لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رحل شابا وترك فنه.. قصة الفنان الفلسطيني "معاذ الحاج"

02:24 م الأحد 03 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

"وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر".. كانت إحدى الجمل المأثورة عن الإمام على ابن أبي طالب، خطها "معاذ الحاج"، 30 عاما، قبل وفاته على أحد الرسوم التعبيرية. الفنان الفلسطيني الشاب وافته المنية في نهاية أغسطس، تاركا بدايات حلمه الأكبر، عدد من الرسومات في دنيا الكاريكاتير.

يقول علاء زياد حاج، ابن خال معاذ لـ"مصراوي" إن وفاته كانت طبيعية بمنزله، إذ أظهر تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة نتيجة انسداد في شرايين القلب، ويتابع علاء "كان معاذ على وضعية النوم.. اتوفى وهو فعليا مش حاسس فيها".

ولد معاذ في عام 1987، توفت أمه وعمره ثمانية أشهر، ربته خالته وحصل على التوجيهي "الثانوية العامة" من أبو ظبي، وعاد في الثامنة عشر من عمره إلى غزة؛ نظرا لتكاليف التعليم المرتفعة هناك، فقرر العودة ودراسة إدارة الأعمال في الجامعة الإسلامية بغزة، نفس تخصص ابن خاله.

التخصص الواحد جعل كلا منهما متقاربين، بينهما مشتركات كثيرة، لكن لك لم يبدد حقيقة أن يعيش معاذ وحيدا في غزة، فكل شقيقاته الستة متزوجات، ووالده توفى في عامه الأول بالجامعة، تلك الوحدة كانت تخرج في فنه الذي تفجر منذ قدومه إلى غزة في الثمانية عشر من عمره، في الفن الخاص بالانيميشن والكارتون ثم من قرابة الخمس سنوات يبدأ في الرسوم الكاريكاتير.

"أخي ولد بالفطرة فنان، منذ نعومة أظافره".. تقول منال الحاج، شقيقة الراحل، مضيفة لـ"مصراوي" أن رغم بقاء شقيقها وحيدا، إلا إنه كان اجتماعيا، محبا للحياة، ولديه أصدقاء كثر "بيحب صخب الحياة". كان يحب يقرأ كثيرا، التأمل كذلك، يصنع منه دروبا من الأحلام، منها خروجه من القطاع المحاصر، واستكمال مشوراه الفني بعيدا عن اليأس، تستكمل الشقيقة لـ"مصراوي".

بريشة ناعمة، ورسالة واضحة، كان يوصل معاذ ما يريده، ينشره بين متابعيه على فيسبوك، ولا يتوقف عند ذلك، بل يريه لعائلته في التجمعات، يستمع لتعليقاتهم، تبدد وحدته الريشة، يقول علاء "الوحدة لم تكن خيارًا.. كانت فوق إرادته"، فيما لم تتوقف التعليقات عن استحسان أعماله عبر صفحته عقب وفاته.

أحد أقارب الحاج، عبد الله الحاج، لم يحتمل رؤية محله دون قريبه، فقرر عرض محله للبيع عقب الوفاة.

كان يفضل معاذ التعبير عن معاني مختلفة من رسوماته، الحب والأمل والتفاؤل، سيرة طيبة تركها ورائه بموهبته الصغيرة، لم يكن مدرجا بأي موقع أو صحيفة لنشر أعماله بحسب علاء، فقط كانت موهبة للأصدقاء، يرسمها على ورق وأشاء بسيطة، كان يحلم الشاب بأن تتطور في المستقبل "كان بيرسم بطرية فكاهية أقرب للسهل الممتنع، وكانت بتنال إعجاب زملائه رغم إنه ليس مشهورا"، يتابع ابن خاله.

بجانب تطور موهبته، كان يحلم بأن يؤسس لحياة بخارج غزة لصعوبة الأوضاع، بجانب حلمه بالزواج، كان ينوي التقدم لفتاة عقب عيد الأضحى "كان هذا آخر شيء ما بينا قبل أسبوعين من وفاته.. لكن أمانة ربنا أكبر من كل التنسيقات"، يحكي علاء.

فيديو قد يعجبك: