هجوم البدرشين يُظهر تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في القاهرة الكبرى - تقرير
كتب- محمد قاسم:
أظهر الهجوم الذي استهدف سيارة شرطة في البدرشين صباح الجمعة، وأسفر عن استشهاد 5 من رجال الشرطة، تصاعدًا في الهجمات المسلحة في محيط القاهرة الكبرى.
ويأتي الهجوم بعد أسبوعًا فقط من عمليتين مماثلتين الأولى استهداف كمين أمني أعلى محور 26 يوليو في القاهرة، وأسفر عن إصابة مجند وأحد المواطنين الذي تصادف قيادته لسيارته قرب مكان الحادث، والثانية استهداف ضابط في جهاز الأمن الوطني عقب خروجه من منزله في منطقة الجبل الأصفر التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية ما أسفر عن استشهاده.
قال الباحث سامح عيد، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن تصاعد الهجمات في أطراف القاهرة والجيزة يعود إلى أسباب عديدة في مقدمتها تخفيف الضغط على فرع داعش في سيناء، مع حصار رأس التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، بجانب الهجمات التي تشنها لجان الإخوان النوعية مثل حركة حسم، وأيضًا قرب المنطقة من نشاط الجماعات المتطرفة في ليبيا.
وأضاف عيد في تصريح خاص لمصراوي، أن انتهاء داعش في سوريا والعراق يشير إلى أننا قادمون على سنوات من ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية ليس في مصر فقط وإنما في العالم كله.
كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن في 10 يوليو الجاري، الانتصار رسميًا على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، ورفع العلم العراقي في المدينة مرتديًا الزي العسكري وخلفه مجموعة من قادة الجيش. وحذر خبراء من تداعيات ما بعد هزيمة داعش وتسلل مقاتليه إلى الدول المجاورة.
وأوضح أن داعش خلّف مقاتلين محترفين بالطبع سيشكلون خطرًا على الدول القادمين منها من بينهم مصر، لافتًا إلى أن مقاتلي داعش العائدون يكّنون عداءً لأنظمة حاكمة في المنطقة ويعتقدون أنها أزاحت حكم الإسلام، ولابد من مواجهتها وفق معتقداتهم.
ولفت إلى أن المقاتلين تدربوا قرابة 3 سنوات في حرب الشوارع، ويملكون كفاءة ليست قليلة في العمليات الانتحارية.
وأوضح أن دولًا تمدّ التنظيمات المتطرفة بالسلاح والأموال لتنفيذ أجندتها الخاصة وزعزعة استقرار الدولة المصرية.
فيما رأى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، أن العمليات الأخيرة تظهر أن هناك سيولة عالية في الجماعات المسلحة وتنوعها ما بين منضوين تحت داعش أو خلايا نوعية تابعة لجماعة الإخوان مثل حركة حسم أو جماعة أخرى.
وقال بان في تصريح لمصراوي: "مشهد نشاط الجماعات المسلحة الآن ملتبسًا.. وفي حالة استهداف كمينًا ما، لا تستطيع الجزم بالطرف الذي يعمل خلف تلك العمليات سواء حركة "حسم" أو خلية تابعة لداعش تنشط في العاصمة".
وأوضح بان إلى أنه في السابق كانت هناك فروق واضحة بين الإخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين، وكانت الأجهزة الأمنية تعرف أساليب وأدبيات كل هذه التيارات، لكن الآن ربما الأمر مختلف إلى حد كبير –بحسب وصفه.
وعن سبل مواجهة تلك العمليات، أكد سامح عيد، أن القصور الأمني لا يجب أن ننفيه، في ظل عدم كفاية طرق أجهزة الأمن والمخابرات في اختراق التنظيمات المسلحة، وكذلك أيضًا قصور في وفرة المعلومات الاستباقية عن العمليات المخطط لتنفيذها.
ودعا عيد، إلى ضرورة وجود عقل أمني يفكر خلف الأجهزة الأمنية التنفيذية الواقعة تحت تأثير الأوامر اليومية –مسؤولي أقسام الشرطة وقوات الأمن-، والاستماع إلى الخبراء السابقين والقادة الأمنيين السابقين المتمرسين في مواجهة تلك التنظيمات.
كما لفت إلى ضرورة الإسراع في تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب تكون مهمته وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة تطورات النشاط الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط التي أحدثها سقوط داعش في العراق وحصارها في سوريا بجانب تنامي الخلايا الأمنية الصغيرة داخل البلاد.
وأكد أنه لابد أيضًا من وضع استراتيجية مجتمعية موازية للاستراتيجية الأمنية يكون هدفها نزع تلك الأفكار التي تستقطب الشباب في مواجهة الدولة، وعمل لقاءات مع الشباب المحبوس وبحث سبب اعتناقهم الأفكار المتطرفة والعمل على تصحيحها.
فيما ذهب "بان" بضرورة النظر بشجاعة إلى البرامج التدريبية والتأهيلية لأفراد الشرطة لمواجهة الأعمال الإرهابية المتصاعدة"، مشيرًا إلى أن هناك وجود فجوة حيوية بين طرق العمليات التي تستخدمها التنظيمات واستراتيجية أجهزة الأمن في مواجهة تلك العمليات.
وتعليقًا على هجوم البدرشين، دعا خبراء أمنيون لتغيير سياسة تأمين كمائن الشرطة، واتباع استراتيجيات جديدة لحماية أفرادها.
وأضاف بان: "أفراد الشرطة يتعرضون لتهديد يومي حقيقي من مجموعات مسلحة تتدرب بشكل عنيف على مهاجمة أهداف ثابتة ومتحركة وبالتالي لابد أن نعيد النظر في التدريب والتأهيل داخل منظومة الشرطة"..
فيديو قد يعجبك: