ماذا قالت الصحف ليلة 30 يونيو؟

كتب- إشراق أحمد:

قبل ثلاثة أعوام، في مثل هذا اليوم، كانت الميادين تتقلب على جمر من الغضب، ما بين رافضين لوجود الرئيس الأسبق محمد مرسي ويطالبون بعزله، وأخرين متمسكون بما يصفونه بـ"الشرعية". كلا الطرفين على أهبة الاستعداد لدعوة الحشد إلى التظاهر في 30 يونيو، بالنسبة لكلاهما كان يوم الفصل، وبينهما كانت الصحافة تسجل وقائع ذلك اليوم السابق لحراك التجمعات. مصراوي رصد أبرز ما جابت به صحف التاسع والعشرين من يونيو، ليلة التحضير لإسقاط نظام الإخوان.

جاءت جريدة الأهرام بمانشيت رئيس "الطيب يدعو الدولة والشعب تحمل مسؤوليتهم ويطالب الجميع بالحوار الجاد"، فيما تصدرت أخبار نشر القوات على طريق المطار وأمام وزارة الطيران استعدادًا لتظاهرات 30 يونيو، ونشرت الجريدة القومية بيان معتصمي الاتحادية الذي يدعو المواطنين للمشاركة في التظاهر، وتنظيم المصريين في الخارج الوقفات الاحتجاجية المناهضة والمؤيدة للحراك المطالب بسحب الثقة من "مرسي" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

"30 يونيو يبدأ مبكرًا وعنيفًا والجيش يراقب من الجو" بذلك العنوان الرئيس خرجت جريدة الشروق، متحدثة عن خروج المظاهرات المعارضة لنظام "محمد مرسي"، مقابل احتداد الاشتباك بين المؤيدين للرئيس حينها والمعارضين، مما أسفر عن سقوط مصابين وقتلى بلغ عددهم 5، وإحراق مقرين لجماعة الإخوان المسلمين في الغربية والبحيرة، مع بدء الاعتصام أمام قصر الاتحادية، وتوجه التظاهرات إلى وزارة الدفاع، وتظاهر آلاف من القوى الإسلامية في ميدان رابعة العدوية في مليونية "الشرعية خط أحمر" مقررين الاعتصام.

وزخمت الصفحة الأولى للجريدة اليومية الخاصة بموضوعات عن الحدث، حال رفض ضباط الأمن الوطني تنفيذ أوامر رئاسية بمتابعة تحركات 33 شخصية إعلامية وسياسية، والإشارة إلى حوار مع نائب مرشد الإخوان رشاد البيومي، وكتب عماد الدين حسين مقال عن ذلك اللقاء ويقين الأول بأن ما يحدث صراع أيدولوجي، فالمعارضة تواجه الإخوان لأنهم "إسلاميين".

أما الأحوال اليومية، فتصدر مشهد أزمة الوقود بالمحافظات، وضخ عدد من السيارات لبيع الوقود لحل الأزمة.

وفي جريدة المصري اليوم، جاء تناول أزمة الوقود بالصفحات الداخلية، أما المانشيت فكان "أجواء الثورة تعود إلى الميدان.. ومرسي يحتمي بـ"الحرس"، إذ لم يختلف تصدر العدد لخبر احتشاد المتظاهرين في الميادين للتنديد بحكم محمد مرسى، فيما قام الأخير بأداء صلاة الجمعة في دار الحرس الجمهوري، ونقل إقامته إليه بدلا من قصر الاتحادية.

ونشرت الجريدة اليومية في ذلك اليوم حوار مع وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين، الذي عبر فيه عن تخوفه من مصير التظاهرات والاقصاء وعدم اللجوء إلى الحوار بين القوى السياسية المختلفة.

أما المواقع الإخبارية العالمية، فلم تخل من ضخ الأخبار عن الوضع في مصر حينها، فنشرت موقع الإذاعة البريطانية بي بي سي، تقريرًا مصورًا عن التظاهرات التي ملأت الميادين سواء المؤيدين أو المعارضين وحمل عنوان "بالصور.. المظاهرات والاستقطاب السياسي يجتاح مصر".

وكتب موقع CNN عن الشاب الأمريكي الذي يقيم في مصر ولقي مصرعه إثر اشتباك وقع في الإسكندرية بين المحتجين المؤيدين والمعارضين لنظام الإخوان، ولم تتوقف الأنباء المتحدثة عن تحذير السفارات لرعاياها، ونشر ما أسفر عنه مؤتمر حملة تمرد بأن 22 مليون مواطن وقعوا استمارة سحب الثقة من مرسي، بينما نشرت سكاي نيوز مساء ذلك اليوم تقريرًا بعنوان "آلاف المصريين بميدان التحرير استعدادًا لتظاهرات 30 يونيو".