"فترة خير على الكل".. كيف يقوم 700 عامل بمهامهم في قاعة منتدى شباب العالم؟

كتب - محمد سامي ونانيس البيلي:

ما بين منظمين وحضور ووزراء، ينتشرون هم كما خلية النحل، لا تُسلط عليهم أي أضواء، فيما يَضعون نُصب تركيزهم على الوفود والمشاركين.

700 عامل تتوزع مهامهم على الخدمة والنظافة داخل قاعة المؤتمرات الجديدة بشرم الشيخ التي تحتضن منتدى شباب العالم في نسخته الثانية، الكل يعمل لراحتهم، جنود مجهولة يمارسون عملهم بيقظة ونشاط لخروج المنتدى بشكل مُبهر إلى العالم أجمع.

"محمد فهمي".. أقدم عامل في قاعة المؤتمرات، يعمل - ابن الـ23 ربيعًا - بالمكان منذ 5 سنوات، حضر عدد من الفعاليات التي أقيمت بالقاعة الكبرى في منتجع "جولي فيل" منها المؤتمر الاقتصادي ومؤتمر الشباب الأول ومنتدى شباب العالم الأول، والآن يخدم ضمن 30 فرد من العمالة الأساسية بقاعة المؤتمرات الجديدة الحاضنة للمنتدى الحالي، وباقي الأيام يعملون داخل أحد الفنادق المُلحقة بالقاعة.

قبل أيام من انطلاق المنتدى؛ انضم مئات من العمال لـ"محمد" ورفاقه، ووصل عددهم لنحو 700 عامل موزعين على مهام "المطبخ والنظافة والخدمة والفندقة". يقول "محمد" إنهم يأتون من مختلف أنحاء الجمهورية عن طريق شركات إلحاق العمالة الخاصة، ويعملون باليومية التي تتراوح ما بين 100 جنيه إلى 150 جنيه تتوقف على حسب طبيعة العمل والمكتب القادم من خلاله.

تعليمات صارمة تُفرض على هؤلاء الجنود المجهولون، بحسب ما يذكر الشاب السكندري، يأتي في مقدمتها مُباشرة مَهامهم دون الاحتكاك بالضيوف إطلاقًا، بجانب الالتزام بقواعد المظهر اللائق مثل النظافة الشخصية، حلاقة الذقن، وقص الأظافر، ويتولى عدد من المشرفين مُراقبة تطبيقها ومحاسبة المقصرين "واللي بيخالف التعليمات دي بيتم استبعاده من العمل".

15 يومًا متواصلة يمارس العمال مهامهم بدَأب، غالبًا ما تكون خلال انعقاد المؤتمرات والفعاليات الكبرى "بنيجي قبل الحدث بيومين نجهز الدنيا وبعد ما بيخلصوا ننضف الأماكن والقاعات ونمشي"، بعدها يحصلون على 7 أيام إجازة قبل أن يعودوا لمهمتهم مرة أخرى.

يرتدي عمال القاعات والمطعم زي رسمي مكون من بذلة سوداء وقميص أبيض، أما عمال النظافة والمطبخ غالبًا ما يلتزمون بتيشيرت أبيض وبنطال أسود.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يخدم فيها "محمد" بفعاليات كبرى، إلا أنه يقول إن المنتدى الحالي هو الأكبر والأضخم من حيث عدد الحضور، فالقاعة الجديدة تبلغ مساحتها نحو 30 ألف متر، وعدد المشاركين يتجاوز 5 آلاف شاب وفتاة يمثلون 160 دولة حول العالم "وده بيضيف علينا أعباء وخلاهم يزودوا عمالة كتير في القاعة".

لا يجد الشاب السكندري ورفاقه أي صعوبة في التعامل مع الوفود الأجنبية، فيؤكد أن التواصل بينهم يقتصر على تقديم الخدمة، في ذات الوقت اكتسب الشاب العشريني - الحاصل على دبلوم متوسط - خبرة كبيرة وتعلم بعض الكلمات الإنجليزية "اللي بتخليني قادر أتعامل مع أبسط حاجات بيطلبها الحضور".

"فترة خير على الكل" يصف "محمد" منتدى الشباب الحالي، فالرزق الوفير سيُعم على العمالة الموسمية المتواجدة، سيستمر عملها لعدة أشهر، حيث ستُعقد عدة مؤتمرات كبرى خلال الفترة المقبلة، منها مؤتمر البيئة الذي سييبدأ في 8 نوفمبر الجاري ويستمر لـ17 يومًا، بعدها سينطلق مؤتمر الكوميسا الشهر القادم، بخلاف حفلات رأس السنة التي ستنظم في ذات القاعة "يعني العمال دول مش هيمشوا قبل شهر يناير، دول ناس غلابة بيحاولوا يحسنوا دخلهم".