حلم "نادية" استمر 7 سنوات وانتهى بإغلاق مستشفى نور الحياة: "نفسي أخلف" (صور وفيديو)
كتبت - مي محمد:
جلست "نادية" يكسوها الحزن، بعد أن علِمت من إحدى صديقاتها بقرار غلق مستشفى "نور الحياة"، وأن مجهود 7 سنوات كاملة وأكثر قد ذهب هباءً، وأمنيتها بالإحساس بطفل صغير يُدغدغ أحشاءها، ربما صارت مُستحيلة "أنا كنت مستنية اليومين دول يعدوا بسرعة، كان المفروض أعمل العملية من شهر واتأجلت"، كان موعدها بالمستشفى -غدًا السبت- لإجراء عملية الحقن المجهري بما يتناسب مع إمكانيات زوجها المادية المحدودة.
جاءت "نادية" من صفط اللبن بصحبة زوجها – بائع الفول - للكشف عليها بعدما علمت بوجود مستشفى تجرى فيه عملية حقن مجهري بـ10 آلاف جنيه فقط، وهي عملية تُجرى في معظم المستشفيات بما لا يقل عن 30 ألف جنيه، بعدما كان الزوجان قد فقدا الأمل في إنجاب طفل إلا بإجراء تلك العملية، "روحت لدكاترة كتير وقالوا لي مش هتخلفي إلا بعملية حقن مجهري وكل الدكاترة قالوا لنا إن تكلفتها عالية"، لذا وقع اختيار الزوجين على مستشفى "نور الحياة"، وطوال شهرين بين علاج وعملية سحب الأجنة، ينمو الأمل بداخلهما كلما اقترب موعد إجراء العملية.
وأصدرت وزارة الصحة قرارًا -صباح الجمعة- بإغلاق مستشفى نور الحياة، لوجود مخالفات جسيمة تتنافي مع قواعد السلامة الصحية والمهنية، وحفاظًا على صحة المرضى.
"أول ما سمعت الخبر مقدرتش أقول لجوزي.. كان نازل شغله استنيته يمشي ونزلت جري"، بعدما استنفذت كافة محاولات الاتصال بالمستشفى تليفونياً. لم تخشْ "نادية" فقد الأموال بعد إغلاق المستشفي قدر حُزنها على حلمها الذي بات سرابًا.
داخل شارع هادئ متفرع من شارع مكرم عبيد الشهير، بمدينة نصر، لا يكسر سكونه سوى أصوات خطبة صلاة يوم الجمعة الخارجة من مكبرات صوت المساجد، تقع مستشفى "نور الحياة". طابقين داخل عمارة سكنية حديثة البناء، ذهب 4 من أفراد الأمن لتأدية صلاة الجمعة، بينما انتظرهم عاملان آخران لحماية المستشفى، رفقة أحد عمال النظافة. يقول أحدهم: "الجمعة إجازة للعاملين بالمستشفى.. وانا معرفش أي حاجة عن قرار الغلق.. كل اللي عارفة إن فيه عمليتين هيتعملوا النهاردة".
وكان الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، قال إنه بالمرور على جناح العمليات تبين عدم اتباع أساليب مكافحة العدوى داخل الجناح مع وجود آلات جراحية غير معقمة معدة للاستخدام، لافتًا إلى وجود عدد من أمبولات "اترابيسيلات" مدون عليها "خاص بوزارة الصحة" ومهربة من مستشفيات وزارة الصحة، بالإضافة إلى مستلزمات طبية منتهية الصلاحية.
طوال ساعة ونصف، جلست السيدة في انتظار المسؤول، للرد على استفساراتها، تدق على رأسها الأسئلة "طيب الـ 10 آلاف اللى دفعتهم كده راحوا عليا؟!.. طيب الأجنة اللي عندهم لو خدتهم هعمل بيهم إيه؟!.. يعني كدة مفيش عيال!!"، أسئلة لم تجد لها "نادية" إجابة حتى الآن.
بعد دقائق؛ قدم أحد المسؤولون الإداريون بالمستشفى، رفض الجميع الإفصاح عن هويته، دخل أحد الغرف المخصصة للكشف على المرضى، واجهته "نادية" بسيل من الأسئلة، نفى بعبارات مقتضبة خبر إغلاق المستشفى، ثم أوضح بوجه مُتجهم أن ما تم إغلاقه هو معمل التحاليل الملحق بالمستشفى فقط، وأن المستشفى مستمرة في العمل.
"إطمني، هتعملي العملية في ميعادها"، كلمات صدرت من المسؤول بالمستشفى، لم تقتنع "نادية" بها، ومع ذلك، أصرّ الرجل على اصطحابها داخل أروقة المستشفى، لم يكن هناك سوى ممرضة ومسؤولة معمل التحاليل الذي تم غلقه، حاولة إحدى العاملات اعتراض الطريق، حتى أومأ المسؤول إليهم بالموافقة، قائلاً: "خليها تشوف الست اللي عملت العملية الصبح".
وفي منتصف ممر المشفى، بالقرب من غرفة العمليات، كان هناك بابًا مفتوحًا، وسيدة مستلقية على سرير دخل غرفة، ترتدي قميصًا أزرقًا، خرجت من غرفة العمليات لتوها، في حالة بين الإعياء والوعي، أكدت المريضة أنها أجرت عملية داخل المستشفى صباح اليوم. مشهد أعاد الدماء إلى وجه "نادية" الشاحب، أقنعها الطبيب المسؤول بأنها ستُجري العملية غدًا السبت.
اقرأ أيضا:
بعد غلق "نور الحياة للخصوبة".. رسالة تحذيرية من مساعد وزير الصحة للمستشفيات
آخرهم "نور الحياة للخصوبة".. الصحة تغلق 4 مستشفيات خاصة في 2018
فيديو قد يعجبك: