بدلا من الزفاف.. عروسان يتكفلان بتعليم "يتيمة" في الأردن
كتبت- شروق غنيم:
لم يكن للأمر موضع تردد في نفس الشريكين؛ منذ اللحظة الأولى التي تعاهدا فيها على استكمال حياتهما معًا وأرادا بداية مختلفة. بداية قد تجد رفضًا لكنها ستُرضي أرواحهما.
قبل إقامة زفاف الثنائي بأسبوع، واجها أهلهما بأنهما لا يريدان إقامة حفل، كما يحكي عبدالرحمن الرفاعي وزوجته تسنيم صوالحة لمصراوي. رغبة كانت كامنة في نفس الشريكان منذ حفل الخِطبة "نحنا ضد عادات العُرس عنّا في الأردن، كتير مصاريف بدون ضرورة"، لذا قررا وضع هذا المبلغ في مشروع أكثر نفعًا "نعمل إشي خيري يباركلنا بداية حياتنا".
في الأردن قد يتكلّف حفل الزفاف قرابة ستة آلاف دولار "هاد الحد الطبيعي للأسر المتوسطة، لكن أحيانًا في ناس تدفع بالعشرين ألف هاد اللي حالتهم المادية أعلى شوي" يحكي الشاب صاحب الـ28 ربيعًا.
اختمرت الفكرة في عقل تسنيم في البداية "إجت حكتلي ليش نحرق مبلغ زي هيك في ساعتين بس؟"، كانت تقرأ الفتاة صاحبة الـ23 عامًا عن أفكار بديلة لإقامة حفل الزفاف "متل استثماره في حياة العروسين أو يعني في كتير شغلات ممكن نعملها بهيك مبلغ".
تطبيق الفكرة لم يكن سهلًا "خصوصًا لأهل البنت لإنهم بيحبوا تقاليد العُرس أكتر، وإنه ليش هيك وكيف بدنا نفرح؟"، لكن مع الإصرار بات موقف العروسين أقوى "رجعوا اتشجعوا، ولإن الفلوس هتروح لمشروع خيري، فما يقدروا يوقفوا في طريق إسعاد حياة بني آدم، فصارت الكفّة بترجح للتبرع".
لا يعني عدم إقامة حفل زفاف أنه لا مجال للفرحة، اتفق الثنائي على ذلك مع أهلهما "تسنيم لبست فستان أبيض وطرحة متل كل البنات وعملنا حفل عائلي صغير"، قرابة عشرين شخصًا فقط من أقارب العروسين حضروا الحفل المتواضع "ضحكنا ورقصنا واتبسطنا، متل ما كنا راح نعمل في الصالة –قاعة الأفراح- لكن من دون ما نرمي فلوسنا بالأرض زي ما إحنا شايفين".
انتقى الشريكان المشروع الخيري بعناية، ارتأى الشريكان في إحدى الفتيات أملًا، بينما لا تزال تدرس في صفها الثاني الجامعي لكنها لا تقوى على دفع تكاليف الدراسة "نحنا في الأردن ممكن توصل الدراسة لـ17 ألف دولار، وهديك البنت والدها متوفي ما في معين لأسرتها، وبتشتغل 15 ساعة في العطلة لحتى تجمع فلوس دراستها".
على الفور دفعا تكاليف الدراسة لها "لحد التخرج، وطلبنا منها بكِل وِد بعد ما تخلص دراستها إذا ربنا يسّر أمورها، تكفل دراسة شخص آخر غير قادر"، سعادة غمرت الشريكين، حين أبصرا سعادة الفتاة "وإننا بنقدر نعمل إشي حلو يفرحنا عنجد، غير ما تُمليه علينا العادات والتقاليد وإنها ليلة لا تعوض"، كانت نظرة الفتاة هي "ليلة العمر" بالنسبة لهما وليس حفل الزفاف.
فيديو قد يعجبك: