمين، على مستوى 50 مركز شباب من مختلف محافظات مصر، على مدار شهرين كان ابراهيم علي ومحمد عثمان من فريق الشرقية يخوضان حوالي عشرين مباراة، التي انتهت بوصولهما النهائي في 20 ابريل.

2

جاءت دنيا كرم برفقة ابنيها سيف وأحمد، تعلو ملامح القلق وجهها ما إن تبدأ المباراة، على مقربة منهم تجلس السيدة بصحبة زوجها، لا تتذكر دنيا متى بدأ ولداها بلعب "البلايستيشن"، الذي تحول إلى غرفة خاصة بهما، غير أنها تعلم جيدًا مدى المشاجرات التي صنعها الفتيان، تقول ضاحكة "لسة شايلين منهم الجهاز عشان المهزلة اللي بيعملوها"، مع ذلك لا تتأخر الأم عن دعمهما "شاركوا في البطولة في مركز شباب مدينة نصر، وبعد كدا قالولنا لازم تيجوا معانا النهائي".

3

يُركّز سيف وأحمد في اللعب، لا ينبسان بكلمة، أعينهما تتجه صوب الشاشة، فريق اسكندرية كاد يتفوق عليهما حينما حدث التعادل اثنان أمام اثنان، لكنهما لم يستسلما، الأم تقف أمام الشاشة، يهتز جسدها المتوتر، غير أن هدف القاهرة الثالث أراح الأعصاب، هتاف شديد يعلو داخل القاعة، ثُم الرابع يليه مع صرخة عدم تصديق من عليش "حلم سيف وأحمد بيقرب من روسيا".

4

برفقة فريق الشرقية قدم الأصدقاء، من بين تلك المجموعة جاء محمد حسام الدين، صديقهما الذي يناهز من العمر 15 سنة، تحمّس لأصحابه، وبدأ بالتعليق على مباراتهما أمام فريق المنيا، الذي ضم محمد خديوي واحمد نوح، بتقليده للمعلق التونسي "رؤوف خليف"، اعتاد حسام على تقليد المعلق منذ متابعته لكرة القدم وهو في العاشرة من عمره، يعلم حُسام جيدًا صعوبة الطريقة التي يعلق بها خليف، مع ذلك تمكن الصبي من احتراف طريقة نطقه ومخارج الحروف الثقيلة.

الريال أمام الريال، هكذا اختار فريقا المنيا والشرقية، بجانب عليش يُعلق حسام، صوته يعلو ويقول مع متابعته لأصدقائه "كل ما تفتح معي موضوع تنزف عينيا بالدموع"، ينتفض الصبي ما إن يُسجّل الفريق هدف في مرمى المنيا "شو هاذا الموضوع"، يعلم الصبي الجُمل المُلازمة لخليف "كمان بيحب يقول يا أسمر يا أسمراني ايه قساك عليا"، ينطقها حسام بصوت المعلق التونسي، يبح صوته "الله" ما إن تنتهي المباراة لصالح أصدقائه بفارق ثلاثة أهداف.

5

الخسارة كانت من نصيب فريقي الإسكندرية والمنيا، اللذان لعبا على المركز الثالث والرابع، حيث يفوز المركز الرابع بخمسة آلاف جنيه، والثالث بعشرة آلاف جنيه، فازت المنيا بنتيجة 2-1 أمام الإسكندرية، أعين الصبية فيها ملامح أسى، فحلم روسيا صار سرابا.

8

يشتد الحماس مع اقتراب النهاية، على مدار ثلاث ساعات تحوّلت قاعة السينما إلى استاد صغير، يتشوّق حسام مع دنو أصدقائه من حلم السفر "لما يكسبوا هما هيسافروا وأنا هذيع بصوت خليف من هنا". منذ 10 سنوات بدأ محمد بلعب "البلايستيشن"، لم يعلم أنه ذات يوم سيسافر لأول مرة خارج مصر لتشجيع المنتخب ورفع العلم، بداية الحُلم كان من مركز شباب السادات بمدينة الزقازيق، الطريق كان طويل، حيث لعب محمد برفقة ابراهيم 20 مباراة للوصول إلى النهائي.

6

دقائق قليلة تفصل على النهاية، نصف ساعة هي مدة كل مباراة، في الرابعة والنصف بدأت المباراة النهائية، وكان الاختيار المفضل للشرقية والقاهرة هو الريال أمام الريال.

خلف سيف وأحمد وقف أحد أصدقائهما يُملي عليهما بعض النصائح، التوتر بادي على وجوه الصبية، وصوت عليش يرتفع في الأجواء.

مع نهاية الشوط الأول كان فريق القاهرة قد أحرز ثلاثة أهداف مقابل لاشيء، بدا أن سيف وأحمد سينهيا المباراة لصالحهما، الهتاف من الأسرة والأصدقاء يشتدّ، بينما الشرقية تُحاول المعافرة "دول بيموتوا الماتش" هكذا علّق عليش قاصدًا فريق القاهرة.

7

مع بداية الشوط الثاني، ثوان قليلة وأحرزت الشرقية الهدف الأول، صدمة في الأجواء، وملامح التوتر تزداد، هجمات مضادة من القاهرة تُحاول الحصول على هدف آخر يُنهي الطريق على الشرقية، مع الدقائق الأخيرة في عُمر المباراة تمكّن سيف وأحمد-فريق القاهرة- من إحراز هدفين، تنتهي المباراة، وقد صارت روسيا واقعًا.

انتهت المباريات، وبدأ توزيع الجوائز، المفاجأة كانت من نصيب فريق الشرقية الذي احتل المركز الثاني، حيث فاجئهما ممثل كوكاكولا بإمكانيتهما السفر إلى روسيا أيضًا، لمعت العيون فرحًا غير مُصدقة، فيما كان من نصيب فريقي الإسكندرية والمنيا جوائز مالية.

فيديو قد يعجبك: