"المنايفة عزموا القطر" وحطموا الأسطورة.. والسر "555"

كتبت– يسرا سلامة:

في الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، كان "أحمد علاء" يستقل القطار رقم 555، عندما توقف في منطقة "محلة سبك"، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، وتعطل بسبب التحويلة، بالتزامن مع اقتراب موعد الإفطار، ليشارك سكان المركز في إفطار الركاب حاملين أواني الطعام والمشروبات لسد رمق الصائمين.

"الناس مشكورة قبل آذان المغرب نزلوا العصائر والبلح، وبعدين صواني الأكل، كل واحد على قد مقدرته، اللي جاب جبنة وفول وبيض، واللي جاب لنا محشي وفراخ ورقاق من خيرات الله".. يقول محمد الطيب –العامل بأحد محلات الحدادة بالقاهرة- والذي بقى في القطار للنهاية، مردفا "إحنا عملنا زي الشراقوة وعزمنا القطر".

يضطر المحاسب علاء للذهاب للقاهرة ثلاثة أيام أسبوعيا، مستقلا القطار ذاته لإنهاء أوراق عمل لوالده، يروي علاء سبب تعطل القطار قرابة السادسة مساء الأحد الماضي "المحوَل تأخر على تحويلة القضبان، والمدد تأخر عن الوصول للقطر، مع قرب الفطار".

في نفس الوقت، كان الطيب يستقل القطار نفسه، في الخامسة مساء من محطة رمسيس، وحتى توقف قبل آذان المغرب بدقائق، يقول الطيب "القطر القشاش دايما بيعطل، والمرة دي بعد قليوب عطل وقت الفطار، انتظرنا ربع ساعة لكن السواق مكنش متعاون وقال مفيش في إيدي حاجة".

قرابة 500 شخص تبقوا في القطار وقت الإفطار، بحسب علاء والطيب، فيما فضل البعض النزول واستخدام مواصلات أخرى، أغلبهم من المنوفية وطنطا، يقول الطيب "القطر بعيد عن الطريق بالمواصلات حوالي نص ساعة مشي.. والمواصلات في الأرياف مش سهلة زي القاهرة، والأغلب أضطر ينتظر لإصلاح القطار".

"الناس كانت بتتحايل علينا ننزل نفطر معاها" يقول علاء، القاطن بمدينة منوف، والمتواجد في القطار، إن الأسر المجاورة لمحل القضبان من المركز بدأت في النزول بصواني الطعام والشراب، في صورة للكرم المصري للصائمين في الشهر الكريم.

في الثامنة والنصف مساء انصلح حال القطار، بعد وصول المدد، يقول الطيب ساخرا "حظنا في القشاش كده، نادرا ما بيوصل في معاده، ده القطر "الملطش..لأن التذكرة بجنيه ونصف".