القناطر الخيرية في الربيع.. تعب للبائعين وفرحة للزائرين
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:
قبل شروق الشمس أمس، شدّ راشد فتحي الرحال من القاهرة للقناطر، يبتغي فُسحة تتكرر مرة واحدة سنويا، ما أن وصل الأب الأربعيني، حتى ألقى خلف ظهره أعباء الحياة، استقلّ الأرجوحة العالية التي يسميها "السلاسل"، وفيما استمتع بوقته، كان أحمد سعيد يجلس قبالة إحدى الحدائق، بجانبه الجمل الذي أتى به من ليركب عليه الأطفال والكبار، غير أن منعه من الدخول للحديقة، أفسد عليه باب الرزق.
منذ عامين يذهب سعيد إلى القناطر الخيرية "انا في الأساس بتاع جمال وبنشتغل في الفلاحة.. بس بنقول دة موسم رزق كويس"، لكنه فوجئ أمس بعدم استطاعته دخول الحدائق "الأمن بيقول الوزير هو اللي منع"، يقول صاحب الثلاثين عاما إن الزائرين يفضلون ركوب الجمال داخل الحدائق "لما بنتمشى وسطهم بالجمل بيعجبهم منظره، لكن مادام مرميين برة كدة محدش هيعبّرنا"، لم يكن الشاب وحيدا، إذ جلس بجانبه خمسة من أبناء عمومته ينتظرون تحسن الأحوال كذلك.
داخل الحدائق المتسعة، كان الوضع مُبهجا للمواطنين، الأطفال يلهون، والكبار كذلك. من منطقة قريبة أتت هدى محمد رفقة أختها سماح "جينا لوحدنا نتبسط وشوية والعيلة هتحصّلنا". ما أن وصلت الأختان الحديقة حتى فردتا مقعدين صغيرين وجلستا بجانب الملاهي، تتناولان الطعام "احنا عمرنا كله هنا.. فسحة رخيصة وقريبة ونفك عن نفسنا شوية".. تقول هدى.
استطاع بعض البائعين النفاذ إلى المواطنين في الحدائق؛ شاب يحمل "غزل البنات"، بائعو الشاي والقهوة، وفرقة صغيرة أتت من الشرقية يقودها محمد عطية، تعزف أنغاما شعبية، مقابل ما يجود به الزائرين "احنا في الشغلانة دي من زمن وبتوع أفراح.. بس في الربيع بننزل الجناين نشوف مصلحتنا".
من الصباح للمساء طافت فرقة عطية القناطر الخيرية "الشغل متعب بس اللي بنطلع بيه بيسند شوية"، أحيانا ما تعزف الفرقة دون مقابل "بنفضل نتعب نفسنا والناس تهيص معانا وبعدين ميدوناش فلوس"، يضحك عطية قائلا "اتعودنا على كدة هنعمل ايه؟".
أسفل شجرة عريقة، جلس أربعة من الأصدقاء "قلنا نيجي من غير الأسرة نغير جو"، يقول كمال حسين، صاحب الأربعين عاما. اعتاد الأصدقاء على تلك الرحلة منذ عدة سنوات "بس المرة دي أول سنة تبقى الجناين بـ10 جنيه.. كنا بنيجي السنة اللي فاتت بـ3 جنيه"، رغم ذلك فالمكان مضمون و"الجو فيه حلو" حسب تعبيره.
فيديو قد يعجبك: