اطلبوا النجاح ولو في الصِين.. فيلم مصري يفوز بجائزة في هونج كونج
كتب- محمد مهدي:
يكفي الإنسان أحيانًا أن يحلم، أن يحلق بخياله واجتهاده إلى مساحة أبعد من المُعتاد، هؤلاء يمنحهم القَدر نجاحات كبيرة بِقَدر أحلامهم، هذا ما رددته "زهرة أشرف" داخلها وهي تجلس بقاعة الاحتفالات بجامعة هونج كونج الصينية، بجانبها زميلتها "يارا مجدي" في انتظار نتائج مشاركتهم في المهرجان الذي يضم عشرات الأفلام من مختلف دول العالم، قبل أن يتلقيا الخَبر السعيد "فوز مصر بالجائزة الأولى عن أفضل سيناريو لفيلم رحال" تقول زهرة بفخر.
بينما تخطو زهرة بارتباك الفَرحة مع زميلتها نحو خَشبة المسرح لاستلام الجائزة، كان عقلها يُفكر في رحلة العمل منذ لحظته الأولى، كأن الوقت يمر بُبطء، تستعيد مع كُل خطوة ما جرى للفيلم الفائز، منذ أن طرحت فكرته لتنفيذه كمشروع تخرج في كلية آداب إعلام بجامعة حلوان "كنا عايزين فيلم يأخد المركز الأول في 2017 والجامعة تتكلم عنه ويوصل لأكبر عدد ممكن من الناس".
كانت الفِكرة تدور عن رحلة كتاب "من أول ما بيتولد وهو لسه ورق أبيض في المطبعة لحد ما يتحول كتاب ثم يروح المكتب، ويقع من إيد لإيد" راصدًا ما يدور له في سيناريو مُحكم كتبته "يارا" قبل أن يتحول إلى صورة على يد زهرة رفقة المصور أحمد رأفت، ورؤية فنية منهم جميعًا، بمساعدة فنانين شاركوا في إتمام العمل دون أجور "الفنان أحمد أمين كان صاحب التعليق الصوتي، رحب بينا وسجلنا معاه ورفض يأخد أي فلوس" وهو ما فعله مصطفى عيسى حين قام بأعمال المونتاج.
دهشة علت وجوه لجنة التحكيم في الجامعة، عندما علموا أن الفيلم لم يتكلف سوى 4 آلاف جنيهًا فقط "أجرنا معدات مكنتش ضخمة، كاميرا ومايك" هم من قاموا بأداء الأدوار التي يحتاجونها في العمل "وطبعنا الكتاب عند والد صديق لينا، وصورنا في الشارع ومكتبة معروفة مخدش فلوس" التركيز انصب على إتمام روح الفِكرة أكثر من البحث عن صورة مُبهرة.
حصل "رحال" على المركز الأول في مشاريع التخرج، سرت سعادة بالغة في قلوب فريق العَمل، لكنهم لم يكتفوا بذلك "قدمنا في عدد كبير من المسابقات، كان يهمنا إنه يتشاف أكتر" وبالفعل شارك في مهرجان إسكندرية للأفلام القصيرة العام الماضي، ومهرجان الجامعات المصرية بجامعة القاهرة، وفاز بالمركز الأول في مهرجان جامعة الشروق "واترشح كمان في مهرجان كارديف ببريطانيا، وقريب يتعرض في إيطاليا".
من بين المهرجانات التي تقدموا إليها هو مهرجان هونج كونج الذي يهتم بأفلام الطلبة من مختلف دول العالم "جاتلنا دعوة من فترة إننا اتقبلنا ولازم نسافر"إلى الصين انطلقت زهرة مع يارا، حين وصلا إلى هناك شعرا بأجواء طيبة من قِبل القائمين على المهرجان، في العرض الخاصة لرحال كانت ردود الأفعال جيدة "أكتر من حد كلمنا إنه اتبسط، وخرج عندي قالنا لازم نقدم في مهرجانات عندهم من إعجابه بالفيلم".
في اليوم الختامي للمهرجان وإعلان النتائج، توتر امتلك "يارا" لكن زهرة كانت تبث الطمأنينة بكلماتها "قولتلها إننا وصلنا لهنا ده إنجاز في حد ذاته" بعد دقائق بدأت أجواء الاحتفال بالأفلام الفائزة، حين وصلت إدارة المهرجان إلى جائزة أفضل سيناريو قالوا إن الفيلم المصري هو الفائز "من الدهشة افتكرنا إن فيه أفلام مصرية تانية مشاركة، لحد ما لقينا الناس بتزقنا وهما مبسوطين عشان نطلع على المسرح".
بين يديها أمسكت زهرة بالدِرع المُقدم لهما، خفق قَلبها، بجانبها علت ابتسامة كبيرة وجه يارا، صفق لهم الحضور لدقائق، لحظات لا توصف، مشاعر حانية تتدفق عليهما، النجاح له طَعم لا يُنسى، وعندما عادا إلى مقاعدهما "الناس اديتنا طاقة كبيرة من الحب والاهتمام، فيه ست استرالية جت باركت وقالت إنها كلمت صديقاتها من مصر وبلغتهم الخبر" كانت تلك المواقف والآراء المشجعة هي الأهم بالنسبة لهما "رأي الجمهور هو اللي بيهمني في الأساس، لأنه بيتفرج بقلبه من غير قواعد ولا شروط".
فيديو قد يعجبك: