قصة فريق مصري مهتم بالحياة البرية.. "احنا مش عايشين لوحدنا"

كتب- محمد مهدي:

كان المصور الصحفي محمد هشام يبحث عن قصة جديدة في مهن قد تكون غائبة عن كثيرين. وجد ضالته لدى "واتر البحري" الذي اشتهر بكونه مراقبًا للطيور، صنع فيلمًا عنه. حضرت "أمل مصطفى" عرضه في ملتقى الفوتوغرافيا، دُهشت من هذا العالم؛ فلأول مرة تتعرف على الحياة البرية في مصر فطلبت من المصور وبطل القصة تكوين فريق يهتم بالتوعية البيئة وتصوير الحياة البرية في كافة المحافظات-وفق هشام.

في البداية اقتصرت الفكرة على "الخروج بمجلة على الإنترنت وحلقات مسجلة عن الحياة البرية" كما قال هشام، وتم الإعلان عن الأمر في مؤتمر الصورة عام 2015 بالجريك كامبس، واختير اسم Wildlife Masry للتعريف بالمبادرة، قبل الإعلان عن أول رحلة لهم إلى وادي الحيتان في أغسطس من العام نفسه للتعرف على الحيوانات والطيور المقيمة في صحراء الفيوم.

بعد أشهر قليلة، بدا للفريق أن المجلة ليست كافية. يقول البحري "عملنا هيكلة للمبادرة وبقى ليها أهداف أكبر" أولهم هو التوعية البيئية من خلال الرحلات مثل السباحة مع الدولفين، وأيضًا عمل ندوات في المدارس والجامعات للحديث عن أهمية الحيوانات وضرورة المحافظة على الحياة البرية بمصر.

كما تهتم المبادرة بعمل رحلات خاصة بمراقبة الطيور في القاهرة والنوبة بأسوان "بنخرج فيها بمراكب كياك، ودي أول مرة تُنظم في مصر" وأخيرًا عمل ورش ورحلات تصوير متخصصة فقط في الحياة البرية سواء في النيل أو البحر أو السماء.

على مدار أكثر من عامين، نظمت المبادرة نحو 15 ورشة تصوير عن الحياة البرية، و20 محاضرة في المدارس والجامعات، ومثلها في رحلات مراقبة الطيور، فضلًا عن زيارات اليوم الواحد "بتكون في بحيرة قارون ومحمية وادي الريان" بحسب البحري.

في الرحلات التي ينظمها الفريق، ترى "أمل" نوعين من المهتمين بالمشاركة "نوع عارف عن الحياة البرية وجاي يستمتع، والتاني بيجي يجرب ويتعلم". تشعر بسعادة لتواجدهما، إذ يتم تبادل المعلومات مع الأول "وبتبسط لما بقابل ناس عندها الثقافة دي" والنمط الثاني لديهم اهتمام بالغ بكل التفاصيل، "بحس إننا فعلا عملنا فرق مع ناس جديدة ونقلنا لهم معلومات جديدة".

يهتم الفريق بنشر فكرتهم عن طريق مؤسسات وجمعيات رسمية، منها الجمعية المصرية لحماية الطبيعة "بنقوم معاهم بتنظيم الرحلات ورش تصوير متخصصة في الطيور المهاجرة".

نجاح المبادرة، وشعور الفريق بأهمية ما يقدمونه للمهتمين بالحياة البرية، دفعهم لخطوة جديدة بالسعي للتعاون مع الجهات الحكومية والجامعات وغيرها "لو حد عنده بحث علمي، احنا نقدر نساعد بتصوير توثيقي للمشروع بتاعه" شرط أن يكون الأمر خاص بالبيئة.

الأحلام لا تنتهي، رغم ما حققه الفريق في الفترة الأخيرة، غير أنهم يرغبون في مزيد من التواجد وتمرير عشقهم للحياة البرية "احنا بنسعى عشان نتحول لمؤسسة متكاملة" سيتم فتح باب التطوع في الفترة القادمة "عشان مهم الفكرة تكبر وتوصل لأكبر عدد ممكن".