لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"شائعة كل سنة".. إمام مسجد النور: قصة النصب بنعش ميت "محصلتش"

03:45 م الجمعة 30 نوفمبر 2018

مسجد النور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نانيس البيلي:

"داخل أحد مساجد القاهرة، وبينما يستعد الإمام لصلاة الجنازة على الميت؛ أوقف صوت جموع المصلين قائلاً: لا تصلوا على هذا الميت إن لي عنده دينًا يبلغ 5000 جنيه، فصرخ شاب استني لما نصلي على أبويا وبعدين هنديك اللي أنت عايزه؛ وأمام إصراره جمع المصلون المبلغ وتبرعوا به لابن المتوفى فأعطاه للرجل وصلوا الجنازة، وحينما خرج كل المصلين انتظر الإمام أهل الميت ليأخذوه ولكن لم يأتِ أحد من أولاده، ساوره الشك فاتجه إلى الميت وكشف الغطاء فإذا بسجادة ملفوفة فاضية!".

كان ما سبق هو قصة –غير مؤكدة- انتشرت قبل يومين عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتداولها الآلاف بين تعليقات غاضبة "كده بيهدموا المروءة والشهامة"، "القيامة شكلها قربت"، "الذين تبرعوا لهم الأجر بنياتهم والذين نصبوا لهم جهنم"، ولم تخلُ التعليقات من السخرية والطرافة "افرشوا السجادة في الجامع وربنا يعوض عليكم"، بينما حاول "مصراوي" التأكد هل هي قصة حقيقية أم مفبركة؟.

صاحب البوست "ميعرفش حاجة"

"شائعة كاذبة لم يحدث أي شيء من ذلك" يقولها ضاحكًا الدكتور "عباس صالح" إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية -المسجد المشار إليه في القصة-، ويضيف أنه لا يجوز جمع تبرعات في المساجد "ممنوع وعمرنا ما نسمح بده حتى لو سداد دين لمين، معنديش قانون بكده".

وبالتواصل مع صاحب البوست المنشور عبر الصفحات، قال "أحمد حسونة" إنه لا يعلم صحة القصة من عدمها "بوست كل سنة بينزل، عملتله إعاده نشر فقط، أما حوار الموضوع حقيقي أو لأ، ده الله أعلم"، بعدها طلبنا منه البوست الأصلي الذي أعاد النشر منه فأرسله لنا. نفس الأمر أكده لمصراوي صاحب البوست الأصلي "أحمد يحيى": "أنا ماعنديش معلومات مؤكدة، مجرد بوست نقلته من إحدى الصفحات لا أذكرها".

Untitled

ويوضح "صالح" لمصراوي أن تلك القصة مجرد شائعة سمع بها قبل ثورة 25 يناير على مسجد آخر، وأنه قرأها قبل أشهر عبر "فيسبوك" وأرسل تكذيبًا لوزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ويشير إلى أنه في حالة حدوث مثل هذا الأمر سيوقف الصلاة فوراً "وأمشيهم ياخده يصلي عليه في بيته أو منطقته، لكن إحنا منقدرش نسمح بالتهريج ده".

بطيخ الشيخ

تلك القصة المنتشرة عبر الفضاء الإلكتروني كانت نواة لفيلم تونسي قصير باسم (بطيخ الشيخ) مدته 23 دقيقة؛ من إنتاج العام الجاري وعرض بمهرجان الجونة السينمائي، يروي قصة إمام مسجِد يحظى بالاحترام والتبجيل بين جماعته، يؤدي في يومٍ صلاة الجنازة على سيدة مجهولة لا يعرفها، بعدما أتي طفلان للمسجد ومعهما نعش ميت.

وقبل البدء في الصلاة أوقفهم شخص طالبًا من الصغيرين سداد دين أمهما المتوفاة، فبادر الإمام وطلب من المصلين جمع تبرعات وهو ما تم بالفعل وأعطى الطفلان الأموال للشخص، لكن بعد الانتهاء من الصلاة انصرف الجميع ولم يجد الشيخ الابنين، ففتح النعش ليفاجأ ببطيخ.

47400388_2211234642482211_3928576452160651264_n

دور إمام المسجد بالنسبة للجنازة يقتصر على الصلاة على المتوفى وإقامة الشعائر طبقًا لحدود الشرع "بمعنى نقول للناس كيفية الصلاة على الميت وندعو له" بحسب "صالح"، ويضيف أنه يُبَلغ بصلاة الجنازة من أهل الميت قبلها فيتولى هو الصلاة ولا يسمح لأحد بالاقتراب من الميكروفون إلا إمام المسجد "لأن أي حد بيجي ميت منعرفهوش، فإزاي نسمح بنصب في الجامع؟!".

إجراءات رسمية معينة حددتها وزارة الأوقاف لمن يحتاجون المساعدات المادية، بحسب إمام مسجد النور، وذلك عن طريق قسم التبرعات بوزارة الأوقاف "لو أنت فقير ومحتاج روح قدم ورقك ولو تستحق هتاخد".

ماكينة الشائعات على السوشيال ميديا

2018_2_15_15_13_47_810

الشائعة عادة ما تبدأ ببوست مجهول على أحد الحسابات الحقيقية أو المزيفة بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً فيس بوك، تتناقله صفحات مجهولة، ومنها يتداولها عدد كبير من رواد السوشيال ميديا، قد يتم تكذيبها من جهة رسمية مثل "معلومات مجلس الوزراء"، أو تظل منتشرة في الفضاء الإليكتروني.. لتصبح مواقع السوشيال ميديا أشبه بـ"ماكينة لإنتاج الشائعات" التي تنتشر بين أوساط المصريين وتتسبب في حالة من الارتباك.

وفي يوليو الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدولة واجهت 21 ألف شائعة فى 3 شهور الهدف منها بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط. وفي تقرير معمق أعده مصراوي فإن إجمالي عدد الشائعات التي نفاها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، منذ أول تقرير يصدره المركز التابع لمجلس الوزراء في أكتوبر عام 2014، حتى منتصف فبراير الماضي بلغ "612 شائعة".

لقراءة التقرير:

612 شائعة رصدتها الحكومة.. كيف تعمل ماكينة الشائعات على السوشيال ميديا؟

فيديو قد يعجبك: