لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عائلة المقدس.. "ليلي" ترتدي الحجاب للتخفي وتقيم في منزل إحدى صديقاتها المسلمات

05:51 م الإثنين 25 سبتمبر 2017

عائلة المقدس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مها صلاح الدين:

لم يكن المقدس "جمال"، يعرف أنه لن يُكتب له العودة من رحلته للعلاج خارج العريش في فبراير الماضي، فعامل النظافة الذي تجاوز الأربعين عمره، فقد عمله كعامل نظافة في كنيسة العريش المحترقة، وفقد داره الصغير أيضا.

وسط ركب المغادرين من العريش في منتصف فبراير توافدت عائلة المقدس المكونة من زوجة و8 أبناء، ليمكث بغرفة واحدة في معسكر القرش بالاسماعيلية، كأقرانهم لمدة شهر.

تحسن الحال في مدينة المستقبل، حيث انتقلوا من الغرفة الصغيرة المغلقة، إلى شقة حجرتين وصالة بالطابق الأرضي، يستطيع من بالخارج كشفها من جميع الجوانب، يستتر ساكنوها بالأغطية الشتوية في عز الصيف على نوافذها، لتحجب عنهم نظرات المارة في الخارج.

لا تحتوي الشقة الصغيرة أثاثاً متنوعا، فجميع متاعها كان من الأَسرّة التي لا تكفي أعدادها أفراد الأسرة، ويقول المقدس، بلهجة صعيدية: "الولية بتنام هنا عالحصيرة ساعات"، مشيرا بذراعه إلى زوجته.

يرتجف صوت الزوجة وهي تصف مشهد الطابور الصباحي المعتاد أمام دورة المياه لأبنائها الثمانية، الذي تخطى عُمر اثنان منهم العقد الثالث بدون عمل أو زواج، و4 منهم في انتظار العام الدراسي الجديد، بدون أي استعدادات أو تحضيرات، بسبب عجز رب الأسرة عن العمل، وانقطاع معاش الشئون الاجتماعية المقدر بـ 450 جنيه منذ شهرين، رغم أنه الدخل الوحيدة للعائلة الكبيرة.

اصطف الأبناء الأربعة على أحد الأسرة المنصوبة داخل صالون الشقة، وبدأت ليلى، الابنة الكبرى في التحدث، لتحكي عن إصرارها في عدم التحويل من كليتها بجامعة العريش، لتقول: "بروح عالامتحانات، صحابي بيصورولي المذكرات ويبعتوهالي".

تصف الفتاة حالها بصعوبة التأقلم، ما يجبرها على السفر بمفردها نهاية كل فصل دراسي لإتمام الامتحانات والعودة، مبررة ذلك: "بسافر لوحدي علشان خايفين على اخواتي الولاد ليموتوهم".

لا تنكر الفتاة الجامعية خوفها أثناء سفرها بمفردها لتأدية الامتحانات، إلا أنها لا تخفي سعادتها بذهابها إلى جامعتها ولو لأيام، تسكن خلالها في منزل إحدى صديقاتها المسلمات، التي تذهب معها إلى الجامعة وتعود، ملتحفة بالحجاب، لتخفي هويتها المسيحية.

وتشعر الأخت الصغرى بالضيق بسبب إجبارها على التحويل، وتمضية عامها الأخير للحصول على شهادة الدبلوم التجاري، من إحدى المدارس بالإسماعيلية، قائلة: "هما اتصلوا بالمدرسة اللي في العريش وحولوني على طول". بُعد مدرستها الجديدة بالمقارنة بمدرستها المجاورة لمنزلهم بالعريش، أحد أسباب ذلك الضجر، ما جعلها غير متحمسة للعام الدراسي الجديد، وقالت بنبرة ناقمة: "باركب مواصلتين علشان أوصل للمدرسة الجديدة، مش حباها".

ويحاول أصغر الأبناء "جرجس" تفسير ضيقه من البقاء بالإسماعيلية بنبرة حزينة "إحنا زعلانين على بيتنا وحاجتنا، إحنا هنا قاعدين محبوسين"، ومن ثم يصمت للحظة ويقول: "مافيش أحسن من العريش".

فيديو قد يعجبك: