بالصور-18 فنانًا يرسمون جمال النوبة في فندق "اشري نارتي"
كتبت- رنا الجميعي:
في غرب سهيل أُقيم فندق "أشري ناريتي"، أي جزيرة الجمال. فتح أبوابه منذ شهر فبراير، وقد رغبت مي بدر، مصممة الفندق، في إقامة مهرجان للفنون النوبية، وعبر الفيس بوك دعوا الفنانين من المهتمين بالتراث النوبي للمشاركة في الفعالية التي انتهت في السادس من مايو. حوالي 18 فنان من مجالات مختلفة بين الرسم على الجدران، والكالي جرفي "الكتابة بخط اليد" والنحت قدموا إلى النوبة من أجل إعلاء قيمة الفن.
رأت إيمان صلاح الدعوة الخاصة للمهرجان، وتحمست لها كثيرًا "أنا نصي نوبي ونصي التاني سوداني"، أحبّت تقديم رسم يخص النوبة "دي مكنتش أول مرة أعمل حاجة للنوبة"، حيث صممت مشروع تخرجها من كلية فنون تطبيقية عن النوبة "صور عن الفترة اللي قبل التهجير".
تقول مي إن الفنانين المقبولين شاركوا في ورشة تدريبية بالقاهرة "كان فيه نوبيين بيقعدوا معاهم يفهموهم التراث النوبي"، بدأت فعاليات المهرجان، في مقتبل شهر مايو، وقام الفنانون بزيارة متحف بجزيرة أسوان، حيث حوّل المرشد السياحي "محمد صبحي" منزله إلى مزار يخص الحياة اليومية للنوبة "كان فيه كل تفاصيل العيشة هناك والعادات والتقاليد"، تذكر إيمان.
اختلفت مجالات الفنانين المشاركين بين رسامين "أنا كنت حابة أرسم على الحيطان"، تضيف إيمان، وآخرون ممن رسموا على الزجاج، وهناك أيضًا من قام بالنحت "زي الفنان أيمن فرغلي وهو من متحدي الإعاقة"، وتوضح مي "كان بيشتغل على عناصر من البيئة النوبية واشتغل مع الحجر الرملي الأسواني"، أثّرت فكرته في اهتمام أطفال غرب سهيل.
تُشير مي إلى أن أهالي النوبة تفاعلوا كثيرًا مما قاموا به "كانوا معجبين بالشغل رغم إنه مختلف شوية عن ثقافتهم"، حيث أضاف الفنانون لمسات مُعاصرة وتجريدية، ترى المشرفة على المهرجان أن الفعالية نجحت في تحقيق هدفها "غير الجمال كمان كان فيه مزج ثقافات بين الفنانين وأهل البلد".
أحبّت ايمان كثيرًا التجربة، كانت المرة الأولى لها التي تزور فيها النوبة "كانت علاقتي بيها من خلال الصور أو الكتب ومن الحكايات اللي أمي بتحكيهالي"، أضافت لها الزيارات التي قاموا بها والاحتكاك بالأهالي.
صممت إيمان رسمة على الجُدران، يراها القادم من الخارج، وتُمكنّه من أخذ انطباع عن المكان، انتظرها الأهالي حتى أتمتها، تقول إنهم أعجبوا بها، اعتمدت على تصميم صورة قديمة من النوبة، سيدة ترتدي الزي النوبي يرافقها طفل صغير، أضافت الشابة إلى الرسمة بعض الزخارف النوبية، وحاولت ألا تُعطيها ثقلًا أكبر "حبيت أخلي التفاصيل بسيطة لأن الثقافة النوبية معتمدة على الرموز".
استغرقت إيمان في الرسم حوالي أربعة أيام، وتُقدر مساحة الجدار إلى ثلاثة أمتار ارتفاع وعرض أربعة أمتار، وتضيف أن أكثر ما أثار فرحتها هو تعليق من أحدهم "قالي إن دي طفولتنا".
فيديو قد يعجبك: