لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من ذاق عرف.. "عبده" يسافر من الغردقة للقاهرة منذ 11 عامًا لزيارة "الحسين"

07:41 م الخميس 18 يناير 2018

عبده محمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

مازال عبده محمد يذكر المرة الأولى التي رأى فيها مقام الإمام الحسين، كان عُمره 19 عامًا؛ وقتها انشرح صدر الشاب، أيقن أن الشوق سيدفعه للسفر كل عام من الغردقة للقاهرة ليحضر المولد، مرت إحدى عشر سنة على تلك اللحظة، وشغفه تجاه المسجد والمقام ثابت، صار له طقوس خاصة قبل السفر، وأصدقاء يقابلهم في المولد، وخدمة يؤديها للزائرين.

ككل عام يستعد محمد قبل مولد الإمام الحسين بأيام. اعتاد صاحب الثلاثين عامًا أن يذهب مع والده "أبويا متصوف.. اتعود ميسيبش مولد للأولياء في أي حتة إلا لما يروح"، تربّى الشاب على "حب آل البيت". يذكر مظاهر الاحتفال التي أبهرته حين كان صبيًا في الثالثة عشر "كنا في الغردقة بيخرج من عندنا عربيات شكلها جميل ومتزينة كأنها رايحة فرح"، رافقهم في تلك السن إلى مولد الإمام أبي الحسن الشاذلي "بس مولد الحسين يفضل مختلف عن كل شيء".

صورةةة1

في سن الثالثة والعشرين "بقيت أروح المولد لوحدي.. مهما كان عندي مشاغل أو معييش وسيلة أروح بيها"، يمتلك الشاب محلا للهواتف "بنوي أروح كل سنة وبلاقي ربنا بييسر كل شيء". يقطع الشاب أكثر من 260 كيلو مترًا إلى المسجد "أول ما بدخل القاهرة بحس إني محتاج حد يشيلني يطير بيا على هناك"، أول ما يفعله زيارة المقام، ثم السؤال عن الأصدقاء في المولد.

"في ناس بقى بينّا عشرة، بتصل بيهم ونتجمّع هناك"، تلك الصُحبة تُجدد شباب محمد، يجتمع أعضاؤها على الذكر، ثم ينطلق ابن الغردقة بحثًا عن صديق مُميز يُدعى طارق الشامي "هو لازم كل سنة يعمل كوكتيل للزائرين في المولد فأنا بساعده في تقطيع الفاكهة وتقديمها". يسعد قلب الشاب بتلك اللفتة "يبقى الواحد بيعمل حاجة حلوة لربنا ويبسط ضيوف المسجد".

يقضي صاحب محل الهواتف عدة أيام في رحاب المسجد، غير أنه لا يبحث عن مكان للإقامة "بنام على الرصيف أحيانًا، الواحد أصلا من كتر فرحته مش بيبقى عايز ينام"، يُمنّي نفسه بـ"ليالي حلوة فيها ذكر وقُرب من المقام"، كما لا ينسى سماع المُنشد ياسين التهامي.

رغم الحب الفائض في قلب محمد، لكنه يرى بعض المظاهر التي يتمنّى اختفائها "عدم وجود مكان مُخصص للسيدات شيء مُزعج جدا". عاين الشاب مضايقات من قبل بعض الموجودين للسيدات "كل مكان فيه الكويس واللي مش كويس فلازم يبقى في حل تنظيمي"، في المقابل يطرب قلب الشاب حين يرى عدد زوّار الحسين يرتفع "بحس إنه فرح والناس كلها جاية تبارك، السنة دي مثلاً كانت أكتر سنة أشوف فيها عدد عن قبل كدة".

"انتو مجاذيب".. "بتوع مظاهر".. "كذابين".. جُمل كثيرة يسمعها محمد خلال زيارته وعلى مدار العام، لا يعبأ بها، يرد بابتسامة "من ذاق حُب آل البيت عرف". حين يأتي موعد الرحيل عن المسجد يبكي القادم من الغردقة "بيبقى نفسي السنة كلها تكون مولد، ساعتها ممكن أعيش في القاهرة"، يُهون عليه ميعاد الزيارة القادمة في مارس "لازم أزوره مرتين في السنة على الأقل.. ولو الشوق خدني ممكن أروح يوم وارجع علطول".

فيديو قد يعجبك: