لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مش مجرد صور على حيطة".. قصص إنسانية في معرض "سرد"

05:17 م السبت 22 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

ثمّة حالة وحكاية لكل صورة، وراء بطلها وكذلك مُلتقِطها. لكن في معرض "سرد" الذي أقيم ضمن فعاليات أسبوع الصورة للقاهرة، كان وراء كل صورة ثلاث حكايات.

11 عملًا وثائقيًا مصوّرًا، تراصوا على جداريتي مبنى كوداك وتمارا التاريخيين، فيما ضّم الأخير عرض لمشروعين فيديو. خلف كل قصة تفاصيل مر بها المُصور وبطل الحكاية، كذلك مُنسق "سرد"، المصور الصحفي والوثائقي صبري خالد، الذي اختبر تجربة تنسيق معرضًا لأول مرة خلال مشوار امتد لثلاثة عشر عامًا في عالم التصوير.

كان المعرض افتتاحية أسبوع القاهرة للصورة، الذي أُقيم لأول مرة في مصر في الفترة من 22 نوفمبر وحتى نهاية الشهر ذاته. الفكرة جاءت من الجهة المُنظِمة للمهرجان فوتوبيا -وهي مدرسة مستقلة للتصوير في القاهرة تكرس مهامها لصناعة الصورة بمصر والمنطقة- فيما لاقت ترحيبًا من المصور الشاب "المعارض جزء أساسي من مهرجانات التصوير في العالم كله"، كل مهرجان ينطبع بسمت وروح خاصة "والناس كان لازم تشوف حاجة خاصة بالمدينة دي".

لا يلقى التصوير اهتمامًا كبيرًا في مصر، بحسب ما يراه المصور الشاب، يسرد ما يجري في المهرجانات العالمية لنشر ثقافة الصورة، عبر ما يُسمى بأطراف المعرض "بيعلقوا في الأماكن العامة زي الكافيريات مثلًا صور في المدينة لمدة إسبوع، عشان الناس تستمتع بيها وتبقى بتشوف فوتوجرافيا في الشارع والمطعم والقهوة".

حاول صبري أن يصنع شيئًا مُختلفًا، لم يكن قد انتقى المشروعات المصورة بعد، لكنه حين تجول داخل مبنى تمارا، حيث يُقام المعرض، شعر أنها انطلاقة لخلق حدث بروح مختلفة. للمكان فلسفة وطاقة ما شعر بها المصور الشاب، إضاءة دافئة غير أن "كل ما بتتقدم جوة المبنى بتحس إنك بتتخنق شوية والهوا بيقل، هنا حسيت إن في خط أمشي عليه في اختياري للقصص ومكان عرضها في المكان".

بين مشاريع ذاتية، سرد عبرها المصورون قصص تخص عائلاتهم مثل مشروع المصور إبراهيم عزت، والمصورة أمينة قدوس، أو أخرى تتعلق بالمدينة مثل بسام عن الإسكندرية، وصبري خالد عن منطقة وسط البلد، وأخرى من خارج مصر مثل قصة المصورة المصرية الوحيدة الفائزة بجائزة الصورة الصحفية العالمية هبة خميس عن كي الثدي في الكاميرون، أو التعايش في رواندا للمصور حمادة الرسام "لكن حكايتهم بتمّس مجتمعنا برضو".

حين استقّر صبري على إحدى عشر قصة، بدأت رحلة أخرى داخل أركان مبنى تمارا "اختارت مثلًا أوضة ضيقة من غير شبابيك لقصة هبة خميس لإنه مشروع قوي بس في نفس الوقت حكايته تعيسة".
فيما فكّر في طريقة مختلفة أكثر لعرض قصة المصور إبراهيم عزت عن قصة حُب من المنيا جمعت والده ووالدته "عشان ترتبط بالحكاية محتاج تشوفها كلها"، طُبعت الصور بحجم أصغر من نظيراتها في المعرض، تدلّت من حبل مُثبت على جانبي الغرفة "وكنت حاطط كرسي عشان الناس تقعد تبص عليها بروقان".
كان المهرجان مساحة للحديث عن كل ما يتعلّق بالصورة، 80 محاضر تناوبوا النقاشات على مدار ثمانية أيام داخل المبنيين، مُحلق كلٍ منه في عالم مختلف من التصوير؛ من الصحفي، الوثائقي، الأزياء، الطعام، السفر، البورتريه، السينمائي والدعائي، فيما ضّم في برنامجه لقاءات للمخرج السينمائي أبو بكر شوقي، المخرجة هالة القوصي، المصور السينمائي أحمد المرسي، ومخرج الإعلانات علي علي.

في القصص المُثّبتة داخل المعرض، كان للعالم الأزرق مكانًا، حيث وثّقت المصورة الصحفية لبنى طارق حياة المصابين بالتوحد، اقتربت منهم أكثر، عايشت تفاصيل حياتهم، فانطبع ذلك في قصتها، بينما قدّم أحمد ناجي دراز في قصة "جري سريع" سِباق عربات "الكارو".

من فرنسا، الدنمارك، إيطاليا، هولندا، بريطانيا، ألمانيا، أمريكا، لبنان، السعودية، ومصر وَفِد المحاضرون، على المنصة يصعد رواة القصص البصرية، صناع أفلام، ومجالات فنية أخرى، غير أن أسبوع القاهرة للصورة شهد فعاليات أخرى مختلفة، مثل تواجد ستوديوهات متاحة للتصوير، وفرصة لتقييم أعمال المشاركين بالحدث (بورتفوليو) من خلال المصورين المحترفين المتواجدين، بالإضافة إلى خدمات مثل تنظيف كاميرات وطباعة مجانية.
لم يكن اختلاف المعرض في طريقة تنسيقه وحسب؛ أراد صبري أن يقدم كل مصور تجربته، يمنح الحاضرين فرصة أكثر للسماع عن رؤيتهم البصرية "المتعارف عليه في المعارض إن أصحاب الصور بيحضروا أول يوم بس"، لكن ذلك ما لم يحدث في "سرد".
خلال أسبوع القاهرة للصورة كان اللقاء؛ استقر المصورون في مقاعدهم بينما تعرض شاشة مثبتة كل مشروع، فيما كان يقود صبري النقاش. يبدأ كل مصور في سرد حكاية مشروعه، فيما تدور الأسئلة من الحاضرين عليهم "كان لازم يبقى في مجال مفتوح، ويبقى الموضوع من اتجاهين للمتلقي والمصور".
في المعرض تمتد الأقدام مُقبِلة على المشاريع المُعلّقة، تجوب مبنيين كوداك وتمارا، تُمرَر الأعين على القصص المُعلقة، فتمتلأ بتفاصيل بشر بات لهم مكانًا في أنفسهم بفضل القصص المُصورة، فيما يسعد صبري حين يرى اهتمام الحاضرين، يُثمّن التجربة حتى وإن شابها أخطاء المرة الأولى "كان مهم بالنسبة لي ميبقاش معرض نخبوي وإنه يمّس الناس، مش مجرد صور متعلقة على الحيطة".

فيديو قد يعجبك: