لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من شُرفة مُطلة على مؤتمر الوراق.. الأهالي في انتظار الفرج (صور)

12:17 م الأحد 13 أغسطس 2017

أهالي جزيرة الوراق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:
فيما لا تُجاوز الساعة التاسعة صباحا، وقفت خمس سيدات في شُرفة أحد أقاربهن. تبادلن الحديث عمّا يدور أسفل العقار. أشارت إحداهن إلى السرادق الكبير الممتلئ بالرجال، قبل أن تقول: "إحنا حياتنا بقت متعلقة بالمؤتمر بتاع النهاردة ده".

منذ أقل من ساعة وصل اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى جزيرة الوراق لإجراء مؤتمر جماهيري للحديث حول خطط تطوير الجزيرة في ثالث زيارة له بعد اندلاع الأزمة الأخيرة قبل أقل من شهر.

منذ ستين عاما تعيش كريمة محمود في منزل يقع على بُعد خطوات من المؤتمر "أمي وأبويا كانوا هنا.. موجودين من ساعة ما الإيجار كان بـ١٠ جنيه لحد ما وصل سبعين جنيه". تسكن السيدة في شقة للإيجار، لا ترتضي بديلا عنها "إذا كان أنا دلوقتي وصاحب البيت تاعبني ما بالنا لو خرجونا؟".

وشهدت جزيرة الوراق، في منتصف الشهر السابق، اشتباكات بين قوات الشرطة المكلفة بإزالة التعديات على أراضي الدولة وبين أهالي الجزيرة الذين رفضوا إخلاء بيوتهم واعترضوا على قرار التنفيذ، ما أدى إلى وقوع حالة وفاة واحدة في صفوف الأهالي، لمواطن يدعى سيد طفشان، وإصابة العشرات من قوات الشرطة.

وأكد بعض الأهالي من سكان الجزيرة ملكيتهم للمنازل بسند قانوني وأظهر بعضهم أوراق ثبوتية تفيد ذلك، قبل أن تعلن القوات المسلحة عند تدخلها لحل الأزمة.

undefined

أمام المنزل وقفت سيارة نصف نقل تحمل مقاعد أخرى. التف حولها جمع من الناس، سحبوا الحمولة سريعا، فيما صرخ فيهم شخص "نظموا نفسكوا بسرعة يا جماعة مش عايزين مشاكل".

في تلك اللحظة وبينما ازداد زحام الواقفين في محيط السرادق وصلت أسماء لتنضم لزمرة النساء في الشرفة المطلة على الحدث، جاءت الشابة دون علم زوجها، حتى أنها شاركت بالتظاهرات الأخيرة ضد إخلاء الجزيرة، حد قولها "يوم المظاهرة روحت البيت الساعة 2.. بس مش مهم.. يعني يبجوا ياخدوا البيوت ونسيبها؟"، قبل أن تتدخل إسراء أختها الصغرى في الحديث "تفتكري حد هيهتم بينا؟". تلك الشقة التي جمعت السيدات هي المنزل المستقبلي لإسراء، التي تضحك إذ تقول "مش عارفة هلحق اتجوز فيها ولا هنمشي".

وشهدت جزيرة الوراق، منذ الصباح الباكر، هدوءً نسبيا وانتظمت حركة المعديات من وإلى الجزيرة من جانبي شبرا والوراق، فيما توافد الأهالي، للاستماع للرسالة التي يحملها لهم رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشأن محاولة الوصول لحل يرضي الأهالي ولا يعيق مشروع تطوير المكان.

لا يبدو أحمد -خطيب إسراء- على استعداد لمغادرة الجزيرة "بس أما عرفت عن المؤتمر اتفائلنا وقلنا يمكن فيه حل". بجانب شقة الزوجية التي يجهزها أحمد، كان ثمة غرفة يعيش فيها العم سعيد؛ وقف في النافذة الملاصقة لشرفة النساء ليتابع الوضع.

undefined

"إحنا لجأنا للجيش.. وهو أملنا الأخير" قالها سعيد، قبل أن يسرد قصة مجيئ والده للجزيرة والتي تتشابه مع بقية سكانها. يعاني عامل النسيج من خدمات متدنية في الوراق "بس راضيين بيها وبنقول مش مهم"، يُعدد الأزمات، بدءً من عدم وجود مستشفى قريب، وحتى انعدام الصرف الصحي، لكن الطامة الكبرى له هي "إني مش هسيب بيت ملك عشان أروّح أدفع إيجار".

وكان اللواء كامل الوزير قد بدأ حديثه مع الأهالي قبل قليل، برسالة نقلها من الرئيس السيسي لأهل الوراق جاء فيها: "الرئيس يؤكد لكم أن كل من له حق سيأخذه بما لا ينتقص من قوانين وهيبة الدولة".
وأكمل الوزير حديثه: "صحيح فيه مشاكل في الجزيرة، أنا لفيت عليها وشفت بنفسي المشاكل، ناس عايشين في شوارع ضيقة وبيوت عشوائية، وهذا وضع لا يليق ولا يرضي الدولة ولا يرضي الرئيس المسؤول من ١٠٠ مليون مواطن".

كان أحمد يصعد لشقته بين حين وآخر، يقول للسيدات في نبرة تحذيرية: "أوعوا حد يصور". لا تبدو الأمور واضحة للشاب المقبل على الزواج، حلمه الأوحد استكمال البيت وبدء حياة جديدة، لا تعنيه تفاصيل التعويضات التي يسمع عنها، يضيف بوجه يتملكه الحيرة "إحنا هنا مش بتوع مشاكل، مخرجناش في ثورة ولا غيره.. بنروح شغلنا وخلاص وبنحاول نبقى في حالنا".

undefined

فيديو قد يعجبك: