إعلان

وشم مكان الندوب.. ناجيات من سرطان الثدي يُخفين آثار المرض

06:34 م الجمعة 05 أكتوبر 2018

إحدى الناجيات من سرطان الثدي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

ترجمة - هدى الشيمي:
سرطان الثدي يختلف عن غيره من الأمراض السرطانية الأخرى، فهو لا يؤثر على الحالة الصحية أو النفسية للمرأة، ولكنه يؤثر على جسدها أيضًا، وعلى طريقتها في التعامل مع نفسها وعلى رؤية الآخرين لها، إذ تستيقظ المرأة من العملية تجد نفسها تفقد أحد أهم أعضاء جسدها.

ولأنه أكثر الأمراض شيوعًا في العالم؛ خصصت منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بالمرض في بلدان العالم كلها.

وتقول منظمة الصحة العالمية، على موقعها الرسمي، إن ما يقرب من 1.38 مليون حالة جديدة للإصابة بسرطان الثدي يتم تسجيلها سنوياً، وأكثر من 45 ألف حالة وفاة جراء المرض ذاته.

وفي محاولة لبث التفاؤل بين الناجيات والمريضات؛ نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، على موقعها الإلكتروني، 7 قصص لناجيات تمكن من التغلب على شعورهن باليأس والاحباط، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن من خلال رسم وشوم جذابة مكان الندوب الناجمة عن عملية إزالة الثدي. وكانت قصصهن كالتالي:

سارة بي، كولشستر بريطانيا

وجدت سارة تصلبًا في ثديها في عام 2005، وبالرغم من أن طبيبها لم يكن مهتمًا بالأمر، إلا أنه ارسلها لإجراء فحصًا شاملاً. أُصيبت سارة بصدمة كبيرة عندما اكتشفت أنها مصابة بسرطان ثدي في المرحلة الثانية.

أجرت السيدة البريطانية عملية استئصال لثديها، منعًا لتفشي المرض في أماكن أخرى في جسدها، ثم أجرت عملية إعادة بناء للتخفيف من حدة الصدمة عندما تستيقظ في الصباح ولم تجد ثديها.

وفي عام 2012، وجدت أن المرض انتقل إلى ثديها الآخر، ما دفع الأطباء إلى العودة إلى نقطة الصفر، وتوجب عليها الخضوع للعلاج الإشعاعي، وكانت تخشى من ألا تتمكن من إجراء عملية إعادة بناء مرة أخرى، خاصة وأنه في بعض الحالات يصبح الجلد أسمك.

خضعت سارة للكثير من العمليات الجراحية على مدار الاثنى عشر عامًا الماضية.

تقول سارة إن قرارها برسم الوشم ساعدها على تعزيز ثقتها بنفسها، وهي تحب النظر إليه، وتمنت لو أنها رسمته في وقت مبكر.

وتتابع بقولها: "الرعب الذي عشته خلال الـ12 عامًا الماضية كان مكتوبًا بهذه الندوب، أنا كواحدة من الناجيات كان عليّ أن أعيش كل هذه التفاصيل كلما نظرت إلى المرآة، ولكن الآن أشعر أن جسدي أصبح أجمل، فهناك قطعة فنية رائعة يمكنني النظر إليها والاستمتاع بها".

سارة جي، تشيام

في مارس 2016، ذهبت سارة لإجراء الفحص الطبي الروتيني على ثديها، وكانت تشعر في ذلك الوقت أنها في أفضل حالة سواء من الناحية الصحية أو البدنية، أجرت الأشعة اللازمة ولم تشعر بأي قلق، لاسيما وأنه لا يوجد أي كتل أو تصلبات.

وبعد يومين، تلقت سارة مكالمة هاتفية من مستشارها الطبي أخبرها فيها أنها تحتاج إلى زيارة طبيب متخصص في مرض السرطان، لأنها مُصاب بكتلة خبيثة حجمها كبير في ثديها الأيسر.

تقول: "حاولت ألا أصاب بالهلع، وبذلت مجهودًا مُضنيًا حتى لا أقوم بالبحث على الإنترنت، لأني أعلم إنني في هذه الحالة سأقرأ قصصًا مروعة".

وبعد أسبوعين أجرت سارة العملية الجراحية تبعها عملية إعادة بناء، وتقول إنها كانت سعيدة بشكل الندبة التي خلفتها العملية على جسدها فكانت "خطًا مستقيمًا جميلاً ومثاليًا".

اعتقدت سارة في البداية أنها راضية عن شكل جسدها بعد استئصال ثديها، ولكن بعد رسم الوشم في مكان العملية اكتشفت أنها أصبحت أكثر سعادة، إذ أن الوشم ساعدها على الشفاء، وفي الليلة التي أعقبت رسم الوشم، شعرت سارة أن جسدها أصبح رائعًا.

إلين، أركلو، مقاطعة ويكلو

تقول إلين إنه "عندما تعلمين أنك مصابة بسرطان الثدي، ستصابين بالسأم من تكرار الجميع للعبارات ذاتها، فالكل سيخبرك بأن تكوني إيجابية، وأن تتماسكي، فكل شيء سيكون بخير في نهاية الأمر".

وتتابع: "عندما أسمع هذه العبارات، أريد أن أقول لهم عندما تصبحون مكاني، يمكنك أن تخبرني أن كل شيء سيصبح بخير".

تم تشخيص حالة إلين في 2 أكتوبر 2015 بسرطان ثدي في المرحلة الثالثة، وأخبرها الأطباء أنها مضطرة للخضوع لعملية جراحية لإزالة الثدي، خاصة وأن أي طريقة أخرى للعلاج لن تقضي على الخلايا السرطانية، ما يزيد احتمالات اصابتها بالمرض مرة أخرى. وبعد شهرين ونصف من العلاج الكيماوي، قرر الأطباء المعالجون أجراء العملية، واستئصال ثدييها الاثنين.

وبعد إجراء العملية، خضعت إلين للعلاج الكيماوي ستة أشهر، أجرت فيها 25 جلسة من العلاج الإشعاعي، وتم احتجازها في المستشفى أكثر من مرة بسبب انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، وفي إحدى المرات اُحتجزت لأنها كانت مصابة بتعفن في الدم، وأخبرها الأطباء أن فرصها في النجاة قليلة جدًا ومحدودة. و"لكنها كانت محظوظة جدًا" على حد قولها.

تقول إلين إن الأطباء لم يسمحوا لها بالعودة إلى العمل، بسبب وضعها الصحي المتدهور، ولكثرة احتمالات إصابتها بالمرض مرة أخرى، تقاعدت عن العمل، وقررت عيش حياتها والاستمتاع بكل لحظة، فأعدت قائمة بالبلدان التي ترغب في زيارتها، وقررت زيارة كل المدن في موطنها أيرلندا.

حظت إلين بأول وشم عندما كانت في عامها الحادي والعشرين، وتقول إن كل وشم على جسدها له مدلولاً، فلم ترسم أي منها اعتباطًا، وبعد إجراء العملية بحثت عن مكان موثوق فيه لرسم الوشم مكان الندوب، لتغطيتها برسم رائع.

لم يكن لدى إلين أي نية لإجراء عملية إعادة بناء، فالأمر لا يناسب شخصيتها أبدًا. وتقول: "اتذكر أنني نظرت إلى نفسي في المرآة، صباح يوم العملية، وقلت إنني لن اعود كما كنت سابقًا، ولكني أحب الوشم، وأحب شكلي جسدي الآن، وأنا فخورة بنفسي وبطريقتي في معالجة الأمور".

خوانتينا، سان دييغو

علمت خوانتينا أنها مُصابة بالسرطان عندما كانت في عامها الخامس والعشرين، وكانت حامل وتعيش في هاواي، بعيدًا جدًا عن عائلتها، ما أصابها بالهلع، وبعد 24 عامًا عاد المرض مرة أخرى إلى ثديها اليمين، ما يجعلها ناجية مرتين من سرطان الثدي.

تقول خوانتينا: "فقدان ثدييك ليس جميلاً، ومع ذلك الأمور باتت مختلفة كثيرًا الآن، بفضل التكنولوجيا والمعلومات، فإذا كنت أعلم وقتها ما أعرفه الآن، لما تعاملت مع الأمر بهذه الطريقة، وربما لكان بإمكاني تجنب حدوث الأمر مرة أخرى".

علمت خوانتينا أنها مصابة بالمرض في عام 1984، ولم يكن الأطباء يتعاملون مع المرض بنفس الطريقة التي يتبعونها الآن، وتقول: "الكثير لا يدركون صعوبة أن تكوني مصابة بسرطان الثدي، فالأمر يؤثر عليكِ نفسيا، وعقليًا وجسديًا وماديًا".

إلا أن الوشم الذي رسمته خوانتينا مكان الندوب ساعدها على التغلب على الكثير من المواقف الصعبة، وقررت رسم وشم على شكل جناح ملاك، للتعبير عن تضامنها مع كل "أخواتها الناجيات من المرض" على حد قولها.

كيري، شوربشير

تم تشخيص حالة كيري قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها الأربعين، وخضعت لعملية استئصال كاملة لثديها الأيسر بدون عملية إعادة بناء.

وعلى مدار عامين تعايشت كيري مع فكرة أن جانبها الأيسر مسطّح تمامًا، خاصة وأنه لم يكن هناك أي وسيلة لإعادة بناء ثديها، ما جعلها تشعر بالنقص، ووجدت الأمر مزعجًا جدًا.

تقول كيري: "شعرت بأن هناك شيء مفقود، كرهت النظر إلى الندوب، وكانت تغطي جسدها دائمًا حتى لا يرى حبيبها الندوب في أي وقت، ما أثر كثيرًا على ثقتها بنفسها".

إلا أن الوشم منحها خيارًا آخر، وقررت أن ترسم على جسدها رسم على شكل "قوس قزح" تيمنًا باسم جدتها أيريس، والتي يعني اسمها اله قوس قزح، وهي ناجية بدورها من المرض ذاته.

تقول كيري إنها بمجرد أن رسمت الوشم زادت ثقتها بنفسها، فعوضًا عن اصابتها بندوب في صدرها، أصبح لديها الآن رسمًا رائعًا.

ديانا، لندن

علمت ديانا بأنها بإمكانها رسم الوشم على جسدها خلال قراءتها لمذكرات جيرالين لوكاس، وتقول إنها تمكنت من خلاله من إضافة بصمتها الخاصة على الندوب.

كانت ديانا في عامها التاسع والعشرين عندما نزفت حلمة ثديها لأول مرة، لم تعتقد أن الأمر مهم أو خطير، ولكنها ذهبت إلى الطبيب من أجل الاطمئنان.

كإجراء احترازي، أرسلها الطبيب لإجراء الإشاعات المطلوبة، ثم أخذ خزعة من ثديها، لحسن الحظ شُخصت الحالة في وقت مبكر، لكن السرطان كان منتشرا في الثدي الأيسر بأكمله.

بدأت ديانا النظر فورًا في خيارات إعادة البناء، وعلمت أنها لا تريد أن تستيقظ من نومها وألا تجد مكان ثديها فارغًا.

لم ترسم ديانا أي وشوم على جسدها أبدًا، ولم يكن لديها فكرة عن تكلفته، أو كيف تعثر على المكان المناسب للحصول عليه، وكيف تجد رسامًا تثق فيه، حتى عثرت على مرادها بعد عدة سنوات.

حصلت ديانا على الوشم بعد ثلاثة أعوام ويوم واحد من تشخيص حالتها الصحية، وتقول إنها طوال هذه الفترة تجنبت النظر إلى نفسها في المرآة، فكلما تقع عينها على الندوب تشيح نظرها بعيدًا، وترفض التعامل مع الأمر، ولكن "بعد أن رسمت على جسدي، أصبحت أشعر أني أكثر جمالاً، فهناك قطعة فنية على جسدي".

جيل، كولشستر

تقول جيل إنه "عندما يُخبركِ الطبيب إنك مصابة بمرض السرطان، ينهار عالمك كله أمامك في لحظة واحدة، ولكن بمجرد استيعاب الأمر، ستشعرين أنك ربما تبالغين في الأمر إلى حد ما".

ذهبت جيل إلى الطبيب بعد ملاحظة ظهور بعض التغييرات في ثديها، وتبين أنه لا شيء، وخلال فحص الماموجرام، اكتشفوا أن الثدي الآخر به ورم عميق، ولم يكن بإمكانها تحديده أبدًا.

شعرت جيل في ذلك الوقت أنها محظوظة جدًا، لاسيما وأن الورم ظهر وكان بالإمكان تحديد مكان.

خضعت لعملية جراحية لاستئصال الورم، ولكني اكتشف فيما بعد انتشار المرض في صدري، لذا قررت إزالة الثديين، كان هذا قرارًا صريحًا واضحًا. وتقول: "لا يمكنني التظاهر أن الأمر برمته لم يكن مُدمرًا، لأنه في الحقيقة لم يكن كذلك، واعتقد إنني إذا كنت أصغر سنًا، لكانت صدمتي أكبر، ولكنه كان غير مؤلمًا".

لم تخضع السيدة البريطانية للعلاج الكيماوي، ولم ينتشر المرض الخبيث في باقي جسدها، كانت العملية بسيطة للغاية على حد قولها.

تقول جيل إنها لم تكن مهتمة بإجراء عملية للتخلص من الندوب، لذا قررت رسم وشم مكان العملية، وعندما أطلعت ابنتها على الأمر، رشحت لها رسامة وشوم، فكان من المهم بالنسبة إليها أن ترسم لها سيدة هذا الوشم.

ماجي، وركشوب

علمت ماجي بشأن إمكانية رسم وشم في مكان الثدي المستأصل عبر فيسبوك ، فجذب انتباهها، خاصة وأنها خضعت لعملية جراحية لإزالة ثدييها الاثنين منذ 20 عامًا، لأن توأميها وافتهما المنية بسبب المرض نفسه.

ومنذ ذلك الوقت، شعرت ماجي أن عليها تغطية جسدها، وكانت تشعر بالحرج الشديد بسبب ندوب الموجودة في جسدها، وهناك من قال لها إنها تبدو قبيحة ومشوهة.

وبينما كانت تجلس في المرسم- حيث يتم رسم الوشم على جسدها، أجرت ماجي محادثات مع الرسامة التي تُدعى إيفانا عن عملية استئصال الثدي، واتضح أنها كتبت رسالتها الجامعية عن "رسم الوشوم لتغطية آثار الندوب الناتجة عن عمليات استئصال الثدي"، وطلبت منها أن ترسم لها وشم على آثار العملية.

وبعد أسبوعين، ذهبت إليها وقمت برسم الوشم، ومنذ ذلك الوقت أشعر أن ثقتي باتت تصل إلى حد السماء، وأشعر في كل مرة أنظر فيها إلى نهدي أنهما مذهلان.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان