لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - في الجمالية.. "كارتر" بائع "خردة" على الطريقة الأمريكاني

07:50 م الإثنين 03 يوليو 2017

بائع خردة على الطريقة الأمريكاني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 كتبت - رنا الجميعي:

تصوير - جلال المسري:

لكي تصل إلى مغارة "كارتر" عليك الدخول من باب صغير يُفضي إلى بوابة أكبر، منها إلى ساحة تمتلئ بقطع الخردة الحديد، من مخرطة ونجف عُمره قديم ومئات الأشياء الأخرى التي تتناثر بمساحة الورشة، في منتصف المكان علّق كارتر صورة السادات الذي يُحبه كثيرًا.

في منتصف الفترة الرئاسية لجيمي كارتر، رئيس أمريكا، كانت العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر في أوجها، وقتها كانت شوارع القاهرة يسير بها أتوبيس عليها اسم كارتر، وعلى أرفف محلات البقالة جبنة كارتر، حينها وُلد صبي صغير في حارة البرجوان عام 1979، أسماه والده -بائع الخُردة- تيمنا بالرئيس الأمريكي "أبويا حبّه عشان كان بيحب مصر"، يقول كارتر محمد الجحش.

1

داخل ورشة الحديد يجلس كارتر، يُعلّق صورة الرئيس الراحل أنور السادات "أنا لما عرفته حبيته"، يأتي للشاب الثلاثيني زوار كُثر، بين عملاء يشتري منهم قطع الحديد، وهواة من محبي المقتنيات القديمة، وسُيّاح ينبهروا بالمكان، فيطلبوا الإذن بالتصوير، أما زبائنه فهم "الحدادين والخراطين ومصانع الحديد".

كما الحديد تعلّم كارتر من أبيه الصلابة والشدّة، ينظر إلى مطرقة بجواره ثُم يسرد القصة "في مرة كنت بدق بيها وجت على صباعي فصرخت"، نظر إليه والده، ناداه ثم سأله "نَزّلت الدم"، فلوّح برأسه بالنفي، فما كان من الأب إلا أن أمسك بالمطرقة ضاربًا بها إصبع الولد مرة ثانية "طالما منزلتش دم يبقى متقولش آه"، يذكر كارتر والده بمزيج من المحبّة والإعجاب "كان هو الأب والأم"، لا يملك إلا أن يرث بعض صفاته بعد رحيله بنحو20 عامًا.

2

يسترجع كارتر مشوار أبيه الذي بدأه بـ "عربية وحمار"، راكبًا إياها تجاه الشوارع الجانبية لعماد الدين بوسط البلد، يشتري قطع الخردة من ورش "الخواجات"، يتفاخر الشاب بسيرة والده "لما سألته انت مبقتش زي فلان وفلان ليه، قالي محبتش الحرام، حبيت آكل حلال وأأكلكم حلال"، شيئًا بشيء نمت ثروة الأب، حتى أورث أبنائه الأربعة -ثلاثة أولاد وفتاة- ورشة الحديد تعلوها شقة بمنطقة الجمالية.

لمدة 38 عام اشتهر الابن باسم كارتر، غير أنه جلب له بعض المشكلات، يتذكر منها "لما اتصبت في مرة وروحت المستشفى، كنت صغير، على الباب الأمن سألني عن اسمي، لما قلتلهم كارتر مصدقونيش"، واضطر الصبي حينها ذكر أي اسم آخر حتى يسمحوا له بالدخول، كما قابل كارتر مُشكلة أخرى أثناء المرحلة الابتدائية "المُدرسة سمعت اسمي كوثر، ولما نادوني في الطابور، عندت ومطلعتش"، في النهاية اضطر كارتر الخروج وتعديل اسمه على الملأ.

3

رغم دراسة كارتر حتى نهاية المرحلة الابتدائية، إلا أنه خرج دون تعلم كلمة واحدة، وحتى عامين مضوا لم يكن يعرف القراءة والكتابة، "بس أنا لما سمعت إن قراية القرآن نور على نور قلت لأختي تعلمني"، يقطع حديث "كارتر" صوت الحمام اليمني الذي يدور في سقف الورشة، يُكمل الشاب "يدوبك دلوقت بفك الخط".

أضفى تعامل كارتر المُستمر مع الحديد ظلاله عليه "بقيت أقوى م اللي شغال فيه"، يوقن أن تمرّسه في بيع وشراء الخردة أورثه حبها، على كارتر أن يُقيم القطع "ممكن بيعة تبقى صاج وتطلع فضة"، لذا يجلب مادة نار تسمى "الكذّاب"، ليستدل منها على أصل المعدن الحقيقي.

4

عبر سنوات المهنة تعلّم كارتر قيمة ما لديه "ندمت على إني بعت كاميرا أمريكاني قديمة جت لعندي، بعتها بتلتميت جنيه"، رغم اعتياد كارتر على زبائن وعملاء بعينه، إلا أنه يُقابل أطياف مختلفة حينًا "مرة جالي فنان تشكيلي كان عارف كويس هو بيشتري ايه"، تنفرج ملامح كارتر قائلًا "دي زي شغلانة الآثار".

فيديو قد يعجبك: