"لسه ولادهم ميعرفوش بموتهم".. تفاصيل مصرع مصري وزوجته في الكويت
كتبت - نانيس البيلي:
في إحدى العمارات السكنية بمحافظة حولي الكويتية، هَلع السُكان فجر الأحد الماضي، بعد مشاهدة آثار دُخان يخرج من شقة تقطُنها أسرة مصرية، هرولوا لإنقاذهم "كانوا نايمين في أوضهم واتخنقوا من الحريق"، بعدها حضرت سيارات الإسعاف ونقلتهم للمستشفى، لفظ الزوجان أنفاسهما، بينما بقي الطفلان يعانيان من إصابات بالغة، بحسب ما يروي "ساندرو سمير" شقيق الزوجة لمصراوي.
الحريق بدأ من شاحن هاتف محمول، كان موصولاً بجهاز مشترك بجوار "كنبة" بصالة الشقة "عمل شرارة بسبب ماس كهربائي"، ومنه امتد للكنبة وساعد الإسفنج المتواجد بها في اشتعال النيران بها، يوضح "ساندرو" سبب الحريق وفقًا للتحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الكويتية.
وتسبب الاختناق في وفاة الأم والأب، "لأن الشقة كلها موصلهاش الحريق، الكنبة ولعت واتطفت في مكانها، بس طلعت دخان كتير"، بينما كان تأثير الدخان أقل على الطفلين "لأن أوضتهم بعيدة شوية عن الكنبة اللي ولعت".
"هما في حالة حرجة، ادعولهم" بتلك الكلمات تلقت أسرة الزوجة "نانسي" - المقيمة في منطقة شبرا بمصر - اتصالا هاتفيا من الجيران في السادسة من صباح الأحد يخبرونهم بالفاجعة، بعدها بقليل تلقوا اتصالاً آخر، أبلغوهم بصدمة وفاة الأم وزوجها "إيهاب" داخل العناية المركزة.
قبل 15 عامًا، سافرت الأسرة إلى الكويت من أجل لقمة العيش، وأقاموا بمنطقة حولي (على ساحل الخليج العربي جنوب العاصمة)، يعمل الأب "إيهاب شاكر" من مواليد محافظة المنيا، محاسبًا قانونيًا في إحدى الشركات بالكويت، وتعمل الزوجة "نانسي سمير" مديرة موارد بشرية بإحدى الشركات، أما الابنة "كلاريا" 15 سنة وشقيقها 16 عاما فيتلقوا التعليم بمدارس الكويت.
في صباح اليوم التالي للحادث، وبعد مرور 24 ساعة، انتقل الطفلان من العناية المركزة إلى غرفة عادية "ابتدوا يفوقوا ودلوقتي حالتهم مستقرة شوية الحمد لله"، يرافقهما أصدقاء وزملاء والديهما. لكن حتى الآن لا يعلم الصغيران بوفاة والديهم، أخفى الجميع عنهم الفاجعة "لأن حالتهم متسمحش وخايفين ما يستحملوش، لسه مقلنالهمش الخبر".
"ماما وبابا فين؟" كان ذلك هو أول ما نطقت به الطفلة بعدما استردت وعيها، حاول المرافقون تهدئتها "هما تعبانين شوية بس، وموجودين في المستشفى معاكم"، أخذت تنظر لهم بذهول "بعد كده بطلت تسأل"، أما الطفل في حالة صدمة، لم يحاول أن يسأل عن شيء "بس إحنا حاسين إنهم عارفين".
شُحن جثماني الزوجين بعد يوم من الحادث، واستلمهما أقاربهم من مطار القاهرة صباح الإثنين، وظهر نفس اليوم تمت الصلاة عليهم في إحدى كنائس مصر الجديدة، قبل أن يدفنا في مقابر مدينة 15 مايو.
وفي التاسعة من صباح اليوم، سافر الشقيق الأكبر للزوجة إلى الكويت، للاطمئنان على الطفلين ومرافقتهما، لم تقرر الأسرة بعد مصيرهما، ارتباطهم بالسنة الدراسية التي بدأت أحد العوائق أمامهم "لكن على الأرجح هينزلوا مصر، لأن ملهمش حد هناك".
فيديو قد يعجبك: