"رحلة أونطة".. عائلات على باب حديقة الحيوان "بس الجنينة قافلة"
كتبت- دعاء الفولي:
مسافة بعيدة قطعتها عائلة كمال حسين، من المنيا إلى الجيزة لدخول حديقة الحيوان، غير أن أمل الأسرة خاب حينما اكتشفوا أن أبوابها مُغلقة اليوم، نظرا لإجازتها الأسبوعية.
لم تكن الأسرة بمفردها من جاءت، بمحاذاة سور الحديقة الممتد من ميدان الجيزة وحتى جامعة القاهرة، وقفت عائلات أخرى في حيرة، بعضهم ظنّ أنها لم تعمل بعد، فانتظروا. آخرون يأسوا تماما فقرروا الرحيل، فيما جلس رمضان فكري على الأرض، خالعا فردتي حذائه، محاولا الاسترخاء قدر المستطاع، لكن على الرصيف الموجود خارج الجنينة.
منذ 15 عاما لم يزر الأب الأربعيني الحديقة "كنت الصبح في مستشفى قريبة بكشف على رجلي، فقلت أتفسح شوية وفرصة الدنيا تكون رايقة"، فوجئ المشرف في أحد المصانع بإغلاق الحديقة "مكنتش أعرف إن الأجازة الرسمية التلات.. مفروض يكتبوا ولا يقولوا للناس بدل ما حد ييجي على الفاضي".
لم يستسلم فكري للحال، أخرج غطاءً خفيفا من حقيبته، فرشه أرضا وجلس فوقه، قبل أن يشرع في تناول "اللب السوري"، يضحك قائلا: "بحاول أعمل لنفسي جو كأني خرجت واتبسطت".
على بُعد أمتار قليلة، افترشت رجاء عوض الأرض أيضا، رفقة 7 من نساء عائلتها وجيرانها. تمكث السيدات في مدينة 6 أكتوبر "بس احنا أصلا من كفر الشيخ". الحديقة هي الملاذ الأول الذي ورد لذهن رجاء "واسعة ورخيصة والعيال تشوف حاجة جديدة"، قبل أن تتكسر أحلامها على صخرة الواقع "فضلنا شوية مش عارفين نتصرف إزاي".
ظلت السيدات تسألن المارة عن مكان بديل "مش عايزين نضيع اليوم على الفاضي"، حتى اهتدين لحديقة الأورمان "بيقولوا واسعة وفيها ملاهي.. هنروح وخلاص"، حسبما تقول رجاء.
بملابس بسيطة وملامح مبتسمة، وقف جمعة السعداوي كالباقين خارج الحديقة، حتى الثانية عشر ظهرا، لم يستوعب أنها مُغلقة اليوم، ظل حائرا، حتى سمع أحد سائقي الأتوبيسات يقول "الجنينة أجازة انهاردة يا حج.. روّح بيتكوا وتعالى بكرة".
130 كيلو متر قطعها سعداوي من بني سويف للقاهرة "عيلتي جايين ورايا يوم الخميس، بس قلت أسبقهم وأشوف الجنينة"، يعمل الرجل الخمسيني في زراعة الورود، لهذا كانت زيارة الحيوانات مختلفة بالنسبة له "بس مليش نصيب بقى".
بالأمس وعد هاني ويليام بناته الأربع بفسحة مُمتعة، وفي صباح اليوم جّهزت زوجته طعام الرحلة، تزيّنت الفتيات بملابس العيد، وذهبوا للحديقة "ولما جينا ولقيناها قافلة مبقيناش مصدقين". حزن بالغ اعترى ابنة الرجل الصغرى، ذات الأربع سنوات، ظلت تطلب منه الدخول، فما كان منه إلا أن أشار تجاه النعام الذي يمكن رؤيته من خارج السور، قائلا "اتفرجي على دول يا حبيبتي وخلاص".
فيديو قد يعجبك: