إعلان

بالصور- أول مكتبة للأطفال داخل سانت كاترين.. "أوضة توصل للمعرفة"

09:36 م الأربعاء 31 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير- روجيه أنيس:

رغم أن فكرة إنشاء مكتبة عامة ليس بالأمر الجديد، إلا أنه مميز بالنسبة لأطفال سانت كاترين، حيث لا توجد أية مكتبة بالمدينة يقضون أوقات فراغهم فيها، منذ عامين أنشأت مكتبة سانت كاترين للمرأة والطفل، التابعة لجمعية نواميس للتنمية، لتكون الفُرصة الوحيدة لأطفال البدو لقضاء وقت مُسلي، وفُرصة كذلك للكبار يتعلمون من خلالها.

"إحنا جايين هنا عشان ننبسط".. هي الجملة التي يؤكدها محمود عابد، منسق المكتبة، على مسمع الأطفال، حجرة صغيرة داخل المجلس المحلي لمدينة سانت كاترين، هي كُل ما يمثل المكتبة، تبرع بها المجلس المحلي، كما تقول نورا مُرتجي، المسئولة بالجمعية.

تفتح فرحانة المكتبة منذ العاشرة صباحًا، حتى الثانية ظُهرًا، لا توجد إجازات لهم سوى يوم الجمعة، بجانب محمود تعمل الشقيقتين فرحانة وزينب، وهما من سكان البدو، عن طريق إحدى معارفهما سمعا عن افتتاح المكتبة، وقررا التقدم للعمل بها.

تمتلأ الغرفة برسومات الأطفال، والفوانيس التي تعلموا عملها، من سن الثلاثة أعوام فيما فوق، يُقبل الأطفال على المكتبة، يقول محمد (8 أعوام) إنه يُحب القدوم لمشاهدة الكارتون، أما منة (9 أعوام) فسمعت عن المكتبة من أحد جيرانها، وقررت القدوم للرسم والتلوين وقراءة قصص الأميرات.

تعمل فرحانة وزينب على القيام بالأنشطة للأطفال "ورش جديدة، وبنعمل مسابقات ليهم"، هذا بجانب الدور الأساسي التي تقوم بها المكتبة، وهو الاستعارة، التي لا تقتصر على الأطفال فقط "الصبح بييجي موظفين المجلس والمدرسين يستعيروا من عندنا"، ويبلغ عدد الكتب إلى أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، يتنوعوا بين السياسة والأدب والشعر، بالإضافة إلى قصص الأطفال وروايات الجيب وألعاب التركيب.

منذ حوالي الشهر بدأ عابد في عمل جدول مُحدد للأنشطة، ليوم الأحد، فيما خصص الأربعاء لعرض أفلام الكارتون، بالنسبة للأطفال فإن السينما كانت شئ جديد عليهم، كما يذكر عابد، لم يتوقع الشاب الأعداد التي قدمت للمشاهدة "دايما بيكون فيه جزء فاضي في المكتبة، لكن المرة دي الأعداد كانت كتيرة".

في أوقات فراغ فرحانة بداخل المكتبة، تقوم بالقراءة، تجلب تحديدًا القاموس الإنجليزي لتعلم بعض الكلمات الجديدة، درست الشابة حتى المرحلة الثانوية "قليل لما البنات بيكملوا تعليم الجامعة"، ولما أنشأت الجامعة المفتوحة بالطور منذ عدة سنوات، سُرعان ما قدمت فيها الشابة البدوية عبر الإنترنت "فكرة السفر والمصاريف وإن بنت تبات برة مش سهلة عند البدو"، وحصلت على بكالوريوس التجارة منذ عامين.

يقضي الصغار وقتهم داخل المكتبة في الرسم والتلوين، والكبار منهم أحيانًا ما يمدوا أياديهم للكتب، تقول فرحانة إن هناك أطفال تعرفهم اعتادوا القدوم للمكتبة، كما يُقبلوا على استعارة القصص، يُحب عبدالله (8 سنوات) قراءة قصص الأنبياء كما يذكر، تعمل الشابة أيضًا على تحفيزهم "بقولهم اللي بيقرا قصة ويخلصها يحكيها لزميله، عشان يستفادو من بعض". تُكمل فرحانة حديثها "أحيانًا الولاد بيبقوا عايزين يشتروا الكتب، بقولهم تعالوا اقروها كل يوم"، حيث لا توجد مكتبة للبيع داخل سانت كاترين.

تعمل زينب كمُساعدة لفرحانة، تقوم بطبع الأوراق، وترقيم الكتب، تذكر الشابة أن هناك عدد من المتطوعين قدموا للمكتبة، وهو ما تؤكده نورا، "جه واحد وعلّم الولاد على الجيتار"، كما تضيف أن مي، إحدى بنات البدو، قدمت لتدريس الأطفال الإنجليزية، في الصيف الماضي.

تعلّمت زينب أيضًا داخل المكتبة، لم تُكمل الفتاة تعليمها، لم تُحب الدراسة، إلا أنها مع عملها بالمكتبة وجدت أنها لا تستطيع إكمال قراءة القصة، فقررت الانضمام لفصول محو الأمية، صارت زينب من المتفوقات بين زميلاتها.

من المميز بملامح زينب أنها ضاحكة، تلقي بالنكات، وتمزح مع الجميع، لا يُخيل لأحد أنها فتاة خجولة، فتقول "على فكرة أنا مكنتش كدا في الأول، أنا كنت بتكسف ومبتكلمش".

منذ عام استقرّ عابد داخل سانت كاترين، حيث قرر "كفاية عليا عيشة القاهرة 26 سنة"، جاء برفقة زوجته وابنه، وعمل كمنسق للمكتبة، حيث أهّلته خبرته كمفهرس مخطوطات بدار الكتب سابقًا، رغم أن المكتبة العامة تُعتبر شئ معتاد عليه في المدن، إلا أنها بالنسبة لأطفال سانت كاترين جديدة، كما يذكر عابد.

"هنا مفيش أي حد بيقوم بنشاط تعليمي أو ترفيهي للأطفال".. يقول عابد، لذا يرى الشاب أن أي نشاط صغير يعتبر تسلية كبيرة للصغار، يتذكر حينما عرض أول فيلم لهم "جه المكتبة حوالي 30 طفل"، يرى عابد أن ما يقوم به له جدوى عظيمة، "بلاقي طفل بعد أسبوع من تعليمه مقلمة أو قصرية زرع، وهو بيوريني إنه عمل بنفسه واحدة ليه".

استقرّ بنفس الشاب أن الأطفال يهتمون، على الرغم من شائعة "إنهم دايمًا مش بيعملوا حاجة"، بالنسبة لعابد فإن قيمة عمله تتأكد حينما يهرول ناحيته أحد الأطفال بالشارع، مُناديًا عليه باسمه "أستاذ محمود".

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان