لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في العيد.. تقفز أسعار اللحمة فيرتفع ثمن بواقي "الدبيحة"

05:19 م الجمعة 01 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – دعاء الفولي ويسرا سلامة:

الثامنة مساءً يبدأ جزارو منطقة المذبح بالسيدة زينب في رفع قمامة اليوم، محاولين تأهيل المنطقة لصباح آخر من العمل، وفيما يتأهبون للرحيل، يعكف محمد العيوطي بصحبة آخرين، على تقسيم ما نقلوه؛ جلود الذبيحة في مكان، قرونها والعظام في منطقة مختلفة، أسنانها والرأس داخل مساحة ثالثة، ينتظرون الحصول على "يومياتهم"، يساورهم الأمل تجاه موسم عيد الأضحى، حتى وإن بدا المذبح "حاله نايم".

٢٣ عاما مرت على العيوطي في المذبح، يشتري مخلفات العجول والخراف والجمال من الجزارين، ثم يحملها على عربة إلى مستودع مفتوح بالمنطقة، صار خبيرا في المهنة، لم يفكر في العمل كجزار "أنا فاهم في اللي بعمله كويس ومش بشتغل جزار غير في العيد بس".

على بُعد أقل من متر، اتكأ محمود على عربة صغيرة ينقل فيها بواقي الذبائح، بدا عليه التعب، لكنه رغم ذلك يحب المهنة "عشان باخد يومية ٥٠ جنيه". اضطر الفتى ذو الخمسة عشر عاما للعمل "لأن البيت بتاعنا وقع من فترة وكنا محتاجين مصاريف"، يشير بيديه تجاه منازل مجاورة للمنطقة، قبل أن يقول بفخر إنه من عرض على أحد "معلمين" المنطقة العمل في أي شيء.

لا يتأفف الفتى مما يفعل "اتعودنا". بل ينظر بإكبار لمهمته "الناس لو تعرف بواقي الدبيحة بيتعمل بيها ايه مش هيصدقوا". كالملك يتجول العيوطي بين أكوام المخلفات، معددا الاستعمالات؛ فمن العظام تُصنع أفضل أنواع مشط الشعر، ومن القرون يُنتج الكذلك-سلاح يشبه السكين، بينما تستخدم الجلود للأحذية، وتُخلع عظام الجمل لمستحضرات الشعر الطبيعية "ناس بتيجيلي مخصوص عشانه"، فيما يتم معالجة المخلفات الأخرى كي تدخل في صناعة الصمغ.

رغم ذلك، فلم يعد العيوطي راضيا بتدهور الحال "اللحمة لما غليت رفعت علينا أسعار البواقي"، يقول إنه يشتري الكيلو حاليا بنصف جنيه "وفيه بعض الجزارين بيغلوا علينا"، إذ تزن القطع المختلفة عدة كيلوات ولا تقل الرأس عن ستة كيلوات.

عقب الفجر بقليل يبدأ يوم العمل لأرباب مهنة "العيوطي"، لا تتفاوت المواعيد بين صبي وكبير، لذا اندمج أحمد مع كتيبة حاملي المخلفات، رغم انضمامه الشهر الماضي، لا يعلم الشاب ذو الـ١٧ عاما استخدامات ما ينقله "أهي لقمة عيش بنطلع بيها وخلاص قبل العيد".

يُذكر البائع الثلاثيني أواخر أيام "العز"، وقت موسم عُرف بـ"جنون البقر"، والذي كانت تتضاعف فيه عدد الذبائح، "كان الدبح بالهبل.. كان في 1998، كان موسم ما شوفناش بعده"، فيما لا يتذكر أفضل "عيد أضحى" مر على البائع وأتباعه بالمدبح، "يجي من أربع سنين كدة.. لإن اللي بيلم على الجزار بيلم ع الصنايعي اللي زيي"، يوضح البائع أن زيادة عدد الذبائح تزيد مما يجمعه.

قبل شهرين من عيد الأضحى تدب الحركة في منطقة المذبح، ترتفع عدد ساعات عمل العيوطي ورفاقه "مبنامش إلا ٤ ساعات في اليوم"، يعلم الأب الثلاثيني أن تلك الفترة هي التعويض عن الكساد الممتد على مدار العام، لذا لا ينعم بقضاء العيد مع أطفاله "بنشتغل لتالت يوم".

فيديو قد يعجبك: