إعلان

"صبحي" بعد الثمانين.. يمارس الرياضة ويتناول طعاما صحيّا ويحلم بزيارة فرنسا (صور)

05:07 م الخميس 15 مارس 2018

صبحي عبدالعال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت-دعاء الفولي:

تصوير-كريم أحمد:

في فبراير الماضي أتمّ صبحي عبدالعال عامه الثمانين. يُنبه على عائلته ألا يُذكرونه بيوم مولده، لا لشيء إلا لعدم اعترافه بالرقم "المهم اللي انا عملته". لا تُشبه حياة عبد العال من في مثل سنه؛ له روتين يومي لا يحيد عنه منذ 60 عاما؛ يستيقظ في السابعة صباحا، يتناول بعض الطعام، الفاكهة ثم يشد الرحال إلى صالة الألعاب الرياضية بنادي الشمس في القاهرة. له في "كمال الأجسام" و"المصارعة" بطولات كثيرة في الصغر. حينما كَبُر حافظ على لياقته، ظل جسده يتحرك بخفة، يُضرب به المثل في الرشاقة، لا يمنعه التقدم في العُمر قدر المستطاع عن ممارسة حياته التي اختارها.

 

 

الرياضة بالنسبة لعبدالعال مُقدسة. بدأ الأمر بالجمباز منذ كان عُمره 8 سنوات، ثم امتد لكمال الأجسام، المصارعة الحرة وغيرها من ألعاب القوى. لم يكن الشاب وقتها يتعامل مع ممارسة الرياضة كأقرانه "مكنش فارق معايا أخلي شكلي كويس.. بس كنت عامل زي اللي بيحب واحدة.. أروح في أي حتة أفكر في الرياضة".

____   1

كل ذلك لم يكن من فراغ؛ كانت والدته تسانده بقوة. تعوّد في المرحلة الثانوية أن يتدرب فوق سطح منزله مع ثلاثة من أصدقائه "كان لينا ميعاد ثابت بعد المدرسة يوميا"، غير أنهم أحيانا ما خلفوا موعدهم معه، لكن الأم لم تفعل، كانت تطلب منه إبلاغها بكيفية مساعدته "كانت تقعد بكرسي ورايا وانا نايم وترفع معايا البار براحة وتناوله ليا.. عمرها ما ملّت مني أبدا".

____  2

في نادي الشمس يعرف الجميع الرياضي الثمانيني. يدخل صالة الألعاب الرياضية فتكسو الجدية ملامحه الودودة "مفيش حاجة تعطلني عن اللعب إلا لو عيّان"، يستمر تمرينه بين الأربع والخمس ساعات، يتخللها فترات راحة. يُناديه أهل النادي بـ"كابتن صبحي".

____  3

أينما ولّى صبحي وجهه كان يبحث عن الرياضة؛ يذكر التحاقه بالخدمة العسكرية عام 1963، حينها عُرض عليه المشاركة في بطولات المهارات العسكرية، التي تتضمن ألعاب القوى وغيرها "مستنتش يكملوا الجملة.. وافقت فورا"، كان حينها قد تخرّج لتوّه في كلية الآداب وحصد بطولة الجامعة في المصارعة، وما أن خطّ بقدمه في الرياضة العسكرية "فزت بالمركز الأول على مستوى كل الجمهورية".. يضحك قائلا "الواحد برضو كان حظه حلو.. كل ما يلعب بطولة يفوز".

____  4

في المرحلة الجامعية، التقى صبحي بالفتاة التي أصبحت زوجته فيما بعد "كانت بتيجي تتفرج عليا وانا بلعب"، لم تكن السيدة التي تصغره بـ12 عاما بعيدة عمّا يحب؛ إذ ظلت بطلة في السباحة لفترة قبل أن تتوقف، لذا وضعا سويا قوانين طعام المنزل "أول ما اتجوزنا قولتلها بلاش الأكل المسبك.. بلاش السمنة والحاجات التقيلة"، التزمت الزوجة بالاتفاق "فين وفين لما ناكل حاجة زي المحشي مثلا".

 

لم يكن ذلك القانون الوحيد؛ مازال صبحي يضع في غرفته ثلاجة صغيرة مخصصة للفاكهة، يمشي الأب لأربع أبناء في الأسواق لينتقي فاكهة جيدة "بجرب كل الأنواع"، لا يسمح لنفسه أن تطلب شيئا آخر "يوم ما ألخبط الدنيا بليل ممكن آكل بقسماطة ومعاها عسل أبيض".

____  5

في صالة الألعاب الرياضية أمسى صبحي ملكا متوجها برضى من فيها. لم يدربه أحد منذ التحق بنادي الشمس قبل 40 عاما "بتابع المجلات الرياضية وبفهم الدنيا بتمشي إزاي"، يطور أدائه مع تقدم الأدوات، يسأل من حوله من الأصدقاء، ويفخر بنفسه على كل حال "عمري ما شربت سيجارة ولا أخدت حاجة تنفخ جسمي"، ينفعل حاكيا عن الوضع الآن "بقينا نشوف شباب بيموتوا من المنشطات"، يشير إلى ذراعه الأيمن مؤكدا أن عضلات الجسد تُبنى في وقت طويل.

____  6

لدى صبحي 8 أحفاد، بعضهم اتجه للرياضة بالفعل "واحد بيلعب كورة والتاني مصارعة"، يروي لهم كلما سنحت الفرصة عن الأيام الخوالي، يخبرهم كيف لم يتنازل عمّا يحب، حتى عندما نُقل إلى أسوان خلال عمله بالضرائب العقارية؛ وقتها اتفق مع صديق له في الشرطة على إنشاء مكان للتدريب على المصارعة الحرة "وبالفعل عملنا ده وعملنا بطولة بين الفروع المختلفة للضرايب".

____  7

عاش صبحي عمره "بالطول والعرض"، كما يقول. حاول في سنواته الثمانين تخطي الأزمات والألم قدر المستطاع "مبحبش أبص ورا ضهري.. اللي حصل حصل والأعمار بتاعة ربنا.. ليه نفكر في اللي جاي ونتضايق".. ذلك هو شعاره في الحياة، أما أحلامه فمازالت متّقدة ينتظر تحقيقها "نفسي أسافر فرنسا ثم ألف بقية دول العالم"

 

 

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان