داخل جاليري الشربيني.. حياة ثانية للبيوت المصرية القديمة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-رنا الجميعي:
هل فكّرت في منح حياة أخرى للمرآة في منزلك؟ أو أن ذلك الباب الذي بُلي مع مضي الزمن يتحوّل لشيء آخر؟، لا أن يكون مصيره الإلقاء في مقالب القمامة، أو بيعه لـ"الروبابيكيا"، وتفكيكه إلى قطع خُردة، هذا ما فعله وليد الشربيني، لثمان سنوات يقوم الفنان بمنح حياة جديدة لقطع الأثاث، حيث يُحوّلها إلى أعمال فنية جميلة داخل الأتيليه الخاص به في سوق الفسطاط.
يقع سوق الفسطاط بجانب مسجد عمرو بن العاص، في مصر القديمة، هناك حيث تجمع عدد كبير من فناني الحرف اليدوية، قدِم الشربيني إلى المكان منذ 13 عامًا. إذا صادفك رؤية الجاليري الخاص به، ستجد العديد من المرايا ذات الأشكال الفنية المُختلفة، هناك روح مميزة وغريبة خاصة بأعمال الشربيني، وجوه الفيوم أيضًا جُزء من المشهد بجاليري الشربيني، حيث ستجد تلك النظرة المُندهشة والعيون السوداء الواسعة لما يُعرف باسم "وجوه الفيوم"- وهي لوحات فنية تم اكتشاف أغلبها في الفيوم مرسومة على توابيت مومياوات مصرية-، كذلك ستلقى بعض القطع المنحوتة، في الأساس يتخصص الشربيني بمجال النحت.
منذ 8 سنوات اندفع الشربيني تجاه ما أسماه "إعادة توظيف الوحدات المعمارية القديمة"، وجد أنها فرصة جيدة لتغيير الدماء " تخصصي أصلًا نحت"، لكنه أحبّ إضافة مجال فني آخر لخبرته، زاده في ذلك محبّته للقطع المعمارية القديمة "كنت بشتريها وأركنها، كنت بحب أحتفظ بيها عشان صعبانة عليا إنها تتسيّح وتتعمل خرسانة"، وحينما شاهد الشربيني تلك الحرفة لدى أحد أصدقائه قرر تعلّمها.
"حبيت الفكرة، بدل ما الحاجة تترمي دلوقت أقدر أديها حياة تانية".. يتحدّت الشربيني عن أهمية ما يقوم به، على مدار سنوات تمكّن من منح "سور بلكون أو ترابزين سلم أو باب" روح جديدة، يقوم الشربيني بتفكيك المادة المعدنية إلى قطع، ثُم إعادة تركيبها في شكل آخر "ممكن أعملها كوحدة إضاءة أو مراية أو ترابيزة".
بجانب تلك الحرفة لم يترك الشربيني مجال النحت، حيث يعمل فيه منذ 28 عامًا، وحاليًا يقوم بنحت تماثيل من الجرانيت، يستمتع الفنان كثيرًا بامتهانه الفن رغم الصعوبات التي يُقابلها "فيه أوقات بيبقى فيه كساد في السوق، وفيه صعوبة في التعامل مع أدوات بتأدي لإصابات أحيانًا"، رغم المشاكل التي تواجه الشربيني من وقت لآخر، إلا أنه لم يستسلم لفكرة ترك مجال الفن مُطلقًا، حيث يرى أن الأهم هو أن تعمل في مجال يبعث السعادة في النفس "سوق الفن هو رفاهية في أي حتة في العالم، لأنه بيعتمد إن الناس عندها فائض من المال عشان كدا هيشتروا، دلوقت مفيش فائض عند الناس"، ذلك بالإضافة إلى أن السياحة عامل أساسي في انتعاش سوق الفن في مصر.
داخل الورشة الخاصة بالشربيني يقوم بالعمل بشكل يومي، عمل أشبه بالسحر، حيث تمنح يداه القطع القديمة القادمة من البيوت المُهدّمة حياة أخرى، يسمح الفنان لعُملائه المصريين والأجانب بالقدوم إلى الورشة "فيه ناس بتحب تشوف الشغل قدامهم، كمان فيه اللي يحب يقترح شكل معين جديد حابب يشتريه"، ورغم تشابه بعض الأشكال والقطع الفنية داخل الجاليري، إلا أن هناك قطع نادرة كما يصفها الشربيني "فيه قطع مبتتكررش، بتبقى جاية فالتة، ولما بعرضها على ناس متخصصين بيأكدوا إنهم ميعرفوش يعملوا زيها".
حينما يُصادف الشربيني تلك القطع النادرة لا يقوم بتغييرها "عندي عينات من إزاز قديم توقف انتاجه، لما بلاقي عينة زي كدا بحتفظ بيها"، ما يجعله يتمني أن يُقام متحف للعمارة في مصر "عشان أعرض القطع النادرة فيه".
فيديو قد يعجبك: