"رجعت لأيام الجامعة"... فنانة تشكيلية تعود للعمل الجماعي "بعد المعاش"
كتب- محمد مهدي:
تصوير-جلال المسري:
تبدو لحظة الخروج على المعاش كنهاية مشوار طويل، يحتاج إلى التقاط أنفاس، هكذا يُفضل البعض، لكن الفنانة التشكيلية "إيفيلين عشم الله" المدير السابق لمتحف الفن المصري الحديث، لم تُحب ذلك، باتت أكثر إقبالًا على الرسم وصنع لوحات بديعة بعد سن الـ60، وحين تلقت دعوة لحضور ملتقى البرلس-الذي اختتم فاعلياته منذ أيام- وافقت على الفور "لأول مرة أشارك في أعمال جماعية من سنين.. حسيت إني رجعت لأيام الجامعة من تاني" تقولها إيفيلين بحماس.
رغم آلام القدم، نزلت "إيفيلين" إلى شوارع منطقة برج البرلس "طالما بقدر أريحهم شوية، وأعالجهم بالأدوية هفضل أمارس الأشياء اللي بحبها" لذا حين أمسكت بالفُرشاة والألوان شعرت كأنها تطير، حتى أنها صنعت 3 جداريات على البيوت "في 3 أيام ورا بعض من كتر حماسي". تمضي في كُل يوم أكثر من 4 ساعات من العمل المتواصل دون أن تشعر بالإرهاق "كان جميل اهتمام الأهالي والأطفال اللي بيقفوا يتعلموا وهما سعداء باللي بيحصل في بلدهم".
كانت إيفيلين ضمن 42 فناناً شاركوا في الملتقى، هذا الزخم دفعها إلى عوالم لم تتطرق إليها منذ سنوات طويلة "عندي طقوس من وقت ما اتخرجت في 73 مبتخلاش عنها، بس اتغيرت معاهم". حين تبدأ في الرسم تحرص على الهدوء التام، تبتعد عن مصادر الضوضاء "بقفل الشبابيك، والتليفزيون". لا تحب رنين الهاتف أو حركة المارة في الشوارع "بس معاهم بقيت بشتغل في زخم عالي، ولقيت نفسي بغني كمان طول الوقت وأنا برسم" تذكرها بينما تغني لفيروز "يا طير يا طاير على أطراف الدني".
لا تفكر الفنانة السبعينية في الراحة "الفن مفهوش التقاط أنفاس، دا جزء مهم عشان الواحد يكمل حياته" باتت ترسم كثيرًا كأنها تعوض ما فاتها في سنوات العمل التي عطلتها عن صنع لوحات بصورة منتظمة "عملت أكتر من معرض" ترفض نظرة المجتمع عن كبار السن "بره الناس بتبدأ حياتها بعد الستين وبيسافروا وبيعملوا كل حاجة".
خصال عدة تغيرت في إيفيلين بعد العودة للرسم من جديد والاندماج مع الناس "في الأول مكنتش بحب أفرط في شغلي، بكون متأزمة لو بعت لوحة" لكنها في البرلس ومن قَبل بسنوات باتت تحرص على إهداء أعمالها "لأن دي حاجة مينفعش تتكنز" وهي المشاعر نفسها التي شعرت بها بوجود رسوماتها على بيوت البرلس "بتحس إنك بتعيش من خلال أعمالك".
فيديو قد يعجبك: