في حواري الحسين.. سيدات يجتمعن "على حسّ المولد"
كتبت-شروق غنيم ورنا الجميعي:
امتلأت الشوارع والأزقة والحواري حتى فاضت، جاء المُحبون والمريدون من كل حدب وصوب، يبتغون المحبة من آل البيت، وسيدنا الحُسين. في مولده قدموا يسألون عن المدد، لتُثّبت أقدامهم وتُسند ظهورهم في مواجهة شقاء الدنيا، وسط زحام شديد ضجّت به منطقة الحُسين، حيث الليلة الكبيرة، اجتمع نفر من السيدات داخل شارع الجيوشي-أحد الشوارع المتفرعة من الحسين- فكان قرارهن هو الاستئناس بالمولد.
وكأن لهن احتفالية خاصة، اعتادت عزة-أم محمد- لثمانية أعوام أن تجتمع مع أقاربهن السيدات أسفل مساكنهن في المولد والأعياد، حيث جلبن الكراسي، وجلسن في شبه دائرة يؤنّسنهن الضجيج في الشوارع المؤدية إلى مسجد الحُسين، حيث يحتفل أهل المنطقة كلُ بطريقته، هنا من يُوزع العصائر على المارة، وآخرون يُنصبون منصة يصعد عليها شيوخ لقراءة القرآن.
كانت العُدّة لجلسة الأنس المجاورة للبيت، هي سماعات عالية الصوت تُدوّي بالأغاني، لتتفاعل عشر سيدات اصطحبن أطفالهن من أجل التفاعل مع الأجواء الاحتفالية، حتى وإن لم يذهبوا إليه "بنيجي نقعد كلنا نتكلم ونتبسط وكإنه عيد"، لم تذهب عزة غير مرة واحدة لمولد الحسين رغم قُربها منها بسبب الزحام الشديد.
تُشجّع عزة أفراد أسرتها على المشاركة في التجمُع حتى وإن بعدت المسافات "أمي وأخواتي بييجوا من الشرابية مخصوص عشان ليلة زي دي"، ولا تحتاج الاتصال بجميع القريبات، حيث يجاوروا بعضهن في السكن "أم حنين كانت معدية من تحت البيت وقولتلها تيجي"، تعلو الابتسامة وجه عزة مُتحدّثة أن زوجها يُشّجعها أيضًا على النزول.
ولا يمنع بُعد المسافة عن المسجد من أن تصل الأجواء إليه، فيوزّع عليهم رجال طعام بسيط مكوّن من أرز ولحم "بييجي من حبايب الحسين، وأنا كمان السنين اللي فاتت كنت بعمل رز بلبن وفتّة وأوزعها على الشارع بمناسبة المولد".
فيديو قد يعجبك: